كشف الأخصائي الاجتماعي بقسم التأهيل في مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام بشير السهوان، عن وصول نسبة التعافي من الإدمان إلى 70 %، مشيرًا إلى انتكاسة نحو 30 % من المرضى لعدة أسباب أبرزها التوقف عن العلاج.
خطة العلاج
وأوضح لـ(اليوم) على هامش فعالية «اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 2022»، بوسط العوامية في القطيف، تحت شعار «الرعاية خلال الأزمات»، أن نِسب الشفاء مرهونة باتباع المريض خطة العلاج، مشيرًا إلى أن قسم التأهيل هو آخر مرحلة لعلاج الإدمان، ويبدأ العلاج باستقبال المريض في الطوارئ، وتحليل الدم والبول، ثم عمل تقييم اجتماعي ونفسي للمريض، مع معرفة نوع الإدمان، ثم يحوّل المريض إلى قسم سحب السموم، من خلال أدوية تبطل مفعول المخدرات التي كان يتعاطاها، ومعالجة الأعراض الانسحابية، التي تستمر بين 3 - 15 يوما، بحسب المريض.
وأضاف أن الأعراض الانسحابية تشمل القلق والتوتر والعصبية المفرطة وغيرها، وبعد السيطرة عليها، يتم تحويل المريض إلى قسم التأهيل لمدة 30 يومًا، ويضم القسم أخصائيًّا نفسيًّا واجتماعيًّا ومرشدًا متعافيًا من الإدمان، وطبيبًا نفسيًّا يقود الفريق.
المدمن المتعافي
وأوضح «السهوان» أن المدة التي يحتاجها المريض ليصبح مدمنًا متعافيًا تصل إلى 12 شهرًا، لأن المريض قد ينتكس خلال تلك الفترة، والإدمان مرض مزمن، شأنه شأن السكري والضغط، فلا يمكن القضاء عليه بل محاصرته، وإرادة المريض، العنصر الأهم في مسيرة التعافي.
وقال: التجربة هي الخطوة الأولى في رحلة الإدمان، خاصة في فترة الاختبارات، فالتجربة تؤدي إلى الإدمان بنسبة 90 %، وقد تصل إلى 98 %، والإدمان هو الاعتماد النفسي والجسدي على مادة أو أكثر مبدلة للمزاج تبدأ بكمية بسيطة وتزيد مع الوقت للحصول على الأثر نفسه.
تأثير مضاعف
وبيّن السهوان أن أكثر مرضى الإدمان من متعاطي الكبتاجون، والشبو، والأخير هو من نفس فصيلة الكبتاجون تقريبًا وهو ليس حبوبًا، وتعاطيه يكون مختلفًا، ولكنه أقوى تأثيرًا؛ إذ إن 1 جرام من الشبو يعادل 50 حبة كبتاجون، وبالتي ضرره سريع، وأثره يستمر من يومين إلى 12 يوما، والشبو موجود منذ الحرب العالمية الأولى في اليابان، ومتعاطيه لا يعرف عدوه من صديقه، ونسبة متعاطي الكبتاجون والشبو 50 % تقريبا من إجمالي المرضى.
وأضاف: قبل 4 سنوات لم نشهد حالات لمتعاطي الشبو، إلا في حالات نادرة جدًّا، وفي الأغلب لا تكون لمواطنين، ولكن الفترة الأخيرة شهدت تزايدا في الحالات لسهولة تصنيعه.
الأعراض الانسحابية
وبيّن أن نسبة متعاطي الحشيش من 20 - 25 % تقريبا علمًا أن السيجارة الأولى تكون مثبطة، والثالثة تحوّل المريض إلى حالة من الهلوسة، بينما تتوزع أوجه الإدمان الأخرى بين الشراب والهيروين والمؤثرات العقلية.
وأوضح أن الأعراض الانسحابية للخمر قوية وتستمر 15 يومًا، في حين أن أعراض الهيروين 3 أيام فقط.
وأكد أن مجمع إرادة هو الطريق لعلاج الإدمان، ومثله مثل أي مستشفى، وكثير من الناس يلجأون إليه في المراحل المتأخرة، والمراحل الأولى أسهل في العلاج، مهما كان نوع الإدمان، والمجمع ملتزم بالسرية الكاملة للمريض وأسرته، حتى أنه لا يتم إبلاغ عمله، وهذا الإجراء على مستوى المملكة، مشيرًا إلى أن طريق المدمن ينتهي إما للمصحات، أو السجون، أو المقابر.
