أسفرت اشتباكات عنيفة الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس عن "13 قتيلا بينهم ثلاثة مدنيين أحدهم طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، كما خلفت 30 جريحا"، وفق ما أفادت به قناة ليبيا الأحرار عن جهاز الإسعاف الجمعة.
وفي المقابل أكد المكتب الإعلامي لحكومة طرابلس أن علّق مهام وزير الداخلية خالد مازن وكلف وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي "بتسيير مهام وزارة الداخلية إلى غاية إشعار آخر".
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت في الأحياء الشرقية للمدينة في حدود منتصف ليل الخميس ما أثار ذعرا بين السكان في الشوارع المزدحمة والحدائق.
وتجددت الاشتباكات الجمعة مع تبادل إطلاق نار كثيف قرب حرم جامعة طرابلس ومركز طرابلس الطبي حيث لجأ الكثير من الناس خلال الليل هربا من أعمال العنف، بحسب وسائل الإعلام الليبية ومراسلي وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال مصور وكالة الأنباء الفرنسية إنلواء"444 قتال" التابع لوزارة الدفاع الليبية تدخّل صباح الجمعة لوقف الاشتباكات، ووضع مركباته المسلحة في منطقة عازلة على دوار الفرناج (شرق العاصمة)، قبل أن يتم استهدافه بنيران كثيفة.
وكان المتحدث باسم جهاز الإسعاف أسامة علي قد أعلن أن 60 طالبا علقوا في مباني سكن جامعية بسبب الاشتباكات. وتم إرسال سيارات إسعاف لإجلائهم إلى مستشفى طرابلس.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات السيارات التي تركها أصحابها هربا من إطلاق النار.
"لا أدري ما كان سيحلّ بنا"
وقال المختار محمد المحمودي، وهو رب عائلة من سكان منطقة الفرناج شرق العاصمة، "أمضينا الليلة في المخزن تحت الأرض لتفادي الرصاص ولكن الأطفال لا يزالون خائفين ولا يريدون الخروج".
وللعلم هناك العديد من قاعات الاحتفالات في منطقة الاشتباكات حيث وجدت مئات النساء اللواتي كن يحضرن حفلات زفاف أنفسهن محاصرات وسط القتال وعاجزات عن العودة إلى ديارهن إلى غاية وصول المسعفين لمساعدتهن وإجلائهن إلى مركز طرابلس الطبي والمناطق الآمنة.
وقالت ميساء بن عيسى التي كانت تحضر حفل زفاف قريبتها مساء الخميس، لوكالة الأنباء الفرنسية "لا أدري ما كان سيحل بنا أخواتي وأنا" لو لم "تنقذنا سيارة الإسعاف".
أما مالك البدري (27 عاما) فاستخدم النظام العالمي لتحديد المواقع GPS ليتفادى الطرق الرئيسية لاصطحاب والدته من قاعة الأفراح التي كانت فيها.
وقال "تمكنت من الوصول إليها من خلال سلوك طرق صغيرة وموحلة قرب مزارع ومنازل بفضل خرائط غوغل. الله أعلم أين كان يمكن أن أصل في منتصف الليل، خصوصا أنني لست من المنطقة". واعتبر أن "طرابلس لن تعرف السلام طالما بقيت هذه المجموعات المسلحة هنا".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد أعربت عن "قلقها البالغ" ودعت "جميع الليبيين لبذل كل ما في وسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش في البلاد في هذا التوقيت الحساس وممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومعالجة خلافاتهم عبر الحوار".
واعتبرت في بيان الجمعة أن "اي فعل يعرض أرواح المدنيين للخطر غير مقبول"، مطالبة "بالتحقيق في الأحداث وتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم".
من جهتها قامت الخطوط الجوية الليبية بتحويل رحلاتها القادمة من القاهرة، وخطوط العالمية (غلوبال) القادمة من بنغازي، والتي كان من المقرر أن تهبط في مطار معيتيقة القريب من موقع الاشتباكات، إلى مصراتة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شرق طرابلس. وأوقفت إدارة مطار معيتيقة الحركة الجوية حتى إشعار آخر.
وللتذكير، تعاني ليبيا من عدم استقرار أمني منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
