بسبب غياب سيارة الإسعاف، لقيت امرأة حامل، مصرعها صحبة جنينها وهي في الطريق إلى المستشفى ضواحي إقليم أزيلال، نتيجة مُضاعفات صحية ناتجة عن حالة المخاض، الشيء الذي أعاد إلى الواجهة، من جديد، النقاش عن جُملة من المناطق والقرى المغربية التي تغيب فيها أبسط مُستلزمات العلاج الأولي، وتبعد عنها المراكز المُتوفرة على سيارة إسعاف الكثير الكيلومترات، ناهيك عن صعوبة وصولها في الوقت المناسب، إثر تدهور البنية التحتية للطريق.
ليلة من الجحيم
في ليلة الاثنين 18 يوليوز 2022، اشتدّ على زوجته المخاض، وتضاعف الألم، ممّا جعل مصطفى، البالغ من العمر 45 سنة، وهو زوج الضحية، ربط الاتصال بسائق سيارة إسعاف جماعة أيت مازيغ إقليم أزيلال، لكنه أخبره، حسب قوله، “لابيلانص مقطع ليها الفران معندي مندير ليك”؛ وهي جُملة تحتوي على الكثير من معاني الوجع، إصلاح قد يكون بسيط لسيارة إسعاف، بإهماله تم إزهاق روح أم وجنينها.
بألم ممزوج بالصدمة، يحكي مصطفى، عن تفاصيل “ليلة الجحيم” حيث فقد زوجته وطفله المُنتظر، في فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أنه بسبب غياب سيارة الإسعاف اضطرت زوجته إلى قَطْع مسافة تُقدر بـ3 كيلومترات مشيا على قدميها، وهو ما زاد من تَعَبِها قبل أن تصل عبر سيارة أحد المواطنين إلى المركز الصحي واويزغت إقليم أزيلال.
وأضاف المتحدث نفسه، أن تأخر سيارة الإسعاف بالإضافة إلى وعورة المسالك الطرقية، زادت من مصاعب نقل زوجته إلى المستشفى، كما أنها عند الوصول باءت كافة مجهودات المصالح الطبية لإنقاذها بالفشل.
قصة مصطفى، لقيت تداولا وتعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من لدن كل من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، ممن طالبوا بضرورة فتح تحقيق في الواقعة.
وفي السياق نفسه، كان علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، قد انتقد، في وقت سابق، “تكرار الحوادث التي تتسبب بها سيارات الإسعاف العمومي نتيجة أعطال ميكانيكية تؤدي إلى خسائر في الأرواح، إذ بلغ مجموع الضحايا 50 قتيلا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وفق رصد أجراه معدّ التحقيق” مشيرا أن جُل الحوادث “مشاكل الصيانة وعدم القيام بما يستلزمه الحفاظ عليها، ما يجعل وضعها خطيرا”.
