تساءلت مجلة «بوليتيكو» عما إذا كان فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، صانع صفقات أم محطما للقيم.
وبحسب مقال لـ «بول تايلور»، يفضل الاتحاد الأوروبي التكيف مع رجل المجر القوي بدلا من مواجهته، ولكن قد يكون تغيير المسار قد فات أوانه.
وتابع يقول: كان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، مبتهجا بفضل صفقة أخرى في منتصف الليل مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، تم الحفاظ على الوحدة الأوروبية مرة أخرى.
ومضى يقول: بموجب حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسي عن طريق السفن، يمكن للمجر غير الساحلية الآن أن تستمر في تلقي بترول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر خط أنابيب لفترة «مؤقتة» غير محددة، إضافة إلى ذلك، سيمنح شركاء الاتحاد الأوروبي بودابست إمدادات إضافية إذا أدى أي شيء إلى قطع تدفق خط الأنابيب.
وأردف: مرة أخرى، استغل أوربان الموقف من أجل المنفعة الاقتصادية والدعاية السياسية المحلية، حيث جعل من نفسه طرفا لا غنى عنه لاتفاقية أوروبية أخرى، وفي الوقت نفسه يشكو بغضب من أن المفوضية تتجاهل عمدا المصالح المجرية.
وتساءل: لكن هل ينبغي أن توافق بروكسل على مثل هذه العلاقات مع الزعيم الوطني الأطول خدمة في الاتحاد الأوروبي، والذي أطلق عليه من قبل رئيس المفوضية السابق جان كلود يونكر، ببعض من المزاح لقب «فيكتاتور»؟ أم هل يجب أن تواجهه الكتلة بمزيد من الحزم بشأن حكمه غير الليبرالي ذي النزعة الاستبدادية بشكل متزايد في الداخل؟
وأضاف: في التنافس الدائم بين المصالح والقيم، فإن حاجة الاتحاد الأوروبي إلى الإجماع ما زالت تتفوق على إرادته السياسية لدعم القيم الديمقراطية الليبرالية في إحدى دوله الأعضاء.
وتابع: بعد إعادة انتخاب أوربان بأغلبية الثلثين في البرلمان ضد معارضة موحدة في أبريل، استسلم مسؤولو الاتحاد الأوروبي لعدة سنوات أخرى من الاضطرار إلى عقد صفقات معه.
وأردف: من المؤكد أن المفوضية كانت تعلق حصة بودابست في صندوق التعافي الأوروبي، كما أطلقت آلية بعد الانتخابات، ما سمح لها بحجب الأموال عندما تشكل انتهاكات سيادة القانون خطر إساءة استخدام أموال الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: مع ذلك، رغم هذه المحاولة للضغط على أوربان، هناك أمل ضئيل في بروكسل بأن قبضته الخانقة على مؤسسات الدولة والإعلام المجرية يمكن أن تخفف من الضغط الأوروبي، كان رده هو استخدام سلطات الطوارئ لفرض ضريبة غير متوقعة، معظمها على الشركات متعددة الجنسيات، لسد فجوة في ميزانية المجر.
وأشار إلى أن التفكير في بروكسل على ما يبدو هو أن المجريين هم الأقدر على التعامل مع الفوضى الداخلية لديهم.
ونقل عن أحد أحد المطلعين الذين يتمتعون بخبرة طويلة في مجال الصفقات مع زعماء الاتحاد الأوروبي: أوربان براغماتي؛ أيديولوجيته المصالح السياسية الواقعية لبلده وحزبه، لكن يمكنك عقد صفقات معه، إنه مستقيم، ويفعل ما يقول إنه سيفعله، ولأنه في القيادة المنفردة، فأنت تعلم أنه قادر على الإنجاز.
وأشار إلى أن ذلك يجعل بلاده تختلف عن بولندا التي يحكمها من الظل زعيم حزب القانون والعدالة القومي المحافظ، ياروسلاف كاتشينسكي، الذي هو ليس رئيس دولة ولا رئيس حكومة.
