قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك جاد في إنهاء صفقة استحواذه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والبالغة مليارات الدولارات، الأمر الذي سيضر بموقع التغريدات الشهير.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن الملياردير الأمريكي وجد أنه لم يعد يرغب في شراء تويتر وأنها صفقة غير مفيدة، رغم إنهاء عملية استحواذ على المنصة بقيمة 44 مليار دولار.

وسخر ماسك من تويتر، مغردا عبر الموقع ذاته لمتابعيه البالغ عددهم 100 مليون: "إنهم يريدون إجباري على شراء تويتر في المحكمة".

وقالت الجارديان إن لدى تويتر أسبابا واضحة للمطالبة بحكم يجبر إيلون ماسك على شراء الشركة، على الرغم من انسحابه بشأن نزاع حول عدد الحسابات المزيفة أو الروبوتات على المنصة.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن أغنى رجل في العالم لا يأخذ تهديدات تويتر على محمل الجد،  مطالبا إدارة الشركة بالكشف عن معلومات الروبوتات والحسابات المزيفة أمام المحكمة.

ماسك يخرق اتفاقية شراء تويتر

وكشفت الجارديان أن ماسك لديه أفضل المستشارين القانونين، لكنه غير مطلع على التفاصيل القانونية لاستحواذه على تويتر، فمن ناحية، قدم فريقه القانوني إفصاحات شديدة الجدل ضد الصفقة، مستشهدين ببنود مختلفة في الاتفاقية، فيما يواصل إيلون ماسك السخرية من مجلس إدارة تويتر عبر رسوم كرتونية ساخرة. 

وقالت الصحيفة إنه من المحتمل أن يكون الرسم الكرتوني الموجه إلى الرئيس التنفيذي لشركة تويتر باراغ أغراوال Parag Agrawal، قد كسر اتفاقية الاندماج التي تراجع عنها ماسك الآن، فقبل أكثر من شهرين، وقع ماسك اتفاقية لشراء منصة التواصل الاجتماعي التي تضمنت بندًا تعهد فيه بعدم "الاستخفاف" بالشركة أو موظفيها.

وبعد يوم واحد من الصفقة كان ماسك يتعامل مع انتقادات لموظفي الشركة على المنصة، بما في ذلك الرئيس القانوني لتويتر، فيجايا جادي، حيث اتهم ديك كوستولو، الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، ماسك بالتنمر على جادي.

واعتبرت الجارديان أن هذه كانت أول علامة على أن ماسك لم يأخذ الصفقة على محمل الجد، أو على الأقل لم يكن راغبًا في كبح سلوكه بما يتماشى مع اتفاقية الصفقة، وربما لم يكن الأمر مفاجئًا على تويتر، نظرًا للفقرة المدرجة في الصفقة وتاريخ ماسك السابق. 

وفي عام 2018، توصل ماسك إلى تسوية مع هيئة الرقابة المالية الأمريكية بشأن تغريدة قال فيها إنه حصل على "تمويل مضمون" لاقتراح لإخراج شركة تسلا Tesla من سوق الأسهم.

هل كان إيلون ماسك جادا في شراء تويتر؟

وفقًا لأحد الخبراء القانونيين، فإن سلوك إيلون ماسك انتهك الاتفاقية لكن رغبة تويتر في تنفيذ الصفقة تجاوزت مخاوفهم ويريدون اتمام الصفقة وبيع الشركة للملياردير الأمريكي.

وفي رسالة تم الكشف عنها أمس الاثنين، قال موقع تويتر إن إنهاء ماسك للاتفاقية "باطل وغير مشروع" واستشهدت بشرط الاستخفاف كواحدة من المجالات التي انتهك فيها ماسك الصفقة، مشيرة إلى أنها ستذهب إلى المحكمة في ولاية ديلاوير، الولاية الأمريكية التي لها سلطة قضائية على الصفقة، من أجل "إنفاذ اتفاقية الاندماج".  

ومع ذلك ، فإن سلوكه البارد دفع بعض المراقبين إلى التساؤل عن مدى جديته في شراء الشركة، وقال درو باسكاريلا ، المحاضر الأول في الشؤون المالية في جامعة كورنيل، إنه إذا كان يقصد شراء الشركة في البداية لكن خسائر أسهم التكنولوجيا مؤخرا ساعدته في تغيير رأيه بشأن الصفقة.

موقف إيلون ماسك القانوني

فيما يرى محامو ماسك أن لديه فرصة في ولاية ديلاوير، تتمحور حجته حول صحة بيان في تويتر بشأن الإقرارات الفصلية بأن الحسابات العشوائية تمثل أقل من 5% من قاعدة المستخدمين اليومية النشطة، والتي تبلغ 229 مليون شخص حاليًا. 

كما يرى محامو ماسك أن موقع تويتر انتهك الاتفاقية من خلال عدم تقديم معلومات كافية عن حسابات البريد العشوائي؛ كما أسا تويتر تمثيل عدد حسابات البريد العشوائي في إفصاحاتها للرقابة المالية الأمريكية؛ وأن الشركة خرقت الاتفاقية بعدم التشاور مع ماسك عند طرد كبار الموظفين مؤخرًا.

فيما يريى المحامون غير المتعاطفين مع قضية ماسك أن طلبات المعلومات التي قدمها لم تكن معقولة، وأنه من غير المرجح أن يتمكن من إثبات أن تقدير البريد العشوائي غير صحيح، وأن التخلي عن كبار المسؤولين التنفيذيين كان جزءًا من الأعمال اليومية لإدارة الشركة.

الوصول لأرضية مشتركة بين ماسك وتويتر

ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء القانونيين والشركات أيضًا أن كلا الجانبين سيتوصلان إلى تسوية من أجل تجنب وضع يضطر فيه ماسك إلى شراء شركة لا يريدها، وسط معركة قانونية تلحق المزيد من الضرر بالروح المعنوية وسعر سهم الشركة.