يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعته لتحركات تنظيم داعش الإرهابي على الأرض وكذلك عبر منصاته الإلكترونية، ومؤخرًا تم رصد مقاطع مرئية تحتوي على تصريحات سابقة أدلى بها قادته المقتولين خاصة "أبو بكر البغدادي" و"أبو محمد العدناني"، الأمر الذي أثار الشكوك حول ضعف القادة الحاليين للتنظيم الإرهابي إعلاميًا وإفتائيًا، وعدم اقتناع أتباعهم بهم حتى الآن، ما دفعه للاعتماد على تصريحات قديمة لقادة لم يخلفوا سوى الدم والدمار في محاولة منه لتذكير أتباعه بما حققه التنظيم في سنوات ماضية.
وظهر هذا جليًا في المقاطع المنشورة مؤخرًا، ومنها سلسلة "صناع الملاحم"، والتي تبدأ بمقطوعات صوتية لقادة التنظيم المقتولين سالفي الذكر، كما حرض التنظيم عناصره في أحد هذه المقاطع على تنفيذ عمليات إرهابية خلال شهر رمضان.
ووفق ما تابعه مرصد الأزهر على مدار السنوات الماضية، فإنه يؤكد أن ضعف قادة داعش أمر طبيعي في ظل تنظيم عُرف أعضائه بالجهل حتى بين التنظيمات الأخرى التي تشاركه نفس الأيديولوجيا المتطرفة. فالتنظيم الإرهابي لا يهتم بالجانب العلمي وليس لديه منظرين أقوياء، وهذا ما كشفته الرسالة التي وجهها الإرهابي "أبو خباب"، إلى "أبي محمد الفرقان" الذي قتل عام 2016، وتحدث فيها عن مخالفات منهجية في المعاهد التعليمية التي أسسها التنظيم فترة سيطرته بسوريا والعراق، وقد أرجع "أبو خباب" السبب إلى جهل القائمين على التدريس وانحلال بعضهم أخلاقيًا.
ومن هنا يتضح أن داعش وغيره من تنظيمات إرهابية أبعد ما يكون عن تطبيق شرع الله أو نصرة الإسلام كما يدعون دومًا؛ لذا على الشباب الحذر من هذه الأفكار المتطرفة وعدم تسليم عقولهم للشعارات البراقة التي تطلقها هذه الفئة الضالة.
اقرا ايضا مرصد الأزهر في مواجهة «التطرف الإلكتروني» بمعرض الكتاب
