فضلا عن تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا التي أوقفت تصدير الحبوب الأوكرانية نحو مختلف مناطق العالم، أصبحت المجاعة تهدد القارة الإفريقية بعد أن حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، من أن المجاعة ستتهدد بحلول شتنبر القادم، حوالي 22 مليون شخص على الأقل في منطقة القرن الإفريقي، بسبب الجفاف الذي بلغ مستويات قياسية هي الأسوأ منذ 40 عاما، وتسبب في نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل وأغرق مناطق في كينيا والصومال وإثيوبيا في أوضاع أشبه بالمجاعة، مجبرا أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم بحثا عن المياه والغذاء.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي: لا تبدو هناك نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة، مضيفا أن على العالم التحرك لحماية المجتمعات الأكثر ضعفا من خطر انتشار المجاعة في القرن الإفريقي.
وكان البرنامج قد أعلن عن حاجته إلى حوالي 418 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.
من جانب آخر، وارتباطا بتأمين الغذاء في منطقة القرن الإفريقي، غادرت أمس الجمعة عشرات السفن المحملة بالقمح الأوكراني تنفيذا للاتفاق الأممي الذي يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية المتفاقمة.
وقال أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريس في تغريدة له اليوم السبت عبر حسابه على “توينر: أنه تأثر بشدة لرؤية السفينة بريف كوماندر، التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، محملة بأطنان من القمح الأوكراني ومتجهه إلى الفئات الأكثر احتياجا للإغاثة من الجوع في القرن الأفريقي، وفق تعبيره.
وتأتي تغريدة غوتيريس بعد الزيارة التي قام بها أمس الجمعة لميناء أوديسا الأوكراني جنوب البلاد، حيث دق ناقوس الخطر وحذر من مجاعة مقبلة إذا لم يؤمن تصدير الحبوب، كما شدد حينها على وجوب ضمان تدفق صادرات الحبوب الذي استؤنف مؤخرا بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، بهدف تخفيف أزمة الغذاء، وداعيا إلى السماح بوصول المحاصيل الروسية، والأسمدة التي لا تخضع للعقوبات، دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
