يصطدم القطاع الصحي في المغرب بأزمات متعددة واختلالات بالجملة، جعلت القطاع لايستجيب بشكل جيد لحق المغاربة في الصحة، وفق تقارير رسمية، إذ ماتزال تعاني المنظومة من ضعف في الإصلاح الشامل سواء على المستوى البنيات التحتية أو الموارد البشرية. ذلك ما أكدته المنظمة الديمقراطية للصحة، حيث أبرزت أن المغرب لا يزال بعيدا جدا عن معيار منظمة الصحة العالمية، والذي يفرض توفر ممرضة واحدة لكل 5 مرضى نهارا و7 مرضى ليلا، وممرضة لكل 300 مواطن على مستوى الرعاية الصحية الأولية، مسجلة أن الخصاص في عدد الممرضين بالمغرب يقارب 65 ألف ممرض.
وأشارت النقابة التابعة للمنظمة الديمقراطية للشغل، في بيان توصلت “الأيام 24” بنسخة منه بمناسبة اليوم العالمي للتمريض “12ماي”، أن ممرضي المغرب يخلدون يومهم العالمي هذه السنة، في ظل طرفية وتحديات وإكراهات كثيرة واختلالات ونواقص كبيرة، عرت معظمها جائحة كورونا، خاصة النقص الحاد في الموارد البشرية وضمنها فئة الممرضات والممرضين، الذين تحملوا، العبء الأكبر والمسؤوليات الجسام، في مواجهة أخطار جائحة كوفيد19، وفي تقديم الخدمات العلاجية والوقائية المستعجلة وذات الفعالية والجودة لإنقاذ أرواح الناس.
أرقام النقابة أفادت أن عدد الممرضين بالمغرب لا يتجاوز 15 ألف و87 ممرضا متعدد الاختصاصات و4 آلاف و943 قابلة، فيما يتجاوز الخصاص 65 ألف ممرض.
وشددت على ضرورة إشراك الممرضات والممرضين في كل المشاريع لإنجاح كل مشاريع الإصلاحات للمنظومة الصحية، فقد بات من الضروري واللازم إشراك الممرضات والممرضين في كل المشاريع الإصلاحية للمنظومة الصحية، بجانب الاهتمام والعناية الكاملة بأوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، وتحسين ظروف وبيئة العمل بتوفير كل المستلزمات الطبية والتمريضية والدوائية لأداء رسالتهم ومهامهم بأفضل جودة وفعالية.
تقارير رسمية ترصد علل الصحة
وسلط تقرير برلماني سابق المجهر على واقع الصحة بالمغرب، إذ أبرز أن هناك إشكاليات على مستوى نظام الحوكمة والتمويل الصحي، خاصة النقص في الموارد المالية والبشرية، الذي وصفه التقرير بـ”المهول”، بالمقارنة مع توصيات منظمة الصحة العالمية.
كما يعرف القطاع إشكاليات وإكراهات، ترتبط بضعف البنيات التحتية الاستشفائية وغياب العدالة المجالية في توزيعها، إلى جانب ضعف التجهيزات الضرورية لضمان جودة الخدمات الطبية.
ويبلغ عدد مؤسسات الرعاية الصحية في المغرب حوالي 3005 من المؤسسات عام 2017، منها 2038 في الأرياف، في حين بلغ عدد المستشفيات 158مستشفى عام 2018، منها 25 مستشفى جامعيا، و30 مستشفى للقرب، بمعدل 25 ألفا و384 سريرا.
في المقابل، اعترف تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي أيضا، بأن المنظومة الصحية بالمغرب تشكو من نقائص مهمة، تضع الصحة في قلب انشغالات المواطنين.
علاوة على أن المغرب يحتل اليوم المرتبة 112 من ضمن 195 بلدا فيما يتعلق بمؤشر الولوج إلى الخدمات الصحية وجودتها، مشيرا إلى أن الولوج إليها يبقى صعبا، خاصة في الأرياف، علاوة على كونه مكلفا ويتطلب وقتا طويلا.
