السادس من أبريل ، الذي يصادف ذكرى ثورة أبريل 1985م التي أنهت حكم الرئيس الراحل جعفر نميري، و في ذات التاريخ من العام 2019م كان قد زحف مئات الألاف من السودانيون نحو محيط القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم، مشكلين ملحمة ثورية قضت على النظام المقبور بتفجير إنتصارات ثورة ديسمبر التي ألهمت العالم بأثره .
التغيير – فتح الرحمن حمودة
ثلاثة أيام مفصلية تبقت لتلك الذكرى التي ما زال السودانيين يعقدون عليها الآمال لتكرار سناريوهات الماضي البعيد والقريب لإنهاء إنقلاب الخامس والعشرين بزعامة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، على أن يكون السادس من أبريل لهذا العام يوماً مفصلياً يستمد منه الثوار وقودهم الثورى لإسقاط إنقلاب الجيش ليسطر التاريخ فصولاً جديدة لإنتصارات ثورة ديسمبر المجيدة.
و في هذا الصدد أجرت (التغيير) إستطلاعات مع بعض الثوار و الثائرات الذين اختلفت وجهات النظر بينهم و لكنهم أتففوا في المضمون على ” إسقاط الإنقلاب ” .
إسقاط الإنقلاب
ووصف الثائر محمد محمود السادس من أبريل بأنه ضربة البداية الحقيقية لعملية الإصطفاف الوطني وقال (السادس من أبريل ليست سدرة المنتهى) وأكد أن الحراك لن يتوقف و عملية الإسقاط الكامل للانقلاب مستمرة لإنهاء المفاهيم السلطوية التي ظلت تقف عائقاً منذ تشكّل الدولة وكانت تحول من وجود ديمقراطيه دائمة واحالتها لتبعية وفق مصالح ذاتية أو لجماعات لا تجمعها الروح الوطنية من الشقين المدني والعسكري.
توقعات مختلفة
وقال الثائرة منى محمد “لا أتوقع أن يكون السادس من أبريل يوماً حاسماً، قد لا يتنحى قائد الإنقلاب و نائبه ، و قد لا يتوقف الموت و النهب في الشوارع في هذا اليوم ، و لا تنصب المشانق و المحاكم لكل قاتل او سارق”، أضاف “قد لا ينال كل معتقل حريته التي يستحق و لكنه حتماً سيكون يوماً تاريخياً يضاف إلى عظمة حكايات و بطولات الثائرات و الثوار أحرار وفاءً لعهود قُطعت لأرواح صعدت الى بارئها و خُلدت ذكراها أناشيداً تمشي بين الثوار في المواكب ضد مليشيات الإنقلاب.
مخاوف و أمال
وأشار مصطفى حسن إلى أن حكومة الفترة الإنتقالية التي أطاح بها الانقلاب شكلت مخاوف كبيرة لدى بعض الشباب من لجان المقاومة، و يرى حسن بأن التاريخ قد يعيد نفسه في يوم “6” أبريل لصالح القوى السياسية إذا عملت على قيادة المشهد بفرض تسوية تاريخية و أعرب مصطفى عن تفاؤله بتغيير المشهد السياسي بصورة كبيرة وأشترط تحقق خطوات سياسية على خطاها تعمل لجان المقاومة .
إستمرار الحراك
ولا يتوقع الثائر عبد العظيم محمد انحياز من وصفهم بشرفاء القوات المسلحة إلى الجماهير حال خروج المواطنين ، و قال “لابد من استمرار الحراك حتى إذا سقط الانقلاب من أجل تحقيق الأهداف العاجلة” وأشار إلى أن هنالك مصفوفة زمنية وضحها الميثاق الثورى للجان المقاومة .
و يستعد مئات الآلاف من السودانيين في العاصمة الخرطوم و مدن الولايات للخروج في مليونية 6 أبريل التي بدأ الإعلان لها عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة من قبل لجان المقاومة السودانية و حملت دعوات إسقاط إنقلاب البرهان الذي وقع في الخامس والعشرين من اكتوبر من العام الماضي و راح ضحاياه “88 ” شهيداً و مئات الجرحى و المصابين .
