بانوراما القيامة المجيدة بين محور الكرازة بالمسيحية ومحور الأسرار الكنسية
بانوراما القيامة المجيدة بين محور الكرازة بالمسيحية ومحور الأسرار الكنسية
إخرستوس أنيستي.. آليثوس أنيستي
أولا:
+ لقد قام السيد المسيح بسلطان لاهوته من بين الأموات ظافرا علي الموت أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية والسيد المسيح في قيامته قدس الطبيعة البشرية القابلة للموت وجعلها قابلة للقيامة فبالموت انفصلت روحه من جسده لكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه ولا عن جسده.
كما نقول في القسمة السريانية:
واستطاعت روحه المتحدة بلاهوته أن تعمل عملا خلاصيا عجيبا من أجل الراقدين علي رجاء. فبروحه المتحدة باللاهوت نزل إلي أقسام الأرض السفلي وسبي سبيا (أف4:8, 9). أي أنه ذهب إلي الجحيم ليبشر الراقدين علي رجاء في الجحيم وفتح باب الفردوس ونقل إليه أرواح الأبرار الراقدين في الجحيم علي الرجاء وأدخل معهم إلي الفردوس روح اللص اليمين.
وقد كان السيد المسيح بموته علي عود الصليب قد دفع ثمن الخطية واشترانا بدمه الغالي الثمين كما وضح معلمنا القديس أثناسيوس في كتابه تجسد الكلمة.
ثانيا: محور الكرازة بالمسيحية:
بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلي السموات نعترف حيث نجد أن قيامة السيد المسيح من بين الأموات صار موضوع شهادة الآباء الرسل للعالم بحسب وصية الرب لهم تكونون لي شهودا (أع1:8).
وقد أزعجت شهادة الرسل لقيامة السيد المسيح رؤساء كهنة اليهود والفريسيين والصدوقيين وحاولوا أن يمنعوها بكل الوسائل حيث نجد في كل عظة للرسل كانوا ينادون بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات, علي سبيل المثال:
+ عظة يوم الخمسين (أع2:24) الذي أقامه الله ناقضا أوجاع الموت..
+ وفي عظة باب الهيكل الجميل قالوا (أع3:13-15): إله آبائنا مجد يسوع.. ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك.
+ وفي خطاب إستفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء أمام مجمع اليهود قال في (أع7:56): ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله.. وما أكثر ما تكلم معلمنا بولس الرسول عن القيامة كمحور أساسي لكرازته, كمثال (أع13:29-34) في أنطاكية في آريوس باغوس (أع17:30, 31), وأمام أغريباس الملك (أع26). وهكذا نري كيف أن قيامة رب المجد يسوع المسيح كانت محور الكرازة في الكنيسة في عصر آبائنا الرسل وحتي الآن.
ثالثا: محور الأسرار الكنسية:
هناك علاقة جوهرية ووثيقة بين أسرار الكنيسة كالمعمودية والميرون وسر التوبة والاعتراف وسر الإفخارستيا وسر الزيجة وسر مسحة المرضي وسر الكهنوت بموت المسيح وقيامته.
أولا: سر المعمودية: هي موت ودفن وقيامة مع المسيح كما ورد في (رو6:3-5), (كو2:12): مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات.
ثانيا: سر الميرون: يتم بزيت الميرون المقدس الذي صنعته الكنيسة المسترشدة بالروح القدس من الحنوط التي كانت علي جسد ربنا وإلهنا ومخلصنا الصالح أما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء (1يو2:20).
ثالثا: سر التوبة والاعتراف: وفيه نري كيف يقوم التائب من موت الخطية, كما قال الابن الضال: أقوم الآن وأذهب إلي أبي.. (لو15:18). استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح (أف5:14).
رابعا: سر الإفخارستيا: هو امتداد لذبيحة الصليب وفيه نذكر موت المسيح وقيامته بحسب الوصية الإنجيلية: فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس, تخبرون بموت الرب إلي أن يجيئ (1كو1:26).
خامسا: سر الزيجة:
علاقة الرجل وامراته كمثال علاقة السيد المسيح بالكنيسة, كما يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل أفسس ص5: أيها الرجال احبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة.
اكتفي بهذه الأمثلة لأجل الوقت وهكذا باقي الأسرار نجد الترابط الجوهري الشديد بين صليب رب المجد وقيامته والأسرار الكنسية.
ومن خلال ما سبق من بانوراما سريعة رأينا العلاقة الوثيقة والجوهرية التي جعلت قيامة رب المجد يسوع المسيح محور الكرازة بالمسيحية, ومحور الأسرار الكنسية.
كل عام وحضراتكم بألف خير وفي ملء النعمة والبركة ولنحيا أفراح القيامة.
صلواتكم..
المراجع:
1- الكتاب المقدس
2- تجسد الكلمة البابا أثناسيوس الرسولي
3- تأملات في القيامة البابا شنودة الثالث
4- محاضرات المتنيح الأنبا بيشوي عن القيامة
5- علم اللاهوت القمص ميخائيل مينا
6- كتاب فصحنا الجديد عيد القيامة القمص تادرس يعقوب
7- علم اللاهوت العقيدي د.موريس تواضروس