يرمياس گوتهلف
يرمياس گوتهلف Jeremias Gotthelf (اسمه الحقيقي ألبرت بيتسيوس Albert Bitzius؛ عاش أربعة أكتوبر 1797 - 22 أكتوبر 1854) هوالروائي والقاص الأبرز في تاريخ الأدب السويسري، وأحد أبرز أدباء اللغة الألمانية في القرن التاسع عشر.
ولد في مورتن غربي سويسرا وتوفي في بلدة لوتسلفلوLützelflüh بالقرب من برن، وهوسليل عائلة برجوازية عريقة، كان والده واعظاً بروتستنتياً. قضى جزءاً من طفولته في قرية اوتسندورف Utzendorf، ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية في برن، وتابع في جامعاتها دراسة اللاهوت والتاريخ والفلسفة، وإضافة إلى ذلك كان يحضر محاضرات الرياضيات والفيزياء بين عامي 1814-1820. وتوجه عام 1821 إلى مدينة گوتنگن Göttingen لاستكمال دراسته في التاريخ وفهم الجمال، وقام برحلات عدة في ألمانيا، بعضها على الأقدام، زار في أثنائها كبريات المدن. وعندما عاد إلى وطنه عمل معاوناً لوالده، واتصل بالحركة الليبرالية، ثم صار واعظاً في أبرشية هرتساوگنبوخزي Herzogenbuchsee حتى عام 1829، حين اختلف مع السلطات، فنقلته إلى «كنيسة الروح القدس» في برن، ومن ثم إلى أبرشية لوتسلفلوعام 1831، حيث استقر وتزوج وعمل بلا هوادة حتى وفاته.
شغل جوتهلف بين 1835-1845، إلى جانب عمله الكنسي، منصب مسؤول التعليم المدرسي في الإقليم الذي يضم بلدته، وأنشأ في تراخسِلـڤالد Trachselwald مدرسة للأطفال المشردين، كما أصدر، بين 1840-1845، مجلة «تقويم برن الجديد» Neuer Berner Kalender.
تبنى على إثر انكسار أوهامه بالحركة الليبرالية موقفاً فكرياً مناهضاً للتطورات الرأسمالية في المجتمع السويسري، منتقداً ظواهر الفساد في عصره، في محاولة للحفاظ على نقاء الإيمان المسيحي من منطلقٍ فلاحي، بعيداً عن تلوث المدن وانحطاط علاقاتها. ولكونه شديد الارتباط بالحياة ومصوراً فطرياً لظواهرها وتقلباتها، اتى أدبه مغرقاً في واقعيته ومسهباً في الهجريز على التفصيلات، بغض النظر عن فنية السرد وجمالياته، بحسب ما أخذ عليه النقاد والأدباء من معاصريه، إلى حد حتى أُطلق عليه لقب «محرر شعبي» Volksschrifteller، ولاسيما حتى غرضه من الكتابة كان تهذيب الشعب وتوعيته تجاه مشكلات الإدمان على الكحول والتعلق بالغيبيات والإيمان بالدجالين بسبب الجهل. وقد كان في توجهه هذا يستنير ببرامج أدباء «ألمانيا الفتاة» Junges Deutschland، مثل بورنه Börne وهاينه Heine وبوشنر Büchner من حيث إعلاء المضمون على الشكل وتوحيد الأدب مع الحياة، بغية طرح التساؤلات الاجتماعية والسياسية.
يتبدى جوتهلف في روايته الأولى «مـرآة الفلاحين أوتاريخ حياة يرمياس غوتهلف» Der Bauernspiegeloder Lebensgeschichte des Jeremias Gotthelf عـام (1837) أصيلاً، غير متأثر بعد بأيديولوجيات عصره، مركزاً نقده ضد استغلال الـرعاة الفتيان، وضد إهمال المناهج المدرسية، وهوالموضوع الرئيـسي في روايتـه الثانية «أحزان وأفراح مفهم مدرسـة» Leiden und Freuden eines Schulmeisters عـام (1839). وكانت ذروة إبداعه رواية «كيف صار الخادم أُولي سعيداً» Wie Uli der Knecht glücklich wird عام (1846) التي أتبعها عام 1848 بالجزء الثاني «أولي الضَمَّان» Uli der Pächter، وهما مرشد أخلاقي لسيرورة حياة فقير متشرد يتسلق سلم الثراء بجهوده وذكائه. وفي روايته اللاحقة، يعالج غوتهلف تأثير الدجالين والمشعوذين في بسطاء الفلاحين، كما في «كيف تدبر آنِّه بابي يوڤِغَر شؤون بيتها وكيف تصرفت مع الدكتور» Wie Anne Bäbi Jowäger haushaltetundwie esihm mit dem Doktern geht بين (1843-1844)، ويعالج معضلة إدمان الكحول وخطر إفساد أخلاق الفلاحين باقتصاد الربا، كما في «يوم تسديد الحساب» Der Geltstag بين (1843-1844) وغيرها.
أما على صعيد الأقصوصة Novelle فقد برز گوتهلف فناناً متمكناً من أسلوبه ومؤثراً في مضموناته، ولاسيما في «العنكبوت الأسود» Die schwarze Spinne عام (1842) و«إلسي الخادمة العجيبة» Elsi die seltsame Magd عام (1843).
خط غوتهلف أربع عشرة رواية وخمسين أقصوصة وكثيراً من الموضوعات لمجلته، ومع ذلك فإن القراء الفلاحين الذين توجه إليهم، لم يأبهوا بأعماله، في حين اهتم بكتاباته متفهموالمدن ومثقفوها الذين لم يعترف بتأثيرهم.
المصادر
- نبيلة شمس الدين، نبيل الحفار. "غوتْهِلْف (يرِمْياس -)". الموسوعة العربية.
الهامش
- تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.
The article is available here.
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Jeremias Gotthelf. |
- Biography (in German)