من تركيا..قصتي المثيرة مع سائق الطاكسي وكيف تفاعل مع مرور موكب الرئيس "أردوغان"

صورة تعبيرية
 

أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة

مباشرة بعد نهاية فعاليات اليوم الثاني من منافسات ألعاب القوى، المبرمجة في إطار ألعاب التضامن الإسلامي بمدينة قونيا التركية، كان علي البحث عن وسيلة نقل من أجل العودة إلى فندق الإقامة، من أجل توضيب الروبورتاج الذي أعددته حول سيطرة بطلات مغربيات على جل منافسات اليوم الثاني من هذه الدورة.

وبعد أن وجدت صعوبة كبيرة في التنقل، بالنظر إلى الترتيبات الأمنية المشددة التي سبقت حفل افتتاح هذه الدورة، توجهت إلى أقرب رجل أمن صادفته في طريقي، شرحت له الأمر، فقام عقب ذلك بالاتصال بشركة سيارات الأجرة، التي بعثت على فور سائقا إلى أين أتواجد، شكرت رجل الأمن على موقفه النبيل، حيث لم يتردد في مساعدتي رغم التزاماته المهنية الصعبة.

وبعد أن ركبت الطاكسي، وجدت راكبا آخر، اتضح لي بعد دردشة قصيرة أنه من البحرين الشقيقة، وكان لطيفا جدا، بيد أن أكثر ما كان يشغل بالي هو "شحال غادي يحسب عليا هاد خونا"، وكيف لي ألا أشك، وقد تركبت في ذهني صورة نمطية عن "أصحاب الطاكسيات ديالنا".. المهم، بعد مسافة قصيرة على انطلاق الطاكسي صوب الفندق، استوقفنا مرور موكب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لي..

صديقنا سائق الطاكسي، وبعد أن مر من أمامه موكب رئيسه "أردوغان"، تغير شكله تماما، حيث ظل يصرخ بصوت عال، ويضغط بقوة على المنبه الصوتي أو "الكلاكسون"، بعد أن أخرج عنقه من نافذة السيارة، يهتف باسم رئيسه وهو فرح ومنتش جدا.. وخاطبنا بعبارات فهمت منها أنه فخور برئيسه (ما شالله) أو ما شاء الله.. إنه الرئيس.. وظل يرددها والابتسامة لم تفارق محياه، حينها فهمت بصدق ماذا يعني هذا السلوك والانفعال اللاإرادي، خاصة بعد أن عمد سائق الطاكسي إلى الاتصال بعدد من مقربيه، ليخبرهم عما حصل وهو سعيد جدا..

وفي الطريق، دار بيننا نقاش جميل، رغم صعوبة التواصل بيننا، لأنه لا يجيد التحدث إلا باللغة التركية، لكن مع "غوغل" دائما "كاين لحل"، المهم.. زادت سعادته أكثر بعد أن علم أنني مغربي، فصار يحكي لي عن عشقه لمدينة "طنجة" التي زارها، وعن جمال المغرب وطيبة شعبه، فشكرت له جميل كلامه وحسن تعامله، و عيناي كانتا ترقبان العداد (الطريق طويلة، ميمتي شحال غادي يحسب عليا هاد خونا)، واستمر الحديث إلى أن وصل إلى حيث يقيم الزبون البحريني..

كانت قيمة هذه الرحلة الطويلة (حوالي نصف ساعة) 190 ليرة، أي ما يعادل 90 درهما مغربي، سددها الزبون البحريني وهو عبس، وطالب بعدها بالفاتورة، لأسباب لا يعلمها إلا هو، وظننت حينها أن صديقنا سائق الطاكسي (غادي يكسلني بحال دكشي لي كيوقع ليكم ديما فالمغرب)، غير أن ما حدث صدمني كثيرا، الرجل أعاد العداد إلى الصفر، وأخبرني وهو باسم الوجه، أنت محظوظ، لن تؤدي إلا مقابل المسافة المتبقية..

عند وصولي إلى الفندق، كان العداد يشير إلى 30 ليرة، تقريبا 15 درهم مغربي، أعطيته 50 ليرة، وشكرت له هذا الدرس البليغ الذي قدمه لي، حينها أدركت كيف تسنى لتركيا أن تتسلق سلم المجد والازدهار في جميع القطاعات، فالرجل كان بإمكانه أن يكون جشعا ويطلب مني أكثر دون احتساب العداد، أو يقول لي (راني غامرت باش دخلت عندك وسط الزحام والدنيا مطرطقة بوليس).. أو غيرها من الروايات الشهيرة التي يعلمها الجميع، لكنه بالمقابل كان لبقا، حسن الخلق والتعامل..

قد يقول قائل: "هذا مجرد حالة، والأصل قد يختلف"، لكنني بكل صدق أقولها علنا، ما رأته عيناي بمدينة "قونيا" وبشهادة كل الزملاء الصحفيين، شيء رائع جدا، مدينة نظيفة جدا جدا، مساحات خضراء منتشرة بشكل واسع، مساجد بالآلاف تسحر العين بهندستها الفريدة، شعب طيب فعلا وخلوق.. كلها أسباب كانت ربما سببا في هذا التوهج السياحي الذي تعيشه تركيا عموما، والأهم من كل ذلك "المعقول".. في التعامل وفي كل شيء..

تاريخ الخبر: 2022-08-10 12:23:31
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 72%

آخر الأخبار حول العالم

قوات الاحتلال تهدم منزلًا في دير الغصون بالضفة الغربية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

كراهية وخطاب – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

أمطار رعدية على هذه المناطق.. اليوم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:47
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

اعتقال العشرات في معهد "شيكاغو" للفنون مع استمرار المظاهرات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية