قبل ٨ سنوات، كانت مصر على موعد مع حقبة جديدة سيتوقف عندها التاريخ طويلًا بالبحث والدرس، تلك الفترة التى بدأت ساعاتها الأولى بإعلان تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية، وبعدها دارت عجلة التنمية والبناء فى كل ربوع المحروسة، لنشهد طفرة تنموية كبيرة حققها الاقتصاد المصرى، بدت معالمها واضحة فى التقييمات الإيجابية الصادرة عن مؤسسات التصنيف الدولية التى أشادت بالأداء القوى للاقتصاد رغم الصعوبات التى واجهها، خاصة فى ظل تداعيات «كورونا» والحرب الروسية فى أوكرانيا.

هانى أمان، الرئيس التنفيذى العضو المنتدب للشركة الشرقية «إيسترن كومبانى»، أكد أن رحلة النهوض بالاقتصاد المصرى كانت أشبه بعملية جراحية دقيقة، خاصة فى ظل الاقتصاد الذى أنهكته الفترة الاستثنائية التى مرت بها مصر فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١.

وذكر أنه عقب ٥ سنوات من هذا التاريخ بدأت مصر بقيادة الرئيس السيسى رحلة الإصلاح الاقتصادى ببرنامج نجح فى تحقيق أهداف الحكومة لتنفيذ خطط التنمية بما دعمها فى الصمود خلال أزمة جائحة «كورونا» ومواجهة تداعياتها السلبية، وكانت مصر من الدول القليلة على مستوى العالم التى حافظت على استمرار نمو الاقتصاد بصورة إيجابية خلال الجائحة، فى الوقت الذى كانت تشهد فيه اقتصاديات العالم نموًا سلبيًا أو انكماشًا. 

وأضاف «أمان» أن الحكومة وضعت فى الوقت ذاته رؤية جديدة لبدء مرحلة نمو جديدة فى الاقتصاد المصرى لإعادة دور القطاع الخاص، ليكون المحرك الأساسى فى كل المشروعات التنموية، بشكل جعل الاقتصاد المصرى قادرًا على امتصاص الصدمات والتحديات العالمية، التى تزايدت حدتها مع الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال إن «إيسترن كومبانى» من بين الشركات والكيانات الصناعية والاقتصادية التى كانت لها البصمة الواضحة على نمو الاقتصاد المصرى، ويأتى تصنيفها ضمن أقوى ٥٠ شركة مصرية عام ٢٠٢٢، حسب تقرير أصدرته «فوربس الشرق الأوسط» لقائمتها السنوية لكبرى الشركات وأكثرها ربحية وقيمة فى المنطقة.

وأكد أن الشركة تشهد نموًا غير مسبوق، خاصة على مدار السنوات الثلاث الماضية التى مر بها جميع الشركات، من مواجهات سواء أزمة «كورونا» أو نقص سلاسل الإمداد بسب الحروب، إلا أنها استطاعت تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة فى تاريخها الممتد لأكثر من ١٠٠ عام.

وبيّن «أمان» أنه خلال الأشهر التسعة المنتهية فى مارس ٢٠٢٢، سجلت الشركة صافى ربح قدره ٤.٢ مليار جنيه، وبزيادة قدرها ٩٪، مقارنة بـ٣.٩ مليار جنيه فى الفترة المماثلة العام السابق.

وقال إن صافى الربح المحقق خلال الأشهر التسعة الأخيرة يعادل صافى الربح الكلى المحقق بنهاية العام المالى السابق المنتهى فى يونيو ٢٠٢١، رغم استمرار تكوين مخصصات المعاش المبكر خلال الأشهر التسعة الأخيرة، بما يعكس النمو القوى والمستمر بمؤشرات أداء الشركة، كما سجل هامش صافى الربح ٣٣٪ مقارنة بـ٣٢٪ فى الفترة المماثلة.

وسجلت الشركة صافى إيراد عن فترة الأشهر التسعة بمقدار ١٢.٨ مليار جنيه، مقارنة بـ١٢ مليار جنيه عن الفترة نفسها العام السابق، وبزيادة ٥٪ مدعومة بقطاع السجائر المحلى الذى يمثل ٨٥٪ من صافى الإيراد المحقق.

وسجل مجمل الربح ٥.٧ مليار جنيه بزيادة قدرها ١١٪ مقارنة بـ٥.١ مليار، بالفترة المماثلة الماضية، كما بلغت نسبة هامش مجمل الربح عن هذه الفترة ٤٥٪ مقارنة بـ٤٢٪ فى العام السابق، كما بينت مؤشرات نتائج الأعمال للعام المالى المنتهى فى يونيو ٢٠٢٢، تحقيق أرقام قياسية للعام المالى وارتفاعًا كبيرًا فى الأرباح.

وأشار «أمان» إلى أن النجاح الذى حققته الشركة تأتى أهميته من دعمها للدولة المصرية دائمًا، باعتبارها لاعبًا رئيسيًا بمساهمتها فى نمو الاقتصاد المصرى ودعم خطط الدولة فى تحقيق معدلات نمو اقتصادى عالية، من خلال تطبيق الشركة استراتيجيات ناجحة وفعالة لرفع الكفاءة التشغيلية وتحسين ورفع معدلات النمو التى تتسم بالاستمرارية والاستقرار على جميع المستويات.

وفى إطار توجهات الدولة نحو التحول الرقمى حرصت الشركة على دعم رؤية وجهود الدولة المصرية ٢٠٣٠ فى هذا الملف عن طريق بدء أكبر مشروع للتحول الرقمى فى مصر، بالاعتماد على نظام إدارى ومالى وتنظيمى رقمى، يحقق المتابعة الدقيقة لكل العمليات، ويوفر الوقت والجهد ويعمل على تسهيل الإجراءات، ومن ثم زيادة الفاعلية والكفاءة فى منظومة التشغيل العامة.

وقال «هانى أمان» إنه وفقًا لتوجهات الدولة فى جميع المجالات، حرصت الشركة أيضًا على البيئة من خلال تطبيق قواعد ومعايير الحوكمة والمسئولية البيئية والمجتمعية، بتنفيذ العديد من المشروعات بالمجمع الصناعى بمدينة السادس من أكتوبر، الذى يعمل وفقًا للاشتراطات البيئية، والاستغلال الأمثل لجميع الموارد كمصادر الطاقة، والمياه، بالتزامن مع استضافة مصر قمة المناخ «cop 27».

ويظهر ذلك من خلال المشروعات التى تم إنشاؤها داخل المجمع الصناعى، التى تشمل محطتين للطاقة الكهربائية التى تعمل بالغاز الطبيعى والاستغلال الأمثل للانبعاثات الحرارية لإنتاج مياه مبردة تستخدم لتكييف عدد من الوحدات الإنتاجية، ومحطة الطاقة الشمسية التى تم إنشاؤها لاستغلال مساحات أسطح المبانى بالمجمع الصناعى، ومحرقة المخلفات الصلبة التى تعمل بالبخار بنظام استغلال الطاقة الحرارية لإنتاج ماء مبرد لتكييف عدد من الوحدات الإنتاجية، ومحطة معالجة الصرف «الصناعى والصحى»، وهى من كبرى المحطات على نطاق المدينة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر، وتعمل على معالجة المياه لاستخدامها لرى الزراعات والأشجار غير المثمرة للحد من فاقد المياه والاستفادة منها من منظور الاقتصاد الدائرى.

ومن المشروعات أيضًا، محطة الغلايات بالغاز الطبيعى، ويتم استخدام البخار الناتج فى ترطيب الدخان مع وجود منظومة متكاملة لاسترجاع البخار للحد من فقد المياه، مما يساعد فى ثبات الاتزان المائى والطاقة، وأخيرًا محطة تجميع نواتج التصنيع لتجميع وفرز وتصنيف المخلفات بأنواعها.

وقال الرئيس التنفيذى العضو المنتدب، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع خلال ٨ سنوات من العطاء المتجدد بين التحدى والإنجاز، أن يبنى ويعمر فى كل مناحى الحياة من أجل غدٍ أفضل للمصريين، على نحو انعكس فى تعزيز أوجه الإنفاق على تحسين مستوى المعيشة، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم، وتيسير سبل العيش الكريم، وتعظيم الاستثمارات لتلبية الاحتياجات التنموية للمواطنين؛ والتوسع فى شبكة الحماية الاجتماعية، وهو ما وجدت فيه الشركة، فرصة للنمو والازدهار.

وبيّن أن ذلك جاء رغبة فى مزيد من الدعم والمساندة للاقتصاد المصرى والعمل على المشاركة الجادة فى إرساء دعائم «الجمهورية الجديدة»، التى مهدت لها ثورة الثلاثين من يونيو، فى ملحمة وطنية ملهمة جسدت الإرادة الحرة للشعب المصرى فى اختيار حاضره ومستقبله؛ ليؤكد مجددًا عزيمته الصلبة وقت المحن، وقدرته على الاصطفاف الوطنى خلف قيادته السياسية الحكيمة، والمضى فى خلق فرص واعدة للتقدم والنماء من قلب التحديات.