نطقب:رسالة توضيح1

الإيمان بالقضاء والقدر كتاب من تأليف محمد خالد ثابت يتناول قضية القضاء والقدر التي قد يصعب فهمها على الكثيرين..
قدم للكتاب الدكتور أحمد عمر هاشم ونطق: "إن موضوع القضاء والقدر من الموضوعات الهامة في الفكر الإسلامى، وفى دراسات العقيدة، وقد وفق الله محررنا حتى تخط يمناه هذه الصفحات المشرقة بأسلوب سهل، معتمدا فيما يعرضه على هدى القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف".

تمهيد

يمهد المحرر لهذه القضية بقوله: "إن الله – جلت عظمته – أول ما خلق خلق القلم، ونطق له: اخط، فخط في تلك الساعة جميع ما كائن إلى يوم القيامة، فالخلق جميعهم منتهون إلى ما خط. وعلى ذلك فكل ما يجرى في الكون، مع مر الزمان، وتقلب الليل والنهار، إنما هوتطبيق دقيق محكم لما جرى به القلم آنذاك.. فإذا هبت الريح – مثلا – وسفت مالا يحصى من حبات الرمال وذرات الأتربة، فإن الله قد أحصاها قبل خلقها، وقدر عددها، ومستقرها ومستودعها.. إلى غير ذلك لا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، إلا بما في الكتاب، وجميع المخلوقات خاضعة لسطوة الجبار، منفذة لمشيئته طوعًا أوكرهًا".

بعد التمهيد تبدأ فصول الكتاب التي افتتحها المؤلف بالقرآن الكريم.

من القرآن الكريم

في هذا الفصل عرض لعدد من آيات القرآن التي توافق موضوع الكتاب مثل قوله تعالى:

• {وكان أمر الله قدرا مقدورا الأحزاب:38.
• {إنا جميع شيء خلقناه بقدر القمر:49.
• {قل لوكنتم في بيوتكم لبرز الذين خط عليهم القتل إلى مضاجعهم آل عمران:154.

إلى غير ذلك...

وفى خلال ذلك يقدم المحرر نبذ من أقوال المفسرين وفوائد العارفين مثل كلام أحمد بن عجيبة في تفسيره لقوله تعالى: {ولا تقولن لشئ إنى فاعل ذلك غدا إلا حتى يشاء الله الكهف:23، 24. حيث يقول: "تضمنت الآية خصلة التفويض إلى مشيئة الله وتدبيره، والرضا بما يبرز به القضاء، بحيث لا يعقد على شئ، ولا يجزم بعمل شئ، إلا ملتبسا بمشيئة الله، فينظر ما يعمل الله. فالعاقل إذا أصبح نظر ما يعمل الله به، والجاهل إذا أصبح نظر ما يعمل بنفسه".

من الحديث النبوى الشريف

عن الوليد بن عبادة نطق: "دخلت على عبادة رضى الله عنه وهومريض أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه أوصنى واجتهد لى. فنطق: أجلسونى، فلما أجلسوه نطق: يابنى إنك لم تطعم الإيمان، ولم تبلغ حق حقيقة الفهم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. فقلت: ياأبتاه وكيف لى حتى أفهم ما خير القدر وشره،يا ترى؟ نطق: تفهم حتى ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك. يابنى إنى سمعت رسول الله يقول: إذا أول ما خلق الله القلم، ثم نطق له: اخط، فجرى في تلك الساعة بما هوكائن إلى يوم القيامة. يابنى إذا مت ولست على ذلك دخلت النار". (أخرجه الترمذى وأحمد)

في هذا الباب سبعة فصول كلها من حديث النبى وهذه عناوينها:

1. ضرورة الإيمان بالقضاء والقدر
2. الله قدر جميع شيء قبل خلق السموات والأرض
3. لا حيلة أبدا فيما قدر الله وقضى
4. العمل والقضاء والقدر
5. أهل الجنة وأهل النار
6. لا عذر لمن يدخل النار
7. العبرة بالسابقة

من سير الأنبياء والصالحين

في هذا الفصل عرض لبعض الآثار من الأمم السابقة وأنبيائها، ثم من أحاديث النبى ثم الصحابة الكرام وسلف الأمة الصالح.

من آثار الأمم السابقة – مثلا – ما رواه الطرطوشى في كتابه "سراج الملوك" من أنه روى في الإسرائيليات حتى نبيا من أنبياء الله مر بفخ منصوب، وإذا طائر قريب منه، فنطق الطائر: يانبى الله، هل رأيت أقل عقلا من هذا.. نصب هذا الفخ ليصيدنى فيه وأنا أنظر إليه. نطق: فمضى عنه ثم رجع، فإذا الطائر في الفخ. فنطق له: عجبا لك، أولست القائل آنفا كذا وكذا،يا ترى؟ فنطق: يانبى الله، إذا اتى الحين لم تبق أذن ولا عين.

ومن آثار النبى – مثلا – أنه قيل لعائشة: ما كان أكثر كلام رسول الله في بيته إذا خلا،يا ترى؟ نطقت: كان أكثر كلامه إذا خلا في بيته: "ما يُقضى من أمرقد يكون" (الرضا لابن أبى الدنيا)

ومن آثار الصحابة – مثلا – ما روى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان كثيرا ما يخطب ويقول على المنبر:

(البيهقى في الأسماء والصفات)

ويستعرض أقوال نفر من الصحابة وهم – بالإضافة إلى عمر:

أبوبكر الصديق وعلى بن أبى طالب، والسيدة عائشة أم المؤمنين، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن عباس، وسلمان الفارسى، وأبوالدرداء، وعبد الله بن عمر، ووهب بن منبه، ومحمد بن كعب القرظى.

ومن آثار السلف الصالح – على سبيل المثال – قول أبى سليمان الدارانى: ليس أعمال الخلق بالتي ترضيه أوتسخطه، إنما رضى عن قوم فاستخدمهم بأعمال الرضا، وسخط عن قوم فاستخدمهم بأعمال السخط (حلية الأولياء لأبى نعيم)

من الحِكم العطائية

في هذا الفصل يعرض المحرر مجموعة من حكم ابن عطاء الله السكندرى التي تتناول قضية االقضاء والقدر مع قدر مختصر من شرح أحمد بن عجيبة على جميع حكمة مثل قوله في الحكم العطائية:

كيفقد يكون طلبك اللاحق سببا في عطائه السابق

وفيها يقول ابن عجيبة: إذا الله سبحانه قدر في الأزل ما كان وماقد يكون إلى أبد الأبد، فقد قسم الأرزاق الحسية والمعنوية، وقدر الآجال. فإذا فهمت أيها الإنسان حتى القضاء والقدر قد تجاوز برزقك وأجلك، وأنه قد سبقت قسمتك وجودك، فماذا تطلب،يا ترى؟ وإذا طلبت فكيفقد يكون طلبك اللاحق سببا في عطائه السابق،يا ترى؟ إذ قد تجاوز منه العطاء قبل حتىقد يكون منك الطلب.

ختــام

في ختام الكتاب يسأل المؤلف: إذا كانت المشيئة سابقة على الأفعال، نافذة على جميع حال، ففيم إذن الثواب والعقاب؟

أوبمعنى آخر: إذا كان الله سبحانه وتعالى قدر الخير على أناس وأجراه على أيديهم، وقدر الشر على آخرين وأجراه على أيديهم، فلم يثيب هؤلاء ويعذل أولئك؟

يجيب المؤلف عن هذا السؤال في ثمانية صفحات فيقول: إذا الله جلت قدرته خلق الإنسان من جسد وروح، وكذلك جعل الدين، له جسد وروح، وهوما إصطلح عليه الفهماء بالشريعة والحقيقة، ولا تفهم قضايا الإيمان – التي منها موضوع القضاء والقدر – إلا بهما معًا.

ثم يقول في ختام الفصل: إذن.. فالشريعة إسلام، والحقيقة استسلام. الشريعة طاعة بالجوارح، والحقيقة خضوع بالقلب، الشريعة نهوض للأمر، والحقيقة إعظام للأمر. فإذا تدرع المؤمن بالاثنين معًا؛ الشريعة والحقيقة، فمن أين يأتيه الاعتراض أويتسرب إلى قلبه الشك؟

ثم يختم الكتاب بفصل صغير جعل عنوانه:

== مسك

أن يوجد الله الدنيا من العدم، قدر ما كائن فيها وقضاه.

خلق الجنة والنهار، ثم خلق الخلق، فقسمهم – بسابق تقديره – إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير.

واصطفى من بين خلقه الأنبياء والرسل، وبعثهم للناس دُعاة وهُداة، واختار خاتمهم محمدًا ، فأتم به الدين، وختم به الرسالات، كما يُختم على الكتاب لضمان سلامته من عبث العابثين.

ومع حتى محمدًا آخر الأنبياء بعثًا، إلا أنه أولهم خلقًا، فإن القلم أول ما جرى في اللوح خط: لا إله إلا الله محمد رسول الله ودَعَا الله إليه الخلق كافة، فلم يبعث نبيًّا إلا أخذ عليه وعلى قومه العهد والميثاق: لئن أدركتم محمدًا لتؤمنن به ولتنصرنه. نطق تعالى في كلامه القديم: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة، ثم اتىكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، نطق أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى، نطقوا أقررنا، نطق فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين. فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون آل عمران:81 – 82.

اصطفاه الله – في الأزل – من بين جميع خلقه، وأعطاه ما لم يُعط أحدًا قبله ولا بعده..

اختار له الآباء والأمهات من الطاهرين والطاهرات إلى أبى البشر آدم ، واختار له الذرية والأحفاد إلى يوم القيامة، فكان منهم المهدى المنتظر الذي يخرج في آخر الزمان، يُقيم العدل والميزان.

واختار له أصحابه وأنصار دينه، ومع حتى عمر بن الخطاب – مثلا – كان يؤذى المسلمين أشد الإيذاء، بل حمل سيفه وسار ليقتل به النبى ، إلا حتى هذا لم يضره شيءًا، لأنه مكتوب في أم الكتاب من السعداء، ممن اختارهم الله لِصُحبة حبيبه ومصطفاه. فأجابه، وأعداؤه قضاهم الله قبل حتى يخلق الخلق، وقبل حتى تكون سماءًا ولا أرض، وحددهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، ولا يزيد منهم واحد ولا ينقص منهم واحد.

ونطق هؤلاء في الجنة ولا أبالى، وهؤلاء في النار ولا أبالى..

.......

فالحياة كلها..

مدارها حول محمد .

وصف الكتاب

يقع الكتاب في 128 صفحة من البتر الصغير مقاس (12×17).

ختمه المؤلف بنادىء مأخوذ عن الشيخ عبد القادر الجيلانى، نقلا عن كتاب جامع الثناء على الله للشيخ يوسف النبهانى.
ثم قائمة بمراجع الكتاب، ثم فهرس الموضوعات.

صدر الكتاب عن دار المقطم للنشر والتوزيع بالقاهرة، الطبعة الأولى سنة 2003.