اقتحم متظاهرون مؤيدون للتيار الصدري الأربعاء مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد والتي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، للتنديد بمرشح خصوم الصدر ، وسط أزمة سياسية معقدة يعيشها العراق منذ تسعة أشهر.
وعلى الإثر، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المتظاهرين إلى الانسحاب من مبنى البرلمان، مشددا في بيان أن على المتظاهرين "الالتزام بسلميتهم.. وبتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتهم حسب الضوابط والقوانين"، ودعاهم إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء". وأضاف البيان: "سوف تكون القوات الأمنية ملتزمة بحماية مؤسسات الدولة، والبعثات الدولية، ومنع أي إخلال بالأمن والنظام".
وبعد نحو ساعتين من دخولهم، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة مناصريه إلى الانسحاب، قائلا: "ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد، وصلت رسالتكم أيها الأحبة، فقد أرعبتم الفاسدين.. عودوا إلى منازلكم سالمين". وإثر هذه الدعوة بدأ المتظاهرون على الفور الانسحاب تدريجيا من مبنى البرلمان، كما أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
pic.twitter.com/1p12ZexLu4
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) July 27, 2022
وتمكن المتظاهرون، المحتجون على تسمية الإطار التنسيقي الشيعي، خصم التيار الصدري، لمحمد السوداني كمرشحه لرئاسة الوزراء، من دخول المنطقة الخضراء وأطلقت القوات الأمنية عليهم الغاز المسيل للدموع لمنعهم من التقدم نحو البرلمان، كما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية.
رغم ذلك، نجح المتظاهرون في اقتحام مبنى البرلمان، وأظهرت صور نقلها الإعلام المحلي مئات المتظاهرين من داخل البرلمان وهم يرفعون الأعلام العراقية ويطلقون الهتافات، فيما حمل بعضهم صور مقتدى الصدر. وإثر ذلك، دعا الكاظمي في بيان "المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من مبنى مجلس النواب".
وتوجه مسؤولون في التيار الصدري، بينهم حاكم الزاملي الذي كان نائب رئيس مجلس النواب قبل استقالته من البرلمان إلى المكان، وطلبوا من المتظاهرين الانسحاب، وفق المسؤول في وزارة الداخلية.
وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الذي دخل المنطقة الخضراء مع المتظاهرين، أحد المحتجين وقد أصيب إصابة طفيفة في قدمه جراء قنابل الغاز المسيل للدموع. وانطلقت المظاهرة بعد الظهر من ساحة التحرير وسط بغداد، حيث رفع المتظاهرون الأعلام العراقية وصورا للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، معبرين عن رفضهم ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، ثم توجهوا عبر جسر الجمهورية إلى بوابات المنطقة الخضراء.
وسمى الإطار الذي يضم كتلا شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، النائب الحالي والوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني، المنبثق من الطبقة السياسية التقليدية، مرشحا له.
وكان السوداني (52 عاما) سابقا في حزب الدعوة تنظيم العراق، وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، أبرز الخصوم السياسيين للصدر، قبل أن يستقيل منهما حين طرح اسمه مرشحا لرئاسة الوزراء في 2019. لكن المتظاهرين رفضوا ترشيحه حينها.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم