لحن الأسبسمس الواطس لعيد الصعود


تحتفل كنيستنا المجيدة اليوم بتذكار صعود رب المجد يسوع المسيح كما جاء بأعمال الرسل الأصحاح الأول وتحتفل الكنيسة بهذا العيد طبقاً لنبوءة داود النبي “صعد الله بهتاف الرب بصوت الصور رنموا لله رنموا لملكنا رنموا لأن الله ملك الأرض كلها رنموا قصيدة ملك الله على الأمم الله جلس على كرسي قدسه” (مز47: 5-8).

الاحتفال بعيد الصعود تاريخياً:

هذا الاحتفال ذُكِرَ في قوانين وتعاليم الرسل الأطهار حيث قالوا: “لا تشتغلوا في يوم الصعود لأن تدبير المسيح أُكمِلَ” وفي الدسقولية “اصنعوا عيد صعود الرب الذي أُكمِلَ فيه كل التدبيرات وكل الرتب وصعد إلى الله الآب الذي أرسله وجلس عن يمين القوة” وقال القديس إبيفانيوس من آباء الكنيسة الأولى: “إن هذا العيد هو مجد بقية الأعياد وشرفها” كما يذكر القديس يوحنا ذهبي الفم أن داود النبي تنبأ عن هذا الصعود الذي رافقته مواكب رؤساء الملائكة بتسابيح.

وذكرت عنه بعض المخطوطات القديمة التي كُتِبَت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر مثل الجوهرة النفيسة ليوحنا بن أبي زكريا بن سباع حيث قال: “يوم الأربعين وهو صعود السيد المسيح إلى السموات وهو السادس من الأعياد السيدية فتُقرأ فيه الفصول اللائقة بذكر صعود المخلص إلى السماء ويقال في الثلاثة تقديسات الذي قام من الأموات ويضاف إليها وصعد إلى السموات إرحمنا”

وفي كتاب مصباح الظلمة “وفي كمال أربعين يوما نعيد باليوم الذي صعد فيه سيدنا يسوع المسيح إلى السماء بعد انبعاثه من بين الأموات بأربعين يوماً ولا يتفق إلا يوم الخميس”.

وقد ذكرت هذه المصادر القديمة مثل الجوهرة النفيسة ومصباح الظلمة أن طقس الصلاة في الأعياد يكون بالقداس الغريغوري ولا يصلى بالقداس الكيرلسي لأن فيه ألحان كثيرة من ألحان التجنيز.

أما عن الإبصاليات وتاريخها وطقسها:

الإبصالية هي كلمة يونانية من الفعل “بسالو” بمعنى اللعب على الأوتار وقد تحول المعنى فيما بعد إلى الغناء بمصاحبة الأوتار ليصبح في النهاية بمعنى نشيد ملحن.

والإبصالية في الأساس معروفة باسم (الصلاة القلبية ) وهي مخاطبة مباشرة للرب يسوع لطلب رحمته ومعونته والمواظبة على التسبيح في جمل قصيرة تتكرر على مدى اليوم مرات عديدة بلا ملل (يارب يسوع المسيح…) ومن ينادي الرب يسوع هو بمثابة من يقرع حتى يُفتح له فيجد نفسه في حضرة الرب نفسه فيجد راحة وعزاء وخلاص “لأنه ليس اسم آخر تحت السماء به ينبغي أن نخلص” (أع4: 12)

ونظام ترتيل الإبصاليات في الكنيسة يكون بالمرابعة أي يتبادل تلاوتها مجموعتا المرتلين في الجانبين البحري والقبلي وكل ربعين يقالا معاً أما من حيث كلمة “واطس” معناها (العليقة) وهي مأخوذة من ثيئوتوكية الخميس مطلعها “العليقة التي رآها موسى….”.

والإبصاليات هي قطع موزونة قبطياً كالأشعار ومقفاة ومرتبة بحيث يبدأ كل ربع بحرف من حروف الهجاء القبطية بالترتيب والإبصاليات بصورة عامة لها ثلاث طرق من الألحان الطريقة السنوي تشمل أيام السنة والصوم الكبير وأعياد القديسين ولها نغمتان واطس وأدام، والطريقة الثانية للطقس الكيهكي وله نغمتان أيضا واطس وأدام، والطريقة الثالثة فرايحي وخاصة بالخماسين المقدسة والأعياد السيدية وأعياد النيروز والصليب والشعانين ولها أيضاً نغمتان واطس وأدام.

وبالنسبة لأسلوب الوزن الشعري الموجود في ابصالية واطس عيد الصعود نجد أن القافية في نهاية الشطرة الأولى مثل الثالثة والثانية مثل الرابعة

والموضوع العام في إبصالية الواطس لعيد الصعود حالة الوحدة مابين السماء والأرض واشتراك الأرضيين مع السمائيين في تسبيح الله وتمجيده حيث أن المسيح بصعوده ربط السماء بالأرض وأعطى طريقا مفتوحا فهو كان متجسدا مرئيا وسط الناس ثم أصبح غير مرئي في السماء ليكون مع غير المرئيين وفي نفس الوقت موجود ومستمربجسده ودمه داخل المؤمنين في سر التناول

أفكار اللحن كالتالي:

الربع الأول والثاني والثالث تسبيح الله من جميع الأمم والأجناس فهو المخلص والديان وهذا مناسب لحالة الاستعداد لعيد العنصرة الذي فيه حل الروح القدس وبالتالي انتشرت الكرازة في العالم أجمع.

الربع الرابع والخامس تمجيد القوات السمائية الذين يخدمونه حسب قول داود النبي.

الربع السادس أن بصعوده أعطى الناس عطايا.

الربع السابع والثالث عشراشتراك المرئيين مع غير المرئيين في التسبيح وهذا مناسب لموضوع اللحن كما قلنا.

الربع الثامن يتكلم عن جهة صعوده ناحية المشارق.

من الربع التاسع حتى الثاني عشر يقتبس من أقوال الأباء الرسل كلماتهم عن صعوده وجلوسه عن يمين الله.

الربع الرابع عشر الاعتراف بسلطان وقضاء المسيح فهو بصعوده أنهى فترة إخلاءه لذاته ورجع لحالة سلطانه ووضعه السماوي.

الربع الخامس عشر حتى التاسع عشر إرسال نعمة روحه القدوس على الرسل الذين بشروا جميع الأمم بأول عظة للقديس بطرس وقت حلول الروح القدس ويشير إلى نبوءة يوئيل النبي عن هذا الحدث في نبوته.

الربع العشرون والحادي والعشرون نبوة لداود النبي الذي تلقبه الإبصالية بلقب جميل (اللابس الإله)

الربع الثاني والعشرون والثالث والعشرون عن صفات وأعمال الروح المعزي.

الربع الرابع والعشرون صلاة إعتراف بالخطية وطلب الخلاص.

وتنتهي الإبصالية بربع زائد يبدأ بنفس الحرف الذي بدأ به الربع السابق (الأوميجا) في صلاة خاصة من أجل الإكليروس وكل الشعب.

موسيقية لحن الإبصالية الواطس:

وضعت الكنيسة القبطية نظاماً عاماً خلال السنة في التسبحة حيث خصصت الألحان الأدام لنتذكر فيها دائماً فرح القيامة وخصصت الألحان الواطس لكي لاننسى أبداً آلام رب المجد يسوع التي سببت لنا الخلاص ولذلك جعلت ألحان الأدام على مدار السنة أكثر فرحا ومرحا وطربا وحركة وجعلت ألحان الواطس أقل حركة وبها لمسة من الشجن الخفيف حتى ونحن في أفراح الأعياد السيدية والخماسين استطاعت أن تمزج مابين الشجن والسرعة لتعطي حالة خاصة تناسب الأعياد فلا ننسى ذكر آلام الرب يسوع وهذا ما حدث في لحن الإبصالية الواطس الذي يتكرر بلحنه الفرايحي في كل الأعياد السيدية فاقتبست ألحان من روح أسبوع الآلام في ألحان آجيوس الحزايني وأمانة اللص ولحن يوداس لتستخدمها في نغمة الواطس الفرايحي ولكن بإيقاع أسرع وتغييرات بسيطة في الميلودي (الجُمَل اللحنية) لتكسر حدة الحزن وبذلك تحقق بالسرعة إحساس الفرح وتحقق بالشجن تذكار آلام الرب يسوع وهذا منتهى الحكمة في صياغة لحن يناسب الفكر العام للكنيسة على مدار السنة ويناسب أيضا الفكرة الخاصة بالعيد السيدي ونلاحظ كذلك إيقاع اللحن الثلاثي الذي يُحضِر إلى الأذهان فكرة الثالوث القدوس حيث أن الرب يسوع المسيح الله الكلمة أحد الأقانيم الثلاثة فعل كل الأفعال الإلهية في إتحاد كامل مع الآب والروح القدس وفي وحدانية يوضح هذا ماقاله رب المجد “إنما الآب الحال في هو يعمل أعماله هذه” (يو14) “ولكن عندما يأتيكم روح الحق يرشدكم إلى الحق كله لأنه لا يقول شيئاً من عنده بل يخبركم بما يسمعه ويطلعكم على ما سوف يحدث وهو سيمجدني لأن كل ما سيحدثكم به صادر عني كل ما هو للآب فهو لي ولذلك قلت لكم إن ما سيحدثكم به صادر عني” (يو16).

فلنستمتع بهذا اللحن البسيط في نغماته العميق في افكاره ونتعلم صلاة يسوع من صلاة قلبية من خلال مداومتنا على الصلاة والتسبيح بهذه الإبصاليات فنأخذ القوة والنعمة والمساندة الدائمة من رب المجد الذي صعد ليعد لنا مكانا في السماء

رابط لحن الصعود:

تاريخ الخبر: 2022-06-02 09:21:12
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

في سوق الأسهم .. أول الغيث قد يكون خسارة

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-17 09:24:30
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 35%

مصر‏ ‏لن‏ ‏ولم‏ ‏تخضع‏ ‏للابتراز

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-17 09:21:49
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-17 09:21:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية