أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية تعرُّض بعض أقدم حلفاء حزب الله لخسائر، مع إعلان حزب القوات اللبنانية الموالي للسعودية حصوله على مقاعد.

ولم تظهر التشكيلة النهائية للبرلمان المؤلف من 128 عضواً، إذ تستمر عملية فرز الأصوات.

وحصلت جماعة حزب الله الشيعية المسلحة وحلفاؤها على أغلبية 71 مقعداً في الانتخابات السابقة في 2018.

وتعدّ هذه أول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي الذي شهده لبنان والذي ألقى البنك الدولي باللوم فيه على النخبة الحاكمة، وأيضاً بعد مأساة انفجار مرفأ بيروت عام 2020.

ومن أقوى المفاجآت التي شهدتها الانتخابات خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله طلال أرسلان مقعده لصالح مارك ضو الوافد الجديد الذي يعمل وفق أجندة إصلاحية، وفق تصريحات مدير الحملية الانتخابية لضو ومسؤول بحزب الله.

كما أشارت النتائج الأولية إلى فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج إصلاحي، ومحاسبة الساسة المتهمين بالتسبب في وقوع لبنان بأسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامَي 1975 و1990.

وقدرة حزب الله وحلفائه على التمسك بالأغلبية تتوقف على النتائج التي لم تعلن بعد، ومن بينها مقاعد المسلمين السنّة التي يتنافس عليها حلفاء الحركة الشيعية ومعارضوها.

وتعني المكاسب التي أعلنها حزب القوات اللبنانية، الذي يعارض حزب الله بشدة، أنه سيتفوق على التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، كأكبر حزب مسيحي في البرلمان.

من جانبها قالت أنطوانيت جعجع رئيسة المكتب الصحفي لحزب القوات اللبنانية إن الحزب حصل على ما لا يقل عن 20 مقعداً ارتفاعاً من 15 مقعداً في 2018.

وقال سيد يونس رئيس الجهاز الانتخابي لحزب التيار الوطني الحر إن التيار حصل على ما يصل إلى 16 مقعداً انخفاضاً من 18 في 2018، وفق حديثه لوكالة رويترز.

ويعد التيار الوطني الحر أكبر حزب مسيحي في البرلمان منذ أن عاد مؤسسه الرئيس ميشال عون من منفاه في فرنسا عام 2005، وكان عون وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خصمين في الحرب الأهلية.

وتأسس حزب القوات اللبنانية فصيلاً مسلحاً خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاماً، وقد دعا مراراً حزب الله المدعوم من إيران للتخلي عن ترسانته من الأسلحة.

كما حقق مرشح معارض تقدماً كبيراً في منطقة بجنوب لبنان، يسيطر عليها حزب الله.

وأعلن مسؤولان في حزب الله أن طبيب العيون إلياس جرادي فاز بمقعد للمسيحيين الأرثوذكس كان يشغله في السابق أسعد حردان من الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو حليف مقرب من حزب الله وعضو برلماني منذ عام 1992.

واعتبر جرادي تقدّمه بداية جديدة للجنوب وللبنان كله، وفق حديثه لوكالة رويترز.

بدوره أوضح نديم حوري المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي أن نتائج 14 أو 15 مقعداً ستحدد الأغلبية.

وقال إنه ستكون كتلتان متعارضتان هما: حزب الله وحلفاؤه من جهة، والقوات اللبنانية وحلفاؤها من جهة أخرى، وفي المنتصف ستشارك هذه الأصوات الجديدة.

وأضاف أن هذه خسارة واضحة للتيار الوطني الحر، فهو يحتفظ بتكتل لكنه خسر الكثير من المقاعد والمستفيد الأكبر هو القوات اللبنانية، وظهر سمير جعجع بوصفه الزعيم المسيحي الجديد القوي.

ويتعين على البرلمان المقبل تعيين رئيس وزراء لتشكيل الحكومة وهي عملية قد تستغرق شهوراً، لكن أي تأخير من شأنه أن يعرقل الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة، وهي شرط تقديم مساعدات من صندوق النقد الدولي والدول المانحة.

TRT عربي - وكالات