افتتاحية الدار: هزائم الكابرانات أمام المغرب تتوالى..معارك الدبلوماسية والغاز والقمة العربية تحرج النظام الجزائري


الدار/ افتتاحية

الخسارات المخيّبة التي يحصدها النظام الجزائري في محاولاته اليائسة لإحراج المغرب والنيل من وحدته واستقراره لا تكاد تنتهي. كلّما أوقد العسكر في الجزائر نيران المكائد للمغرب كلّما انطفأت بهزيمة نكراء تجعل السحر ينقلب على الساحر. هذا حال كل المواجهات التي حاول عسكر المرادية أن يجرّوا إليها المغرب جرّاً سعيا وراء نصر أو فوز ولو رمزي بعد أن تبين أن نظاما فاشلا كالذي يقوده عبد المجيد تبون تحت إمرة الجيش لا يقدر لا على الكيد ولا على المصارحة. وإذا عدّدنا قائمة هذه الاندحارات فقد لا يكفينا جرد واحد لها.

كانت هزيمة الغاز واحدة من أكثر الهزائم إيلاما لنظام العسكر. لقد اعتقدوا أن توقيف العمل بأنبوب المغرب العربي العابر للمغرب إلى إسبانيا سيدخل بلادنا في أزمة طاقية لا قِبل له به، وقد كان المستهزئون من الجزائريين يطلبون منا أن نعد ذخيرة الحطب لمواجهة الشتاء البارد، ومرّ الشتاء وخابت أماني العسكر، ونجح المغرب في تدبير احتياجاته الطاقية ولم نشهد لا انقطاعات في الكهرباء ولا ازدحاما أمام محطات الوقود. ولكي تكتمل صورة الهزيمة النكراء التي مُني بها هؤلاء يتحوّل أنبوب غاز المغرب العربي إلى مصدر اقتصادي للتزوّد بالاحتياجات من الغاز المُسال من إسبانيا التي حاول النظام الجزائري رشوتها بكل ما يملك من إغراءات طمعا في مواقفها الداعمة لأطروحة الانفصال.

الهزيمة الإسبانية كما يحلو لنا أن نسميها في هذا المقام كانت مضاعفة. لم تخسر الجزائر أمام المغرب معركة الغاز فقط، بل خسرت أيضا معركة تجييش إسبانيا ضد المصالح المغربية واستغلال الأزمة الدبلوماسية العابرة التي كانت بين البلدين. لقد حاول النظام الجزائري بآلته الدبلوماسية الهائلة والغبية في آن واحد أن يدفع إسبانيا نحو مواقف متشددة في مواجهة المغرب. كان الجزائريون يعتقدون أن مدريد ستكون مستعدة للتضحية بعلاقاتها التاريخية وجوارها الجغرافي الحتمي مع المغرب من أجل إرضائهم مقابل ما ستقدمه من تسهيلات وأسعار تفضيلية على مستوى التزويد بالغاز. نالت إسبانيا ما أرادت من الجزائر وحصلت على الامتيازات والتسهيلات، لكنها رضخت في الوقت نفسه لإرادة المغرب وشروطه على مستوى احترام الوحدة الترابية والقضية الوطنية.

ومنذ فترة تحاول الجزائر حشد الدول العربية لإنجاح القمة التي تأجل تنظيمها إلى نونبر المقبل. لقد سعت الجزائر بكل ما تملك من علاقات ووفود لإنجاح هذه القمة بضمان حضور قادة وزعماء الدول العربية على أعلى المستويات، بل خططت في البداية إلى إقحام وفد رسمي من انفصاليي البوليساريو في هذا الاجتماع، لكنها واجهت رفضا قاطعا من جل القوى العربية المؤثرة، التي تجمعها بالمغرب شراكات وعلاقات استراتيجية. وبعد أن كانت تريد أن تحول هذه القمة إلى طعنة في ظهر المغرب أصبحت السلطات الجزائرية اليوم تبحث عن حد أدنى من الحضور العربي الذي يحفظ ماء وجه هذه القمة التي يحلم من خلالها العسكر بتسجيل هدف في مرمى المغرب وتحقيق إنجاز من إنجازاتهم الكرتونية.

وإلى جانب هذه المعارك التي خسرها في مواجهة المغرب، يواصل إعلام العسكر في الجزائر حصد الخيبات أيضا في ميادين الثقافة والرياضة والفن، بينما تنال صورة الجزائر المزيد من التلطيخ بسبب القرارات والخطابات الإعلامية المجنونة المهووسة بنظرية المؤامرة سواء في مقاربة قضايا كرة القدم وتصفيات كأس العالم أو فيما يتعلق بتبني التراث الثقافي المغربي ومحاولة تأميمه بدلا من الاعتراف بجذوره التاريخية، ولعلّ حادثة إقالة مسؤولة التسويق الأولى في شركة الطيران الجزائرية من منصبها بعد الوصلة الإشهارية التي قدمت وجهة تلمسان على أنها ذات جذور وتاريخ مغربي، لأكبر دليل على هذه الهزيمة النفسية العميقة التي يتخبط فيها العسكر وتكاد تدفعهم نحو الجنون.

تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:24:41
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية