اليمن: التحالف بقيادة السعودية والحوثيون يتفقان على هدنة مدتها شهران قابلة للتجديد


إعلان

ذكرت الأمم المتحدة في بيان لها الجمعة أن اتفاقا بين والتحالف العسكري بقيادة السعودية، طرفي النزاع في اليمن، قد تم على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد تبدأ السبت، أول أيام رمضان في دول مسلمة عدة، وتوافقهما بشأن شحنات الوقود ومطار صنعاء.

يعطي إعلان الجمعة بصيص أمل في حرب طاحنة أودت بمئات الآلاف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة في اليمن الذي يعتبر منذ فترة طويلة أفقر دولة في العالم العربي.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ في البيان إن "أطراف النزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران تدخل حيّز التنفيذ غدا (السبت) الثاني من نيسان/أبريل في الساعة السابعة مساء بتوقيت اليمن". وأضاف في البيان أن "الهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف".

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة بإعلان الهدنة، آملا في أن تتيح إطلاق عملية سياسية لسلام دائم. وصرح غوتيريس "ينبغي الآن استخدام هذه الاندفاعة" للتأكد من "التزام (هذه الهدنة) في شكل تام وتمديدها"، مضيفا "هذا يثبت أنه حتى عندما تبدو الأمور مستحيلة، يصبح السلام ممكنا حين تتوافر إرادة التسوية".

بدوره، أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا، ترحيبه بالهدنة. ونقلت قناة "الإخبارية" عن الناطق باسمه العميد تركي المالكي قوله "نرحب وندعم قبول الحكومة اليمنية لهدنة عسكرية لشهرين". وأضاف "التحالف يدعم جهود الأمم المتحدة وترتيباتها لتثبيت الهدنة في اليمن".

بدوره، رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة بالهدنة في اليمن التي وصفها بأنها "متنفس انتظره الشعب اليمني طويلا"، لكنه اعتبرها "غير كافية". وصرح بايدن في بيان "هذه خطوات مهمة لكنها غير كافية. يجب التزام وقف إطلاق النار. وكما قلت سابقا، من الضروري إنهاء هذه الحرب".

تزامن الإعلان مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية. وعلى الرغم من رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض عدوتهم، قدم الحوثيون الأسبوع الماضي عرضا مفاجئا لهدنة مؤقتة وتبادل أسرى.

إثر ذلك، أعلن في اليمن خلال شهر رمضان.

"بعد تأخر طويل"

يلتزم طرفا النزاع حتى الآن بوقف إطلاق النار، وهو الأول منذ نيسان/أبريل 2020.

وتابع غروندبرغ "وافقت الأطراف على وقف كل العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده". وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محددة مسبقا". وأردف "اتفقت الأطراف أيضا على الالتقاء برعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".

وشكر غروندبرغ الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا على العمل معه "بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق". واعتبر أن "الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل".

وشدد مبعوث الأمم المتحدة على أن "الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة إليها، تُفرّج عنهم المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك (تعطي) الأمل في أن إنهاء هذا النزاع ممكن".

"وقف دائم لإطلاق النار"

رفض الحوثيون المحادثات التي بدأت في الرياض الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي وتستمر أسبوعا. ولطالما طالب الحوثيون التحالف الذي تقوده السعودية برفع الحصار الجوي والبحري المفروض منذ 2016 قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.

في المحادثات الأخيرة التي عقدت في السويد عام 2018، اتفق طرفا النزاع على وقف إطلاق النار في الحديدة التي تمثل نقطة دخول أساسية للسلع وإيصال المساعدات إلى اليمن.

وأكد غروندبرغ أنه سيواصل العمل خلال شهرين "بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، حاضّا الطرفين على التزام الهدنة.

وجرت آخر عملية تبادل للأسرى في حرب اليمن في تشرين الأول/أكتوبر 2020 عندما أفرج كل من الجانبين عن 1056 أسيرا، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكان الحوثيون قد أعلنوا مساء الأحد التوصل إلى صفقة تبادل جديدة تشمل 1400 من أسرى الحوثيين مقابل 823 من الطرف الآخر، بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين.

وأفاد دبلوماسيون سعوديون وكالة الأنباء الفرنسية بأن الاتفاق محتمل خلال الأيام المقبلة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين.

وقال دبلوماسي سعودي كبير "هناك مؤشرات إيجابية أنه سيتم تبادل الأسرى قريبا. الأعداد اتفقوا عليها بالفعل والمشكلة (حاليا) في الأسماء".

وضع إنساني متدهور

ويُطرح على طاولة المحادثات في الرياض ملف الاقتصاد اليمني المدمَّر ووضعه السياسي المعقد وكذلك المسائل العسكرية والمساعدات الإنسانية. سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة في حاجة ماسة للمساعدة.

وقد جمع مؤتمر للمانحين عقدته الأمم المتحدة الشهر الماضي أقل من ثلث الهدف البالغ 4,27 مليارات دولار، ما أدى إلى تحذيرات قاتمة بشأن البلد الذي يعتمد 80 بالمئة من سكانه على المساعدات.

تحذر وكالات الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 19 مليون شخص في اليمن قد يحتاجون إلى مساعدات غذائية في النصف الثاني من عام 2022، مع توقع زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون ظروف مجاعة خمسة أضعاف خلال العام ليصل إلى 161 ألفا.

ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بإعلان الجمعة وحضّ على "العمل من أجل حل سياسي دائم". وقال جونسون عبر تويتر "لدينا الآن فرصة سانحة لإحلال السلام أخيرا وإنهاء المعاناة الإنسانية".

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417
تاريخ الخبر: 2022-04-02 12:16:08
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 80%
الأهمية: 95%

آخر الأخبار حول العالم

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية