أرجع شباب وشابات سعوديون وسعوديات انتعاش المهن الموسمية وعلى الأخص في الأعياد والإجازات السنوية والمناسبات المختلفة، إلى الساعات المرنة التي يمتاز بها العمل في تلك المهن والوظائف الموسمية «المؤقتة»، وتقديم جداول زمنية «مرنة» لمزاولتها، بما لا يتعارض مع ارتباطاتهم الأخرى.

وأوضح هؤلاء أن المشاوير، والمهرجانات، والفعاليات في الإجازات، والأسواق والمجمعات التجارية، وكذلك المزارع، والأسواق الزراعية، والمواقع السياحية، والإرشاد السياحي، تشكل فرصًا عدة للمهن الموسمية، لافتين إلى أن المهن الموسمية باتت ملاذا يمكن استثمارها لشغل أوقات فراغ كثيرين.

10 آلاف وظيفة مؤقتة للتمور

ذكر محمد السماعيل «خبير تمور»، أن مزارع الأحساء ستوفر في الشهر المقبل إنتاجًا وفيرًا من التمور، يتجاوز إجمالي أوزانه 120 ألف طن، ويبلغ إجمالي المصانع التي تتولى تعبئة هذه الكميات أكثر من 48 مصنعًا أهليًا، إضافة إلى مصنع تعبئة التمور التابع للمركز الوطني للنخيل والتمور، وتمتد فترة العمل في هذه المصانع لأكثر من 4 أشهر، وقد يتجاوز العاملون في هذه المصانع بمهن مؤقتة أكثر من 10 آلاف وظيفة، وباتت معظم تلك المصانع تحرص على توظيف العنصر النسائي في كثير من خطوط الإنتاج، بعد تميزهن في أعمال التنظيف والتعبئة والتغليف للتمور.

إيراد المشاوير 160 ريالا

أشار عبدالله الأحمد «سائق توصيل طلبات ومشاوير»، إلى أنه يزاول، هذه المهنة في أوقات محددة من اليوم، وغالبها في الفترة المسائية من الساعة الـ5 عصرًا حتى الـ10 ليلاً، مبينًا أنه في موسم عيد الأضحى المبارك الماضي، تجاوز إيراده اليومي الـ160 ريالا، بمعدل يتراوح ما بين 5 إلى 6 مشاوير وتوصيل طلبات، لافتًا إلى أن زبائنه من الأقارب والأصدقاء، مؤكدًا أن خدمة التسجيل في «أوبر» و«كريم»، ساهمت في احتواء كثير من الشباب السعودي في زيادة دخلهم المالي في أوقات فراغهم، مع مراعاة اختيار الساعات المرنة للعمل دون إجبار على ساعات محددة، وباتت مصدر دخل إضافي لكثير من الشباب.

تجربة خاصة

يرى نوح البراهيم «بائع ملابس» أنه يمتلك تجربة خاصة، حيث تحول من موظف في وظيفة موسمية في الأعياد في متاجر للأطفال قبل عدة سنوات وبدوام جزئي وبأجور تنافسية ومزايا ممتازة في الكاشير وترتيب الأرفف، إلى مالك متجر لملابس الأطفال، مؤكدًا أن العمل الموسمي له عدد من الإيجابيات، التي من بينها اكتساب خبرة كافية، موضحًا أنه يجب استثمار مواسم الإجازات والأعياد والمناسبات بمحاولة دخول الأسواق بشتى تخصصاتها لكسب الخبرة، وهناك كثير من الشباب السعودي، كانت بداياتهم التجارية من المهن الموسمية، قبل أن يتحولوا إلى رجال مال وأعمال، يشار إليهم بالبنان، مشددًا على ضرورة الاستفادة من الإجازة الصيفية في البحث عن وظيفة موسمية لتعزيز عدد من المهارات.

سلة غذاء

أوضح علي المسلم «مزارع، وبائع في أسواق المزارعين»، أن الأحساء، سلة غذاء على مدار العام، وتتركز منتجاتها الزراعية في أيام الصيف، فيتحول في الصيف إلى بائع في أسواق المزارعين وأسواق الخضار والفواكه، وفي الشتاء يعمل في الفلاحة «الزراعة»، مضيفًا أن العمل في الصيف في بيع المحاصيل الزراعية يحقق مكاسب كثيرة، نتيجة حركة الشراء القوية، وقال «من يدخل سوق الخضار والفواكه لمدة شهر واحد فقط، لن يقبل مغادرته طوال حياته»، وذلك في إشارة منه إلى الإيراد المالي المناسب من تجارة بيع وشراء المحاصيل الزراعية بالجملة، وبيعها بالمفرد.

مواسم الحج

أضاف عبدالمحسن السماعيل، أن لمواسم الحج في كل عام، نصيب من المهن الموسمية للشباب، وذلك من خلال انخراط أعداد كبيرة من الشباب في كوادر حملات، التي تنطلق من مختلف المناطق إلى المشاعر المقدسة، حتى أن عدد العاملين في بعض الحملات يتجاوز الـ100 شاب «كادر».

وأوضح أيضًا أن من المهن الموسمية «المؤقتة»، التي تزدهر في مواسم الشتاء والربيع، مهنة الإرشاد السياحي، فهناك أكثر من 90 مرشدًا ومرشدة سياحيًا في الأحساء وحدها، يتحدثون بـ9 لغات أجنبية، تصل أجورهم إلى 70 ريالًا في الساعة الواحدة، وتستقبل الأحساء في مواسم اعتدال درجات الحرارة وفودًا سياحية من داخل وخارج المملكة، كما تنشط في أيام الشتاء مهن تنظيم الرحلات الخلوية والصحراوية بأجور يومية تصل إلى 400 ريال لملاك مركبات الدفع الرباعي.

أبرز المهن الموسمية التي تجذب الشباب

جني التمور وتصنيعها

أسواق الخضار والفواكه

العمل في توصيل الركاب والطلبات

متاجر الأطفال خلال الأعياد

حملات الحج في موسمها

الإرشاد السياحي في المواسم