لا تزال قضية طعن الروائي سلمان رشدي على خشبة المسرح بينما كان يستعد لإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع في مؤسسة تشاوتاكوا غرب ولاية نيويورك الأميركية، تتفاعل.
فقد كشف مسؤولون في مخابرات أوروبية أن هادي مطر البالغ من العمر 24 عاماً المتهم بطعن رشدي كان على اتصال مباشر مع أعضاء في الحرس الثوري الإيراني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد موقع VICE World News الأحد.
يحمل كل صفات الهجوم "الموجّه"
وقال مسؤول بمكافحة الإرهاب في حلف شمال الأطلسي من دولة أوروبية إن حادث الطعن يحمل كل صفات الهجوم "الموجّه"، حيث تتحدث المخابرات عن وجود داعم للمنفذ في حادث الطعن دون مشاركة في الهجوم نفسه.
كما أضاف مسؤول الناتو، الذي لم يُصرح له بالتحدث علناً، أنه "يجب إجراء فحص دقيق على اتصالات مطر"، لافتاً إلى أن "المزيد من التحقيقات ستكشف عن مزيد من المعلومات حول الطبيعة الدقيقة للروابط".
ولم يوضح المسؤولون الأمنيون الذين أكدوا الاتصال على وسائل التواصل الاجتماعي طبيعة الاتصالات لأن التحقيقات لا تزال جارية.
كذلك لم يكشفوا عن من بدأ الاتصال، ومتى حدث، أو المضمون الذي تمت مناقشته.
لا يتطلب موافقة عالية المستوى
فيما نقل VICE World News عن مسؤول استخبارات شرق أوسطي أنه "من الواضح" أنه في وقت ما قبل الهجوم، كان مطر على اتصال مع "أشخاص متورطين بشكل مباشر مع فيلق القدس أو قريبين منه".
وأضاف المسؤول الذي لم يستطع التحدث مصرحاً بهويته: "ليس من الواضح مدى التورط، إذا كانت هذه محاولة اغتيال مدعومة بشكل مباشر".
كما أوضح أن بعض أعضاء فيلق القدس بالحرس الثوري قد يقررون هجوماً لا يتطلب موافقة عالية المستوى من النظام الإيراني.
10 طعنات
يذكر أن سلمان رشدي الذي أصدر المرشد السابق لإيران الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته "آيات شيطانية"، كان تعرض لحوالي 10 طعنات الجمعة من قبل هادي مطر.
فيما أكد نجله ظفر أن عائلته تشعر "بارتياح بالغ" لتخليه عن جهاز التنفس بعد عملية طعنه، مشيراً إلى أن الكاتب البريطاني متمسك "بروح الدعابة العنيدة" التي يتمتع بها.
وقال على تويتر الأحد: "لا يزال والدي في وضع دقيق في المستشفى ويتلقى عناية مكثفة ومتواصلة"، مضيفاً: "نشعر بارتياح بالغ لتخليه عن جهاز التنفس الاصطناعي بالأمس.. لم يعد موصولاً بجهاز التنفس وقد تمكن من قول بضع كلمات".
كما تابع نجل رشدي الذي يدير وكالة علاقات عامة مقرها في لندن: "رغم أن جروحه خطيرة ويمكن أن تبدل حياته، لم تتأثر روح الدعابة المعتادة المشاكسة والعنيدة التي يتمتع بها".
