بين أم كافحت لسنوات، وأمًا لشهيد وأخرى أرملة فقدت زوجها وكافحت من أجل تربية أبنائها دون مُعيل، كرمت وزارة التضامن الاجتماعي، اليوم الأحد، عددًا من الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية.

«الدستور» يرصد في السطور التالية أبرز قصص كفاح الأمهات المثاليات..

أم الشهيد.. أمًا مثالية بمحافظة دمياط  

فازت أم الشهيد برنسات لطفي أحمد عمرو، بلقب الأم المثالية في محافظة دمياط.

«برنسات لطفي» موظفة بالوحدات المحلية في محافظة دمياط، عمرها 85 عامًا، عاشت قصة كفاح سواء في مرضها أو في تلقي خبر استشهاد ابنها أو تربية أبنائها بعد وفاة زوجها.

وقالت في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «تزوجت بوالد أبنائي ورزقنا الله بثلاثة أبناء ذكور وأصيب زوجي بالمرض، حيث عانى من مرض السكر ومن إصابته بتليف في الكبد، وكان ابني الأكبر لديه 17 عامًا والأوسط 13عامًا فقط وابني الأصغر 7 سنوات، وتحملت مسئولية تربيتهم، وحصل الأول على بكالوريوس خدمة اجتماعية وتزوج وأنجب بنتين، فيما حصل الابن الثاني على دبلوم فني صناعي، والثالث استشهد أثناء الخدمة العسكرية».

وعن استشهاد نجلها، قالت: «تلقيت خبر استشهاده برضا وصبر واستودعته عند الله شهيدًا، حيث كانت لحظات صعبة عندما تلقيت خبر استشهاد ابني جهاد إبراهيم الكيال، في الهجوم الإرهابي على كمين بمنطقة كرم القواديس بسيناء، واستقبلت خبر استشهاده برضا، واحتسبته شهيدًا عند الله، فكان خبر استشهاده نقطة فاصلة في حياتي».

«أم الصابرين» في الإسكندرية

وفي الاسكندرية، فقدت “أمل مغربي” اثنين من أبنائها خلال 3 سنوات، كما فقدت زوجها لتمر بعدة اختبارات إلهية للصبر على الابتلاء حتى لقبت بـ«أم الصابرين».

وروت والدة الشهيد محمد قصة استشهاد ابنها لـ«الدستور»، قائلة إنه استشهد في سيناء وهو في سن الـ24 عامًا، وكان اختياره بالتواجد في سيناء طواعية، حيث إنه سعى وراء ذلك بعد أن كان ضمن قوات حفظ السلام في الكونغو، وكان دائمًا يتابع أخبار سيناء من خلال الأسرة، ويريد أن يكون ضمن الرجال الأبطال، حيث أصر عند عودته على نقله إلى سيناء.

وحصدت سهير عبد السلام علي محمد مغربي، لقب الأم المثالية على مستوى محافظة المنوفية.

وأوضحت «سهير» أنها صبرت ٣١ عاما عانت فيهم من تحمل مسؤولية أولادها بعد وفاة زوجها، وكانت فيهم الأب والأم، مشيرة إلى أن لديها 3 أبناء (الأول كان عمره 3 سنوات والوسطي بنت وعمرها سنتين والثالثة بنت 8 أشهر).

وكرست الأم المثالية في المنوفية حياتها لتربية ورعاية أبنائها ابتداء من الحضانة حتى التحقوا بالمدارس، ولم يكن هناك عائلا ماديا للأسرة منذ وفاة الأب، عملت بالإدارة العامة بجامعة المنوفية، وبحثت عن معاش 50 جنيها فقط لا غير، وبالرغم من قلة الدخل الشهري استطاعت السيدة أن تحارب في الحياة لتصل بأولادها إلى بر الأمان».

الأم المثالية بالوادي الجديد

وقالت الأم المثالية في محافظة الوادي الجديد، الحاجة توتو محمود محمد قطامش، من مركز الخارجة، إنها تهدي تكريمها للرئيس عبدالفتاح السيسي، لما يوفره لشعبه من أمن وأمان واستقرار. 

وأوضحت الحاجة «توتو» أن زوجها توفي منذ 14 عامًا، وترك لها 5 أطفال (ولدان وثلاثة بنات) في مراحل تعليم مختلفة أصغرهم في الصف الرابع الابتدائي وأكبرهم في الجامعة، مضيفة: «أعمل معلمة بمدرسة في الخارجة وكان معاش زوجي 600 جنيه، وكان راتبي قليلًا لكن بركته كثيرة فأنا أعلم أولادي تعاليم القيم والدين، وبكرم الله استطعت تعليم أولادي حتى أصبحوا أطباء ومعيدين بالجامعات المصرية». 

وأضافت: «أكبر أولادي الدكتورة منى طب بشري تخصص جلدية بمستشفى الخارجة التخصصي، والدكتورة سارة تخصص أسنان، والدكتور أحمد طبيب بيطري، والدكتورة سلوى معيدة بكلية علوم، والدكتور عمرو في السنة الخامسة بكلية طب جامعة أسيوط»، مؤكدة أنها ترعى أبناءها حتى الآن رغم أن بعضهم تزوج.