بطاقة شخصية ذكية
بطاقة شخصية ذكية
(1) : إنسان آلي فوق العادة
مع أضواء الصباح, فتح الطفل عينيه, وفوجئ بوجود مخلوق معدني كله أزرار وأضواء يقف بجوار سريره.
سأله الطفل في دهشة: من أنت؟ أجاب الضيف الغريب: أنا روبوت إنسان آلي, أستطيع أن أحملك لتري أجمل ما في الدنيا, فأحقق لك في القرن 21 ما كان منذ ألف سنة مجرد قصص خيالية تدور حول معجزات مصباح علاء الدين.
وسرعان ما حمل الروبوت الطفل, وانطلق به في الفضاء, ليريه البيوت الطائرة, والمدن الفضائية, والصواريخ التي حلت محل الطائرات وتنطلق بأضعاف سرعة الصوت. ثم نزل الروبوت بالطفل إلي أعماق الماء, ليريه المساكن, والمزارع, والمصانع, التي انتشرت فوق قاع البحار, والغواصات النووية فائقة السرعة التي حلت محل البواخر والسفن.
أخيرا التفت الإنسان الآلي إلي الطفل وسأله: هل شاهدت في حياتك أجمل مما رأيت في الفضاء أو تحت الماء؟.
وفي اللوحة الرابعة والأخيرة التي تحكي هذه القصة, نري الطفل قد عاد إلي أحضان أمه وهو يقول: لن أجد أجمل ولا أفضل مما رأيت مع هذا الصديق. هذه قصة عنوانها سوبر روبوت, أوالإنسان الآلي المتفوق, وهي نموذج متميز من معرض حكايات عن المستقبل.
( 2) : الآلات الذكية في القرن 21
يعتقد عدد كبير من الناس أنه في منتصف القرن الواحد والعشرين, سيزدحم العالم بأشكال متعددة من الإنسان الآلي, القادر علي أن يتخذ القرارات بنفسه بعد أن يفهم ما يواجهه من مواقف أو مشاكل. وأن مثل هذا الروبوت, أو الإنسان الآلي, سيكون ذكيا, معتمدا علي نفسه, قادرا علي أن يتصل ويتفاهم مع أمثاله من الآلات الذكية.
لكن كل آلة من هذه الآلات, ستكون متخصصة في مجال معين, فمثلا الإنسان الآلي الذي سيكون في مقدوره أن يسافر بسرعة هائلة, لن يكون في استطاعته أن يعمل في مجال آخر, مثل لعب الشطرنج أو إنتاج الرسوم المتحركة.
ولا شك أن ما ستتمتع به هذه الآلات من مهارات فائقة, ومعرفة تفوق التصور, وقدرات علي التفاهم مع بعضها, سيعطيها قوة هائلة وسلطة فائقة.
بل يعتقد بعض العلماء أن صناعة الإنسان الآلي ستتقدم إلي أن يصبح في إمكان الآلات الذكية أن تصنع بنفسها عقولا آلية ذكية أخري بغير تدخل من الإنسان.
وقد يخفف هذا من اضطرار الإنسان إلي بذل مجهودات كبيرة للقيام بأعماله, لكن قد يكون خطرا علي حرية الإنسان واستقلال إرادته.
(3) : بطاقة شخصية ذكية
نحن الآن في سنة 2025, وقد توقف الأتوبيس المكيف في محطته القريبة من ميدان التحرير, فقالت سيدة لطالبة تجلس بجوارها: أنا مريضة وسأفقد الوعي.. هذه بطاقتي الشخصية.. أرجوك اطلبي من السائق أن يقف أمام أقرب مستشفي.
وعندما وصلت الرسالة إلي السائق, توقف أمام مستشفي الإسعاف. وعندما جاء رجال المستشفي, وجدوا المريضة قد فقدت الوعي فعلا.
وكان أول ما سألوا عنه هو بطاقتها التي أعطتها لهم الطالبة, وبعد لحظات كان المختص يضع تلك البطاقة في جهاز يشبه جهاز الكمبيوتر,
وعلي الشاشة ظهر اسم المريضة وعنوانها, مع بيانات توضح أنها مريضة بمرض السكر, وظهر نوع حقن الأنسولين التي تستخدمها في العلاج, كما ظهر اسم الطبيب المعالج ورقم تليفونه المحمول, وفي الحال تم الاتصال به. وبعد دقائق من العلاج, استردت المريضة وعيها.
هذه بعض البيانات التي سنجدها بعد سنوات قليلة علي البطاقة الشخصية, التي سيحملها كل إنسان في جيبه, وستكون شبيهة بملفات الكمبيوتر التي تحتوي علي سجل شامل عن صاحبها, وتجيب بذكاء عن كل سؤال, ونستغني بها عن حمل عشرات الوثائق والأوراق, مثل جواز السفر, وصحيفة الحالة الجنائية, وبطاقات عضوية النقابات المختلفة.
Email: [email protected]