أطلقت الهيئة العامة للموانئ (موانئ) مبادرة الموانئ الذكية التي تستهدف أتمتة العمليات التشغيلية في الموانئ السعودية، بحضور وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبدالله السواحة، ورئيس الهيئة العامة للموانئ، عمر بن طلال حريري، وعدد من ممثلي الجهات الشريكة في المبادرة التي تضم نخبة من الشركات السعودية والعالمية الرائدة في القطاع التقني واللوجستي.

3 مذكرات تفاهم

ووقعت «موانئ»، خلال حفل إطلاق المبادرة، 3 مذكرات تفاهم رباعية الأطراف مع كل من «STC»، وشركتي أريكسون (Ericsson) وهواوي (Huawei)، والشركة السعودية العالمية للموانئ (SGP)، وشركة محطة بوابة البحر الأحمر، وشركة موانئ دبي العالمية، وذلك بهدف جعل الموانئ السعودية سباقة في تطبيق التقنيات الحديثة، وتعزيز تنافسيتها على المستوى الإقليمي والدولي في مجالات تداول البضائع، وخدمة المستوردين والمصدرين، وتقديم الخدمات اللوجستية، وصناعة النقل البحري، وتعزيز دور المملكة الريادي لقطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية.

تقنية الجيل الخامس

بموجب الاتفاقيات الثلاث، سيتعاون الأطراف في تسريع وتمكين تنفيذ الاستخدامات الجديدة لتقنية الجيل الخامس في القطاع اللوجستي والتشغيل، بغرض الإسهام في أتمتة عمليات الموانئ ومبادرات الأتمتة الأخرى، وكذلك التعاون في تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، وتطوير خدمات البنية التحتية والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، وخدمات التطبيقات، والمنصات.

وستعمل الهيئة العامة للموانئ مع شركائها على تفعيل منهجية الابتكار والبحث والتطوير للتقنيات الناشئة، بدءًا من مرحلة إنتاج الأفكار الإبداعية إلى مرحلة وضع التصور الفني، ودراسة الجدوى للأفكار القابلة للتطبيق، والتي ستنتج عنها منتجات وحلول ستسهم في الارتقاء بالمنظومة التشغيلية، ورفع جودة الأداء لشبكة الموانئ السعودية.

موانئ ذكية مؤتمتة

قال رئيس الهيئة العامة للموانئ، خلال كلمته في حفل إطلاق المبادرة: «الموانئ السعودية تدخل اليوم مرحلة مهمة بالبدء في التحول إلى موانئ ذكية مؤتمتة من خلال تبنى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بتطبيقاتها المتقدمة، والاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات الجيل الخامس، بهدف رفع كفاءة الأداء التشغيلي لشبكة الموانئ السعودية، وتطوير منظومة النقل البحري، لتعزيز حضور المملكة على خارطة الخدمات اللوجستية العالمية».

وأضاف أن الموانئ السعودية تلعب دورًا محوريًا في تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، لزيادة حصة الصادرات غير النفطية لإجمالي الناتج المحلي من 16 إلى %50، خصوصًا أن الموانئ تستحوذ على أكثر من %90 من حركة الصادرات السعودية التي تشكل محورًا مؤثرًا في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن التحول إلى الموانئ الذكية سيسهم بشكل غير مسبوق في تحفيز وجذب الاستثمارات في قطاعات الموانئ والنقل البحري والخدمات اللوجستية، وتنمية حركة الصادرات والواردات السعودية من وإلى الأسواق المحلية والعالمية.

وأشار رئيس «موانئ» إلى أن مبادرة الموانئ الذكية هي إحدى ثمرات الإستراتيجية المؤسسية للهيئة العامة للموانئ التي تم إطلاقها خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي تنبثق أهدافها من مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية و«رؤية المملكة 2030» في تنمية قطاع بحري مزدهر ومستدام، وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي. ولفت «حريري» إلى أن مبادرة الموانئ الذكية ستسهم في تحقيق ريادة المملكة في الحفاظ على البيئة البحرية من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، وتبني أحدث المعدات التكنولوجية في جميع العمليات التشغيلية بالموانئ السعودية. بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «STC»، المهندس عليان الوتيد: «تلتزم STC بدورها كشركة وطنية رائدة وأكبر ممكن رقمي في المنطقة عبر توفير الحلول التقنية المتقدمة لشركائنا في القطاعات المختلفة، وتأتي هذه الاتفاقية لتحويل الموانئ السعودية إلى موانئ ذكية تعمل بتقنيات الجيل الخامس ضمن إستراتيجية STC «تجرأ»، لتمكين التحول الرقمي في مختلف المجالات، والاستفادة من الموقع الإستراتيجي للمملكة التي تقع عند ملتقى ثلاث قارات، وتعزيز الاستثمار في خدمات الربط الدولي ومراكز البيانات، لاستخلاص القيمة من الأصول المتعددة، والخدمات والتقنيات المتقدمة للمجموعة».