سلَّطت صحيفة «الباييس» الإسبانية، في نسختها الإنجليزية، الضوء على نتائج الانتخابات الرئاسية الكولومبية، مؤكدة أنها تشير إلى تحوُّل مهم.
وبحسب مقال لـ «خورخي جاليندو»، فإن فوز جوستافو بترو في الانتخابات الرئاسية يعكس صورة جديدة لكولومبيا.
وأضاف: لأول مرة منذ استقلالها عام 1810، صوَّتت كولومبيا لرئيس يساري.
ووفقًا للكاتب، فإن هذا الانتصار لا يأتي من فراغ، وإنما يمثل نتاج تطور بدأ منذ سنوات. ومضى يقول: هناك طريقتان للنظر إليه، أولاهما أيديولوجية، صعدت نتائج اليسار من 0% في عام 2010 إلى 41.7% في 2018، ومن 41.7% إلى 50.5% في 2022، وهو ارتفاع كبير في 12 عامًا فقط. ولفت إلى أن الطريقة الثانية للنظر إلى فوز بترو هي التركيز على السخط من المؤسسة السياسية، وتابع بقوله: كان عالم الرياضيات أنتاناس موكوس أول «بديل» في العقد الماضي تمكَّن من الوصول إلى جولة الإعادة. اليوم، إذا اعتبرنا رودولفو هيرنانديز مرشحًا مناهضًا للمؤسسة، بالنظر إلى فوزه على مرشح اليمين التقليدي في الجولة الأولى، فإن جولة الإعادة لعام 2022 كانت بين مقترحين شعبويين، لكن بترو، هو الذي ربح المعركة ليكون حامل راية التغيير (أولًا بين الوسط واليسار، ثم بين اليمين والوسط واليسار). وأردف: فاز بترو بهذه المعركة من خلال زيادة إقبال الناخبين، في الفترة التي سبقت جولة الإعادة، انخفض تأييد هيرنانديز في استطلاعات الرأي، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كان قسم من الناخبين المترددين يمكنه التأثير في التصويت ضد بترو، بعبارةٍ أخرى، كان يعتقد أنه سيكون من الأسهل على جوستافو بترو الفوز إذا شارك عدد أقل، وليس عدد أكبر من الناخبين في يوم الانتخابات، لكن 2.7 مليون شخص صوّتوا لصالحه وكان إقبال الناخبين أعلى في جولة الإعادة مقارنة بالأولى.
وأشار الكاتب إلى أن الاستنتاج الوحيد الممكن من هذه البيانات هو أن بترو، برسالته اليسارية والمناهضة للمؤسسة، كان قادرًا على حشد الناخبين بطريقة لم يكن يعتقد سوى القليل أنها ممكنة، ولفت إلى أن انتصاره لا يعود إلى الحظ، ولا يمكن تفسيره فقط بفشل هيرنانديز في كسب التأييد.
وتابع: يستند فوز بترو على حقيقة أن إقبال الناخبين ارتفع في كل مقاطعة من كولومبيا، وقد شوهد هذا حتى في المناطق التي عارضته بشدة.
ومضى يقول: تظهر خريطة الانتخابات الانقسامات في كولومبيا، التي تنقسم بين المناطق الداخلية المحافظة تقليديًّا والساحلية الأكثر ليبرالية والتي هي الآن يسارية، لكن بترو كان قادرًا على التأثير على الناخبين حتى في المناطق التي كانت وما زالت تعارضه. وأضاف: الأهم من ذلك، أن هذا الارتفاع في الدعم حدث حتى في المناطق التي لم يرتفع فيها إجمالي إقبال الناخبين، بينما في المناطق الساحلية، حيث كانت بترو بحاجة إلى الفوز بمزيد من الأصوات، ارتفعت نسبة الإقبال، وتشير المعطيات إلى أنه نجح في الفوز بهذا الدعم.
وأردف: في منطقة المحيط الهادئ، كان إقبال الناخبين في الجولة الأولى أعلى بكثير مما كان عليه في عام 2018، ويرجع الفضل على الأرجح إلى فرانسيا ماركيز زميلة جوستافو بترو المرشحة كنائبة له، وهي ناشطة بيئية، وتمكنت من كسب التأييد في المنطقة الكولومبية الأفريقية.
ومضى يقول: من ناحية أخرى، في منطقة البحر الكاريبي كانت نسبة المشاركة في الجولة الأولى أقل من المتوقع، لكنها ارتفعت في الإعادة، سيكون من الضروري تحليل ما دفع الناخبين إلى التصويت يوم الأحد، ولكن ليس في الجولة الأولى في 29 مايو.
وتابع: تؤكد البيانات أن بترو أصبح أول رئيس يساري لكولومبيا من خلال حشد الناخبين، ولم يكن هذا ممكنًا لولا حقيقة أن الناخب العادي يجلس في مكان ما بين الوسط واليسار في جميع القضايا السياسية.
