هذه خلفيات رد النظام الجزائري على اليد المغربية الممدودة بنشر صواريخ دفاعية قرب الحدود مع المملكة


الدار/ تحليل

كما كان متوقعا، لم تلق دعوة الملك محمد السادس للجزائر، من أجل إقامة علاقات طبيعية وأخوية، أي رد رسمي من الرئاسة الجزائرية. وإذا كان النظام الجزائري قد اختار الصمت في مواجهة اليد الممدودة للمغرب، فإن أذرعه الاعلامية، عمدت الى التقليل من شأن هاته الدعوة ووصفها بشكل يثير الاستغراب بأنها “لا حدث”.
وبعد أقل من أسبوع عن خطاب الملك محمد السادس، الذي تناقلته وسائل الاعلام الدولية على نطاق واسع، كشفت صور نشرها الاعلام الجزائري، عن نشر أنظمة صواريخ أرض-جو روسية الصنع من طراز S-350 مثبتة على قواعد عسكرية جزائرية قريبة من الحدود الشرقية للمملكة.

نشر الجزائر لصواريخ S-350، التي هي بالأساس منظومة “دفاعية” وليست “هجومية”، لم يأت صدفة، بل رغبة من هذا النظام، في اقناع جهات خارجية، ولاسيما “داخلية”، بتعرضه لخطر “داهم مزعوم” قادم من جاره الغربي، وأنه لا يفعل شيئا سوى الدفاع عن نفسه.
هي المزاعم نفسها، التي سعى النظام الجزائري، على مدى السنة والنصف الأخيرة الى تسويقها وترويجها، بتقمصه دور الضحية، وادعائه التعرض لاعتداءات مغربية، لم يقدم بشأنها الى حدود الساعة ولو دليلا واحد، بل فقط بلاغات “فنطازية” تكتبها وزارة “رمطان العمامرة” بأسلوب انشائي، لتلوح من خلالها وبشكل مثير للسخرية، الى أن أي امتداد لـ”الاعتداءات المغربية” (التي لاوجود لها أصلا ) إلى الأراضي الجزائرية سيعتبر ذريعة حرب”، وزعمها تارة أخرى، بتعرض الجزائر فعليا لاعتداء “لن يمر دون عقاب”، وهو ما يعكس حقا حالة من العبث المتفاقم، التي بلغها هذا النظام.

في مقابل ذلك، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، ظلت المملكة المغربية، تحاول حثيثا، وفي أكثر من مناسبة، إصلاح العلاقات المغربية الجزائرية. لكن الجارة الشرقية، ولاسيما منذ الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، ما برحت تقابل هاته المساعي، بنهج سياسة الأذن الصماء، التي تهدف من ورائها، الى صرف الأنظار عن السبب الأساسي والحقيقي لهذا الخلاف الممتد، والمتعلق كما لم يعد خافيا على أحد بما في ذلك “منظمة الأمم المتحدة” ومعها القوى الدولية الكبرى، برغبة الجزائر في إقامة دولة سادسة في المنطقة.
ومن خلال هاته السجالات الهامشية، يحاول النظام الجزائري، الضغط على الدول التي أضحت تتجه صوب تبني موقف مشابه للاعترافين الأمريكي والاسباني بمغربية الصحراء، من أجل ثنيها عن القيام بذلك.

وفي الوقت الذي تعرّفُ فيه الدبلوماسية على أنها “الوسيلة الناجعة، لحل الخلافات، عبر الحوار والمفاوضات وغيرها من الإجراءات التي لا تصل إلى الحرب أو العنف، يستعصي على النظام الجزائري، الالتزام بالقواعد الدبلوماسية الحديثة، المبينة على أسلوب “القوة الناعمة” عوض “القوة الصلبة المتعنتة”، في ظل عالم تتغير فيه موازين القوى الدولية بسرعة غير مسبوقة.
على الرغم من كل ذلك، تُجسد اليد الممدودة للمغرب، والتي تكررت في أكثر من مناسبة، ما يشبه من جهة “إقامة حُجة” على نظام جزائري يدعي تعرضه لاستفزازات مغربية، ومن جهة أخرى، إحراجا له أمام المنتظم الدولي، ولفت أنظار هذا الأخير الى تعنت هذا النظام، ورفضه مساعي السلام، والتعاون من أجل بناء عالم خال من العنف والارهاب .

تاريخ الخبر: 2022-08-03 21:24:20
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية