خليل المخاوى

كان ياما كان، فى سالف العصر والأوان، فى قرية نائية من قرى المحروسة، كان خليل العبيط يحشر أصابعه القذرة بين عيدان البوص ليستمتع بمشاهدة بهية وهى تستحم. 

كان الجو مشمسًا، والحقل خاليًا.

جهزت بهية المياه الساخنة، بينما زوجها يحرث الأرض، وأطفالها يلعبون قرب كوخهم البوص. نزعت بهية ملابسها الثقيلة قطعة بعد قطعة، تخلصت تمامًا من ملابسها، فركت الصابونة المعتبرة فى ليفتها الطبيعية وصبت على جسدها الماء الساخن وهمت بالتنظيف.

لمحت بهية عينًا لامعة من خلال البوص، ظنتها عين قطة أو كلب، لكنها أدركت على الفور أنه رجل، رجل غريب.

صرخت بهية على زوجها:

- زكى.. يا زكى... إلحقنى، راجل بيبص عليا من البوص وأنا عريانة.

ترك زكى فأسه وهرول بسرواله المحمل بالطين خلف الكوخ، كان خليل ما زال يتلصص، أمسكه زكى من جلبابه المهترئ وصفعه صفعات متتالية صارخًا:

- يا ابن الكلب... هموووتك انهارده.

وخليل يصيح:

بهية بيضا من جوه.... بهية بيضا من جوه.

ارتدت بهية على عجل جلبابها الأسود، خرجت متسلحة بقبقابها ومتوجهة لرأس خليل مباشرة، بينما خليل يصيح:

شفتك بيضا من جوه يا بت يا بهية.

جمع صراخهم الفلاحين من الحقول المجاورة وتدخلوا لمحاولة تخليص العبيط من يد زكى وزوجته وهم يتساءلون: 

- ماذا فعل؟

- حرام عليكوا دا بركة.

لف زكى طرحة بهية حول رأسه واقتاده للربط فى جزع شجرة بعد أن بدأ الدم يتدفق من رأسه.

أدرك الجميع عملة خليل الفاضحة وانقسموا بين منتقم ومتسامح.

قال أنصار الفريق المنتقم:

- سايق الهبل ع الشيطنة، خليه يتربى، هو عِرض النسوان لعبة.

بينما الفريق المتسامح حاول التماس العذر للعبيط:

- حد ياخد على خليل العبيط، يا زكى دا المفروض تستسمحه وتبوس إيده كمان، يا زكى دا مخاوى، بدل ما يسلط عليك وعلى مراتك الجن اللى مخاويه.

كانت تلك الحكاية فى عام ١٨٤٠، مرت أعوام تعلم فيها الفلاحون خلط البوص بالطين لسد الثقوب، كانوا يردون الفضل فى ذلك لخليل المخاوى، فلولاه ما فكر أهل القرية فى سد الثقوب.

مرت أعوام وأعوام أخرى والزوار يتباركون بجزع الشجرة الذى ربط فيه زكى خليل المخاوى، فلولا خليل لثار الجن على أهل القرية وألحق بهم الأذى.

مر مزيد من الأعوام ولم يتبق من الحكاية غير بركات خليل والحكايات المنسوجة حول إنقاذه كل من ينادى باسمه، فهو سريع الندهة، خصوصًا إنقاذ النساء وحماية عرضهن من أى مغتصب.

مرت عشرات الأعوام وفى الأول من مارس من كل عام تتدفق الزيارات على مقام مولانا خليل المخاوى ويمنح الأغنياء العطايا للفقراء، يتوجه المحرومون من الولد والمحرومات من الزواج بالدعاء والابتهالات فى مقام سيدى خليل المخاوى. 

يومًا بعد يوم يزداد مزاره ازدهارًا ويتسع صيته انتشارًا ليعم الأرض وينال من بركاته القاصى والدانى.

اختلف الناس كعادتهم فى الاختلاف فى اسمه وذكرى الاحتفال السنوى بيوم رحيله.

ففى اليوم السابع من شهر بشنس المبارك، أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن فى هدوء واطمئنان، مغفورو الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائى وإخوتى.

آمين.

فى مثل هذا اليوم تنيح الناسك القديس خليل أبوطرحة. هذا الأب كان زاهدًا فى العالم منذ حداثته. فسكن إحدى المغائر وأقام بها حتى تاريخ نياحته. كان ملتزمًا بالأصوام الطويلة والصلوات. ولم يخرج من عزلته. لكن أعوان إبليس تآمروا عليه وألصقوا به الفحشاء، أما الرب فأنقذه، بركة صلواته فلتكن مع جميعنا، آمين.

تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:21:52
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

مسيرة حاشدة لطلبة كليات الطب وآبائهم بالرباط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

مسيرة حاشدة لطلبة كليات الطب وآبائهم بالرباط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية