وصف إختصاصي جراحة سلاح (الخرطوش) بالخطير، وقال إنه يتسبب في عاهات مستديمة عندما تصيب مقذوفاته النخاع الشوكي، وأنه يؤدي الى “الشلل الكامل” ومن ثم الوفاة.
الخرطوم: التغيير
كشف أطباء سودانيون عن تسجيل إصابات خطرة بين المحتجين السلميين في العاصمة الخرطوم جراء استخدام الأجهزة الأمنية لأسلحة تُطلق حُبيبات صغيرة تُعرف محلياً (السُكسُك)، فيما يُطلق على الأسلحة المستخدمة (بنادق الخرطوش).
وحذر الأطباء من خطورة استخدام تلك الأسلحة في مواجهة المحتجين المناهضين للحكم العسكري في البلاد، وذلك لما تسببه من أضرار بالغة وعاهات مستديمة للمصاب، بجانب انتشارها في انحاء متفرقة من الجسم.
وذكر اختصاصي جراحة يعمل بأحد مشافي مدينة أمدرمان لصحيفة (الجريدة) السودانية اليوم الإثنين، أنه وعقب كل موكب احتجاجي يستقبل مستشفى (وعد) الذي يعمل فيه ما بين 20 إلى 30 حالة اصابة بينها اصابات خطرة تستدعي التنويم في العناية المكثفة.
عاهات مستديمة
وأكد الإختصاصي الذي فضّل حجب اسمه للصحيفة، أن سلاح (الخرطوش) يتسبب في عاهات مستديمة عندما يصيب النخاع الشوكي.
وأشار إلى أنه يؤدي إلى “الشلل الكامل” ومن ثم الوفاة، ووصف سلاح (الخرطوش) بالخطير.
ولفت إلى أن حبة (السُكسُك) يصيب الإنسان في كل الأعضاء لقرب مسافة الإطلاق، وأن (الحبيبات) ذات احجام مختلفة.
وكشف اختصاصي الجراحة عن تحديات تواجه المحتجين قال إنها تتمثل في رفض أقسام الشرطة اعطائهم استمارة طبية جنائية.
فيما أوضح استشاري بقسم الطوارئ أن معظم الحالات التي ترد إليهم عبارة عن اصابات بسلاح (الخرطوش).
ولفت الى انها اصابات متفاوتة بعضها سطحي والآخر يخترق الانسجة، وأن جزء منها يتم إخراجه وجزء يصعب معه ذلك.
احتجاجات مستمرة
وتأزم الوضع السياسي في السودان عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، صبيحة 25 أكتوبر الماضي، والذي أطاح بموجبه بشركاه المدنيين في الحكومة الإنتقالية.
وتم على إثر الإنقلاب اعتقال مئات المحتجين السلميين وقادة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وقُتل نحو 100 متظاهر منذ اندلاع الاحتجاجات الرافضة للانقلاب، فيما اُصيب الآلاف بإصابات بعضها تسبب في بتر واستئصال أعضاء حيوية بالجسم.
وأنهى الانقلاب العسكري اتفاق سياسي تم ابرامه في العام 2019 بين الجيش وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي شارك في الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير.
يأتي كل ذلك في ظل استمرار التصعيد الجماهيري المناهض لحكم العسكريين والداعم لإستعادة الحياة المدنية.
