رغم التصريحات الإثيوبية ببدء التجهيزات لانطلاق عملية الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، إلا أن صورا حديثة للأقمار الصناعية كشفت أن الملء الثالث لم يبدأ حتى الآن.
وكشفت الصور الفضائية الأخيرة عدم بدء التخزين الثالث واستمرار فتح بوابتي التصريف للمياه بحوالي 60 مليون م3 يوميا، وذلك خلال هذا الأسبوع، مع إحتمالية استمراره لمدة شهر فى حالة استمرار فتح بوابتي التصريف.
ويكشف الخبير المصري الدكتور عباس شراقي لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن الإيراد اليومي من المياه عند سد النهضة حاليا يبلغ حوالى 225 مليون متر مكعب يوميا يزداد تدريجياً ليبلغ 350 متر مكعب يوميا فى نهاية الشهر الجاري، ومن المتوقع أن يتراوح حجم الملء الثالث بين 3 إلى 5 مليار متر مكعب حسب حجم الانجاز في تعلية الممر الأوسط الذى يقارب 590 متر.
وقال الخبير المصري إن مستوى بحيرة سد النهضة انخفض بمقدار 4 أمتار حتى منسوب 572 متر فوق سطح البحر خلال الشهور الثلاثة الأخيرة بعد فتح بوابتي التصريف، باجمالي 2 مليار متر مكعب، ومع زيادة الأمطار نهاية يونيو وبداية يوليو بدأت البحيرة تستعيد تلك الكمية تدريجياً إلا أنها مازالت أقل من العام الماضي.
وفي بداية يونيو الماضي، التقطت الأقمار الصناعية صوراً كشفت أن السلطات الإثيوبية تواصل تعلية الممر الأوسط في السد وتفريغ بعض السدود الأخرى استعداداً لموسم الفيضان والتخزين.
وكشفت الصور استمرار العمل في رفع الممر الأوسط لسد النهضة، حيث تستهدف إثيوبيا الوصول إلى منسوب 595 م منذ التخزين الأول في العام 2020.
وفي وقت سابق، أعلنت إثيوبيا إنهاء 88% من أعمال البناء، آملة إتمام المهمة فعليا مع نهاية العام المقبل.
وكشف السفير الإثيوبي لدى روسيا، أليمايهو تيغينو، أن 88% من أعمال البناء الخاصة بسد النهضة اكتملت فعلاً، مؤكداً أن السد صرح إثيوبي بنته بلاده بسواعد أبنائها، لذلك ستتم إدارته فقط من قبل الإثيوبيين، وفق قوله.
وأشار إلى إمكانية مشاركة أديس أبابا المعلومات مع دول المصب عند الضرورة، مشدداً على ضرورة الحوار مع مصر والسودان في إطار الاتحاد الإفريقي للتوصل إلى اتفاق مشترك.
وكشف مدير سد النهضة الإثيوبي، في تصريحات سابقة لـ"العربية"، أن عملية الملء الثالث ستكون في أغسطس وسبتمبر المقبلين، مستبعداً إيقافها، مؤكداً أنها عملية تلقائية.
وكشف أن الطاقة التي تم تدشينها من السد دخلت ضمن شبكة الكهرباء في إثيوبيا، مشدداً على أن عملية بناء سد النهضة لن تتوقف لأي سبب كان.
ويثير السد أزمة بين الدول الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا حيث تطالب مصر والسودان بجدول زمني متفق عليها قانونيا وفنيا للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات السد.
وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الموقف المصري الثابت في التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مؤكدا تمسك مصر بحقوقها المائية المكتسبة وضمان الأمن الأمن المائي لها من خلال قواعد واضحة لعملية الملء والتشغيل.
