أشادت الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض وعضو مجلس الشيوخ، بكلمة النائبة فيبى جرجس نائب رئيس مجلس الشيوخ تزامناً مع اليوم العالمى للتمريض، والتى أكدت الدور الحيوى لمهنة التمريض.

وجاءت كلمة النائبة فيبى جرجس كالتالى؛ يطيب لي أن أقف بينكم اليوم في هذا الجمع الكريم لنحتفل معا بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، اذ يعتبر اليوم العالمي للتمريض اقرارا من المجتمع الدولي بأهمية الدور الكبير الذي يقوم به العاملون في مجال التمريض وهو الدور الذي اعتبرهُ ويعتبرهُ الجميع رسالة إنسانية سامية المعاني جليلة الأهداف. 

وبداية انتهز هذه المناسبة لأتوجه بأسمى آيات التحية والتقدير  للوزير الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي القائم بأعمال وزارة الصحة والسكان الذي لا يألوا جهداً في تقديم كافة اوجه الدعم والتشجيع لأعضاء هيئة التمريض، مقدماً نموذجاً يحتذى فيما تكنه الدولة من تقدير بالغ لجميع العاملين بالتمريض، الامتنان والعرفان أيضا للدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض عضو مجلس الشيوخ لما تقوم به من جهد غير مسبوق لرعاية أعضاء هيئة التمريض وتعزيز قدراتهم ودعم مكانتهم في المجتمع وتكريس صورة القائمين على هذه المهمة الجليلة في أوساط المجتمع بما يتناسب مع ما يضطلعون به من مهام، وهو الجهد الذي اثمر الكثير من النتائج خلال السنوات الماضية، وقد باتت واضحة و ملموسة للجميع.

وتابعت للحقيقة والإنصاف، ووفقاً للثابت علمياً، فإن أطقم التمريض تقدم أكثر من سبعين بالمائة من مجموع الخدمات الطبية في مختلف أنواع المنشآت الصحية، وأن إسهاماتهم تتنوع بين مجالات شتى، من بينها الامومة والصحة المدرسية ورعاية كبار السن والأسرة والمرأة والأمراض المزمنة والصحة النفسية ومكافحة الأوبئة، وغيرها مما لا يتسع المجال لحصره، فهذا غيضٌ من فيضِ ما يقوم به أعضاء هيئة التمريض، فلا يمكن الإلمام التام بكافة عناصر هذه المهمة الجليلة التي تقوم بها الممرضة او الممرض، والتي تتضمن العديد من الملامح التي تميزها عن اي مهنة اخرى إذ تجسد قيم الإنسانية والاحترافية في الأداء والإيمان بقدسية المهمة ،  وباختصار فالقائم بهذا العمل دائما ما يتحلى بالتضحية والشغف وإيثار مصلحة متلقي الخدمة في المقام الأول.

واستكملت حديثها؛ ومن حسن الطالع، او بالأدق من حسن التخطيط واستشراف مستقبل هذه المهنة الجليلة، فان الدولة المصرية باتت توجه عناية خاصة لتقديم التدريب اللازم والخبرات الضرورية لتطوير أداء أعضاء هيئة التمريض حتى باتوا يتمتعون بالفعل بمهارات وأسس الرعاية النفسية والاجتماعية، إلى جانب الرعاية الصحية التقليدية للبدن.

ولا يمكن ونحن في خضم فعاليات هذه الاحتفالية ذات الدلالة المهمة، الا ان نتوجه بكل التقدير والتحية للدور الكبير الذي قامت به كتيبة التمريض ضمن ما اصطُلِحَ على تسميته بالجيش الابيض، وذلك في مواجهة ومكافحة، والتصدي لوباء كوفيد 19 و هي  المهمة الاستشهادية التي ارتضت جموع العاملين في التمريض القيام بها عن طيب خاطر، مقدمين كل الجهد والعرق، باذلين الدماء والأرواح الطاهرة على جبهة من أشرس ما واجهته الانسانية في العصر الحديث ، وهو ما يدفعني لأن أضم صوتي إلى جانب السيدة النقيبة ، في المطالبة بان يحظى ذلك باهتمام خاص من الاعلام ومن الدراما المصرية، لتجسيد بطولات و بسالة التمريض المصري ، خاصة بعد ان اصبحت الدراما تلعب دورا مهما في بلورة نماذج البطولة والتضحية امام الرأي العام . 

وفي هذا الصدد لا يسعني الا ان أشيدَ بالتطور الكبير الذي شهدته الصورة المُجسِدة للتمريض على شاشة التلفزيون والسينما وهو الأمر الذي طالبنا به منذ عشرات السنوات نظرا لما للإعلام بصفة عامة والفن بصفة خاصة من دور مهم في تكريس رؤية الوجدان الشعبي تجاه الفئات الاجتماعية والمهنية المختلفة .

وأضافت؛ على اي الأحوال فان المهمة الجليلة التي يقوم بها أعضاء هيئة التمريض بات عليها ايضا ان تشتبك مع عدد من القضايا العامة التي تواجهها مصر والتي تسعى الجمهورية الجديدة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهتها، وهي قضايا ذات ابعاد صحية واجتماعية و نفسية متعددة المستويات، واتصور ان للتمريض دورا مهما في التعاطي معها.

وتابعت: يسعدنى أن اطرح نموذجين من عديد النماذج التي تمثل ظواهر تحتم التطورات المتلاحقة ضرورة مواجهتها بشكل حاسم، اولاهُما ، قضية الزيادة السكانية العشوائية التي اصبحت تهدد كافة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية و السياسية ، وهي القضية التي يمكن للتمريض المشاركة في مواجهتها بفاعلية عبر جهود تنظيم الاسرة نظرا لما للتمريض من تواصل مباشر مع فئات المرأة والأسرة من مختلف الطبقات في المراكز و الوحدات الصحية المنتشرة بالريف والحضر والمستشفيات العامة و المتخصصة وغيرها من المنشات الصحية.

وثاني القضايا هي ختان الإناث الذي تم تشديد عقوبة اقترافه ، وبات من الجرائم التي تلقى عقابا رادعا ، غير انه ما يزال يحتاج لتوعية مكثفة بشأن مخاطره الجسيمة، و هي التوعية التي يمكن بشكل كبير ان تساهم فيها أطقم التمريض. 

هذا جانب من القضايا الملحة التي يمكن للتمريض ان يشارك فيها استكمالاً للمهمة الوطنية الجليلة التي يقوم بها ، وتاكيدا على ان هذه المهنة هي من اهم واخطر المهن في المجتمعات بصفة عامة والمجتمعات النامية بصفة خاصة . و قبل أن اختم كلمتي، لابد أن أشيد بما تقوم به الدولة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من جهد جبار في كافة المجالات، وأبرزها تقديم الرعاية الصحية للمواطنين من مختلف الفئات سواء عبر المبادرات الرئاسية المتعددة ، او مشروع التأمين الصحي الشامل او غير ذلك من برامج وخطط تستهدف إعادة بناء الانسان المصري من كافة الأوجه الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية وغيرها . ومن بين اهم ملامح هذه الجهود تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وهي الجهود التي أطالب جميع السيدات والفتيات من أعضاء هيئة التمريض بضرورة استثمارها لمزيد من تحقيق الطموحات بمختلف تجلياتها.

وتابعت إذ أصبح المجال مفتوحا أمام المرأة المصرية لتتبوأ أعلى المناصب وتحقق اعظم الانجازات، ما يحفزني لتقديم النصيحة بأن انتهزوا هذه الفرصة المتاحة، والتي لم تكن بالقدر نفسه منذ عدد قليل من السنوات، إلى أن قيض الله للمرأة المصرية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اعلن بوضوح انحيازه للمرأة تماما مثلما اعلن انحيازه للشباب ولذوي الهمم ولكل الفئات التي كانت تعاني من التهميش في مراحل سابقة من عمر الوطن.