بعد أن أكد الأزهر الشريف ودار الإفتاء حكم ارتداء الحجاب للمرأة وأنه فريضة إسلامية، يستعرض التقرير التالي خواطر الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي حول آيتي الحجاب في سورتي الأحزاب والنور، ردًا على ما زعمه الدكتور سعد الدين الهلالي بأن الآية التي وردت في سورة الأحزاب لا تتعلق بالرأس.

وذكر الشعراوي أنّ الحجاب فرض بل ذهب إلى أكثر من ذلك بأن شرح مواصفات الحجاب الشرعي للمرأة بألا يكون كاشفا أو واصفا أو ملفتا.

سعد الدين الهلالي يشكك في فرضية الحجاب

وتلا سعد الدين الهلالي، في أثناء لقاء تليفزيوني، أن الآية التي وردت في سورة الأحزاب « يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا » (59)

وتابع قائلا: «هذه الآية لا تتعلق بالرأس، فالجلباب يلبس من عند الرقبة والكتف نزولا»، لكنه استدرك قائلا: «لم أقل ليس في كتاب الله ما يؤكد فرضية الحجاب قلت ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله جملة (الحجاب فرض) لكن ممكن من القرآن أن نستدل على فرضية الحجاب والحشمة».

الشعراوي يشرح مواصفات الحجاب الشرعي

وفي فيديو للشيخ محمد متولي الشعراوي تلا فيه قول الله تعالى في سورة الأحزاب: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا». (59)

وواصل الشعراوي حديثه عن أن ارتداء الحجاب فرض قائلا، إن لم يسمعوا كلام النبي اختل فيهم شرط الإيمان، يدنين قالوا يدنيها من الأرض، أي يقربن الجلابيب من الأرض لستر الجسم، وكلمة عليهن أي كل الجسد، والجلباب اختلفوا في تعريفه فمن قال إنه الثوب الذي يلبس فوق الثوب الداخلي، وأصل الجلباب هو الخمار الذي يغطي الرأس ثم يضربوه على جيوبهن لكن هذا صحيح قد يكون غير كاف، إنما المرأة لها أشياء عورة جسم يكشف وجسم يوصف وجسم يلتفت إليه.

وأكد الشيخ الشعراوي أنه: يشترط في الحجاب بالنسبة للمرأة ألا يكون كاشفا، لكن قد يكون اللباس أو الجلباب غير كاشف إلا انه ضيق يبين الخصر ومنطقة الصدر نقول هو غير كاشف إلا أنه واصف، فالخمار لا يغطي الرأس فقط وفتحة الرقب وهي الجيوب بل ينزل شيئا مبالغة في التستر فاللباس الشرعي للمرأة ألا يكون كاشفا ولا يكون واصفا وأيضا ألا يكون ملفتا.

وتابع: «لذلك قيل إن مبالغة المرأة في تبرجها إلحاح منها في عرض نفسها على الرجل، فلما نساء النبي والبنات ونساء المؤمنين يلبسن الاشياء الطويلة يعلم أنهن لسن من هؤلاء فلا يقرب منهن أحد، ذلك أدنى أن يعرفن بأنهن ليس ممن يعرضن أنفسهن عرضا مهيجا مستميلا ملفتا».

آية الحجاب في سورة النور

وفي فيديو آخر للشيخ الشعراوي تلا فيه قول الله تعالى من سورة النور: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

وقال الشعراوي، إن هذه الآية دلت على أن المراد مواضع الزينة، موضحا أن الجزء الأعلى من الجسم جاء فيه يضربن بخمرهن على جيوبهن، والجزء الأدني من الجسم جاء فيه يدنين عليهن من جلابيبهن.