كسوة أم الدنيا: كيف ساهمت مصر في تغطية الكعبة بـ«قباطي الفيوم»؟

على مدار 7 قرون وأكثر، ظلّت مصر تنسج كسوة الكعبة المشرَّفة وكان لها شرف صناعتها وخروج المحمل الشريف إلى الأراضي المقدسة، في أجواء احتفالية عظيمة يحضرها كبار رجال الدول ومشايخها، محملاً بالكسوة المشرِّفة إلى أرض الحجاز حيث الكعبة ويرافقها عددًا من حجاج بيت الله الحرام فيما يشبه اليوم البعثة الرسمية للحج.

وبدأت مصر في صناعة كسوة الكعبة المشرَّفة في عهد ثاني الخلفاء الراشدين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أوصى بصناعة كسوة الكعبة بالقماش المصري المعروف بالقباطي الذي اشتهرت بتصنيعه مدينة الفيوم وينسب اسمه إلى أقباط مصر، فضلاً عن أفخر وأفضل أنواع الثياب والأقمشة التي كان يُصنَّعها المصريون ومهارتهم في النسج.

وظلَّت كسوة الكعبة تُرسل من مصر إلى أرض الحجاز بانتظام وبصورة سنوية، حتى توقّفت مصر عن إرسالها في عهد محمد علي باشا بعد صدام قوي حدث في الأراضي الحجازية بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والقافلة المصريَّة للحج في عام 1807م، لكن أعادت مصر إرسال الكسوة في العام 1228هـ، ثُمَّ  توقَّفت عن ذلك تمامًا بعد عام 1962.

قطعة من كسوة الكعبة في متحف الحضارة

وفي 2020 أهدت المملكة العربية السعودية قطعة من كسوة الكعبة المشرَّفة لمصر لوضعها في متحف الآثار بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفي للمتحف، حيثُ تسلّمها وزير السياحة والأثار الدكتور خالد العناني، من السفير أسامة النقلي سفير السعودية بالقاهرة.

وقال السفير السعودي إن الكسوة ترجع لعام 2019، ومصنَّعة من الحرير الخالص، موجهًا الشكر لدور مصر في صناعة الكسوة على مدار عقود من تصنيعها:«يشرفني ويسعدني نيابة عن حكومة خادم الحرمين الشريفين، أن أهدي هذا المتحف قطعة من كسوة الكعبة المشرفة، وهى عبارة عن رمز لعمق العلاقات فيما بين البلدين، ورمز للروابط الدينية فيما بينهما، وروابط الدم وأواصر التاريخ».

والتقطت "الدستور" صورة خاصة لكسوة الكعبة التي أهدتها المملكة لمصر، لوضعها ضمن المقتنيات الأثرية المعروضة بالمتحف المصري.

وتُمثّل قطعة الكسوة الموجودة داخل متحف العاصمة، تُوثيقًا عميقًا للعلاقات التاريخية بين البلدين وتأكيدًا لقوة الروابط الدينية وآواصر التاريخ بينهما، فضلا عن أهميتها بين مقتنيات المتحف المصري الأثري والتي   زوَّار العالم أجمع.

تاريخ كسوة الكعبة

يرجع تاريخ كسوة الكعبة إلى عهود قديمة، حيث كساها الرسول (ص) بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدون من بعده بالقباطي والبرود اليمانية، فيما استمر العمل في كسوة الكعبة في عهد بنى أمية، والعصر العباسي، وعصر المماليك، وفي مستهل المحرم من عام 1346هـ.

يبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملاً وموظفاً وفنياً وإداريًّا، وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان".

ويوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتمترا، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام (47) مترا، ويتكون من (16) قطعة.

تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها 7 أمتار ونصف وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام.

تاريخ الخبر: 2022-07-04 21:21:05
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية