سارعت الحكومة في إعلان قرارات غير مسبوقة لمواكبة التداعيات السلبية الناجمة على العالم أجمع جراء الحرب الدائرة ونالت في طريقها الاقتصاديات العالمية للدول وكان من بينها مصر، خاصة بعد الارتفاع المفاجئ في سعر الدولار أمام الجنيه.

وكان أهم هذه القرارات إعداد حزمة من الإجراءات المالية والحماية الاجتماعية بقيمة 130 مليار جنيه للتعامل مع تداعيات التحديات الاقتصادية العالمية، وتخفيف آثارها على المواطنين.

وتخصيص 190.5 مليار جنيه للهيئة القومية للتأمين الاجتماعى لصرف الزيادة السنوية في قيمة المعاشات بنسبة 13% بحد أدنى 120 جنيهًا بدءًا من أول أبريل المقبل، بدلًا من يوليو المقبل للتخفيف على المواطنين.

جميلة أبو العلا اعتقدت الزيادة كذبة ونشرات الأخبار هي الدليل لصحتها

في البداية لم تصدق جميلة أبو العلا هذه الأخبار المتداولة واعتقدت أن جيرانها يمزحون معها "في حاجات مينفعش الهزار فيها خاصة أن دا رزقنا وحياتنا"، إلى أن قررت مشاهدة النشرات الإخبارية ومتابعة الاخبار بنفسها للتيقن من حقيقة هذا الخبر.

تقول أبو العلا إنها لم تسعها الفرحة بمجرد التيقن من حقيقة هذا الخبر الذي سمعته، قائلة: "ربنا عالم بحالنا والدولة تحاول تساعدنا وتخفف عننا دلوقتي أحسن كتير من إننا نستنى 3 شهور كمان".

وأضافت أبو العلا، أن هذا المعاش الذي تحصل عليه بدلًا من زوجها مريض السكر وصاحب البتر في القدم وهي المتولية لمسؤولية المنزل من كافة شيء وبسبب حكم سنها الذي يتخطى الخمسين عامًا غير قادرة على العمل، فإن حياتهم بالكامل من أكل وشرب ومصاريف علاج زوجها مريض السكر وهي الأخرى يعتمد بالكامل على هذا المعاش الذي مع زيادته "هيكون فرج كبير أوي مع الغلا اللي عايشينه دا".

السعيد علي: زيادة المعاشات جاءت في وقتها لمحاربة جشع التجار

أما السعيد علي، الرجل الخمسيني، من خلال متابعته المستمرة لنشرات الأخبار لمعرفة بالاستمرار والتعرف على أحداث البلد أول بأول ومعرفة ما يجري من مستجدات عرف بخبر زيادة المعاشات من خلال النشرة الإخبارية "قرار جه في وقته تمامًا مع دخول شهر رمضان الكريم".

قال السعيد إنه خرج على المعاش المبكر في الثانية والخمسين من عمره بسبب مرض السكر الذي أصابه بصورة مفاجأة دون أي مقدمات "نهش جسمي نهش" وافقده الوزن وإصابة العديد من الأمراض الأخرى ما جعله غير قادر على الحركة، وكان معاشه في البداية مبلغ زهيد لا يكفي احتياجاته هو وأسرته المكونة منه هو وزوجته وأبنائه الاثنين، فكانت تعمل زوجته في مجال الخياطة للمساعدة في المنزل.

وأضاف السعيد أن زيادة المعاشات التي ينتظرها كل عام مع بداية السنة المالية الجديدة تعينهم على الاستمرار بشكل مباشر مع حرفة زوجته التي تعمل بها في المنزل، وهذا الخبر الذي جاء في وقته مع هذا الغلاء واستغلال التجار للازمة التي تحدث في رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه كان سيتسبب في إرهاق الفقراء وعجزهم عن الاستمرار، مضيفًا انه كان يتمنى أن تكون الزيادة أكثر من ذلك لكن "كل اللي يجي كويس ويسند".

كما أشارت المادة السادسة من مشروع القرار إلى أنه "استثناء من أحكام المادة 35 من قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات الصادر بالقانون رقم 148 لسنة 2019، والمادة 123 من قانون التقاعد والتأمين والمعاشات للقوات المسلحة، الصادر بالقانون رقم 90 لسنة 1975، يُعجل استحقاق زيادة المعاشات لعام 2022 ليصبح الأول من أبريل 2022.

ويكون التعجيل للمعاشات المستحقة في 31 مارس 2022، وبذات القواعد الواردة بهما، وذلك دون الإخلال باستحقاق الزيادات التي تتقرر اعتبارًا من الأول من يوليو 2023 في المواعيد المقررة بالمادتين المشار إليهما.

وتسري أحكام الزيادة المشار إليها بالفقرة الأولى على المعاشات المقررة وفقًا لأحكام قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات المشار إليه، التي تُستحق خلال الفترة من 1/4/2022 حتى 30/6/2022، وذلك اعتبارًا من تاريخ استحقاق المعاش.