لقاءات مكثفة للسيسي في عام التحديات.. «الدبلوماسية الرئاسية» انطلاقة جديدة من «العلمين» - أخبار العالم


تطورات عديدة ومتسارعة شهدها العالم خلال العام الجارى 2022 الذى يمكن وصفه بـ«عام التحديات»، إذ تجدد فى شهوره الأولى القتال بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلى، وتتابعت موجات جائحة كورونا، ووصلت أزمات العام ذروتها باندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية واستمرار تداعياتها حتى اليوم.

وإزاء تلك الأزمات المتزامنة والمتداخلة جاءت التحركات المصرية الخارجية، وفى القلب منها جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتبلور شكلاً جديداً للدبلوماسية التى يمكن أن نطلق عليها «الدبلوماسية الرئاسية»، وأسهمت بشكل كبير فى حلحلة العديد من الأزمات الإقليمية والدولية.

وجاءت القمة الخماسية التى عُقدت هذا الأسبوع فى مدينة العلمين الجديدة، وضمت الرئيس السيسى ونظيره الإماراتى وعاهلى الأردن والبحرين ورئيس وزراء العراق، لتتوَّج مساعى مصر من أجل وحدة الصف العربى والعمل المشترك، استكمالاً لما بدأه الرئيس السيسى من تنسيق عربى، عبر القمة «المصرية - الأردنية - البحرينية» فى يونيو 2022، وقمة جدة للأمن والتنمية فى يوليو الماضى.

ومع التحركات على المستوى العربى، جاءت الجولات الأوروبية للرئيس إلى صربيا وألمانيا وفرنسا، لحضور قمم عالمية ولقاءات مع مسئولين دوليين، وكانت أبرز تلك المشاركات حضور القمة الأفريقية - الأوروبية فى فبراير 2022، بفرنسا، وحوار بطرسبورج للمناخ فى يوليو الماضى.. زيارات ولقاءات مكثفة أعادت مصر دولة فاعلة لها دورها الإقليمى والدولى على مدار 8 سنوات.

اللقاء الخماسى العربى الأخير.. ريادة مصرية بروح الأخوة

جاء اللقاء الأخوى الخاص للرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وملك الأردن عبدالله، وملك البحرين حمد بن عيسى آل ثانى، ومصطفى الكاظمى رئيس وزراء العراق، ليمثل تنشيطاً للعلاقات العربية العربية ودعماً للقضايا الرئيسية والاستراتيجية المشتركة مع الدولة المصرية.

واستضافت مدينة العلمين الجديدة اللقاء الخماسى العربى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وملك الأردن عبدالله الثانى بن الحسين والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى.

وقال المتحدث باسم الرئاسة، السفير بسام راضى، إن اللقاء الأخوى الخاص للزعماء العرب شهد تبادل وجهات النظر بشأن تعزيز مختلف جوانب التعاون المشترك والاستغلال الأمثل للمجالات المتاحة.

وأضاف متحدث الرئاسة، أن «القادة جدّدوا دعمهم للجهود والمساعى التى تهدف إلى ترسيخ الأمن والسلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة، والذى يرتكز على دعائم الثقة والاحترام المتبادل، بما يُحقّق تطلعات جميع شعوب المنطقة فى التقدم والبناء والتنمية».

«حسن»: أمن الغذاء ومواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من أولويات مصر

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن لقاء الأخوة الخماسى فى العلمين يعتبر لقاءً تشاورياً مفتوحاً لتبادل الآراء بين قادة الدول العربية الخمس، بشأن التحديات التى تواجه الأمة العربية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والأمن الغذائى العالمى وأمن الطاقة والأزمات التى تحيق بالمنطقة العربية منذ 11 عاماً، وأبرزها الملف السورى واليمنى والليبى والقضية الفلسطينية.

وأضاف «رخا»، فى تصريحات لـ«الوطن»: «لقاء القادة العرب تطرق إلى العلاقات الثنائية بين مصر والدول العربية المشاركة، وإمكانية تنمية الملفات الاقتصادية والتجارية فى ما بينها من أجل مواجهة الأزمات التى يمر بها العالم وتتأثر بها المنطقة العربية، كما أن اللقاء بكل تأكيد تطرق إلى الاستعدادات للقمة العربية المقبلة».

«العمدة»: التعاون العربي أقوى بفضل الرؤية المصرية لأزمات المنطقة

من جانبه، قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسى، إن لقاء الأخوة العربى الذى استضافته مدينة العلمين جاء فى توقيت مهم يمر به العالم والمنطقة العربية، وهو لقاء له أبعاد سياسية واقتصادية، فالظروف التى مر بها العالم فى العقود السابقة جعلت التعاون الاقتصادى بين الدول العربية ليس بالمستوى المأمول، ومن المؤكد أن لقاء القادة العرب فى مصر أكد دور مصر القيادى والمهم فى جمع كلمة العرب من أجل المصلحة العامة اقتصادياً وسياسياً.

وأضاف العمدة لـ«الوطن»: «مصر والأردن والعراق يوجد بينها تعاون اقتصادى كبير، وعلى سبيل المثال تقوم مصر بتكرير ما يُقدّر بـ12 مليون برميل عراقى سنوياً، وبين مصر والأردن شراكات كثيرة فى مجال الطاقة وتطوير البنى التحتية، وهذا التعاون بين الدول الثلاث جعل دولاً أخرى تسعى للانضمام إليه، أما البحرين فلها باع طويل فى مجال التمويل وتسهم جيداً فى المجال المصرفى فى دول المنطقة، كما أن الإمارات لديها صناديق سيادية من أقوى 20 صندوقاً سيادياً على مستوى العالم، ولديها اهتمامات أكبر متمثلة بالاستثمار فى مصر، ومن الممكن تلخيص هذا بأنه بعدما كان التعاون العربى ضعيفاً أصبح أقوى خلال الفترة الأخيرة بفضل الرؤية المصرية للمنطقة العربية».

«بركات»: السيسي يولي التعاون العربي وقضايا الإقليم أهمية قصوى

ورأى محمد بركات، الباحث فى الشئون العربية، أن أهداف اللقاء تنقسم إلى شقين سياسى واقتصادى، حيث يأتى ضمن آليات تكاملية للتنمية الاقتصادية المستدامة بالمنطقة، وشراكة بين الدول الخمس فى ملف أمن الطاقة والغذاء، والتى ترتقى بمفهوم آلية الشراكة إلى شراكة استراتيجية عبر العمل المشترك نحو توطين الاستثمارات والصناعة بين الدول المشاركة فى اللقاء. وأضاف «بركات» لـ«الوطن»: «قادة الدول الخمس يركزون على توحيد الجهود للتوصل إلى حلول دائمة للأزمات فى دول المنطقة العربية، بما يسهم فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها وتحقيق السلام لشعوبها».

وتابع الباحث فى الشئون العربية أن الرئيس يولى العمل العربى المشترك والقضايا الرئيسية للإقليم أهمية قصوى، لأنه يؤمن بضرورة الحفاظ على مشروعات البناء الوطنى الشامل، التى تنخرط فيها الدول الخمس «مصر والأردن والعراق والبحرين والإمارات.

وأوضح «بركات» أن التحركات المصرية فى ملف السياسة الخارجية خلال عام الأزمات 2022 تعد من أبرز التحركات فى تاريخ الدولة المصرية، نظراً لحساسية الأوضاع التى يمر بها العالم، لا سيما منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، وظهور بوادر لأزمات مستقبلية منبثقة عنها.

خبراء: مصر تحصد ثمار الـ8 سنوات الماضية من التحركات الفارقة لـ«السيسى» فى الخارج

أكد خبراء وباحثون سياسيون واستراتيجيون أن زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية خلال عام 2022، وما سبقها من زيارات ومشاركات دولية على مدار السنوات السابقة جاءت ضمن التحركات المصرية الدولية للمشاركة الفاعلة فى القضايا التى تشغل منطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية إقليمياً، والأزمة الروسية الأوكرانية وقضية التغير المناخى عالمياً.

زيارات الرئيس السيسى الخارجية التى بدأت مبكراً بمشاركة مصر فى القمة الأفريقية الـ23 فى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية فى 26 يونيو عام 2014، كانت بمثابة تعضيد لعضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى بعد إجراء الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس السيسى بها، وبعد هذه الزيارة التى كانت لها خصوصيتها، كونها أعادت مصر إلى أحضان القارة السمراء، توالت الجولات والزيارات الخارجية للرئيس السيسى، لتضع مصر فى المكانة اللائقة بها، كركيزة للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

«العنانى»: الرئيس يحرص على التذكير بمبدأ دعم مصر لإعادة بناء الدول الوطنية

من جانبه، قال أحمد العنانى، المحلل السياسى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن الزيارات الخارجية للرئيس السيسى، لا سيما إلى دول أوروبا تؤكد دوماً أن مصر لها دور كبير وخبرة فى مواجهة الإرهاب والتطرف، وهذا ما جنينا ثماره خلال الـ8 سنوات الماضية، إذ قامت بمحاربة الإرهاب على عدة محاور أمنية وفكرية ومجتمعية، وقدمت للعالم نموذجاً وطنياً لمحاربة الإرهاب، ووضعت العالم فى الوقت نفسه أمام مسئولياته لبذل مزيد من الجهود والتنسيق العالمى لتجفيف منابع الإرهاب.

وأضاف «العنانى» لـ«الوطن» أن هناك مبدأ رئيسى يطرحه الرئيس السيسى فى جولاته الخارجية ويحرص على التذكير به أثناء لقائه بالرؤساء والمسئولين الدوليين فى مصر، وهو دعم مصر الكبير لإعادة بناء الدول الوطنية التى عانت من أزمات أدت إلى اهتزاز تلك الدول، وعدم استقرارها، وهو الأمر الذى عانت منه مصر قبل تولى «السيسى» المسئولية، وتمكّنت من عبوره وإعادة الاستقرار الأمنى والسياسى والاقتصادى للدولة المصرية.

مسئول بحركة «فتح»: طرح مبادرة «إعمار غزة» من باريس دعوة للعالم لدعم الفلسطينيين

وقال الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة فتح الفلسطينية لدى مصر، إن الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية ليس داعماً فقط، بل هو شريك أساسى لا غنى عنه، ورؤية الرئيس السيسى لحل أزمة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطينى التى يعرضها فى كافة اللقاءات والقمم الدولية والإقليمية تسهم بشكل كبير فى إعادة طرح إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وهو ما كان لافتاً على سبيل المثال خلال مشاركة مصر فى قمة جدة 2022. وأضاف «غريب» لـ«الوطن» أنه: «يجب ألا ننسى إعلان الرئيس السيسى من باريس عن تقديم مصر 500 مليون دولار كمبادرة مصرية لإعادة إعمار غزة»، موضحاً أن هذا الإعلان من فرنسا.

وقال الدكتور عبدالكريم الوزان، الأكاديمى العراقى، إنه يعتبر مشاركة الرئيس السيسى فى قمة جدة 2022 بالسعودية محورية فى تحركات الرئيس السيسى الخارجية هذا العام، استناداً إلى حديثه فيها عن تقديم مصر الدعم لمحاربة الإرهاب خلال اللقاء الذى جمعه برئيس الوزراء العراقى الدكتور مصطفى الكاظمى، مشيراً إلى أنه حديث ذو أهمية كبيرة يخرج من منطلق أن مصر هى أكبر دولة عربية وتمتلك قدرات عسكرية وموقعاً استراتيجياً وعلاقات دولية قوية.

وأضاف «الوزان» لـ«الوطن» أن «حديث الرئيس السيسى ينطلق من دراية تامة بأوضاع المنطقة، وبذلك يعطى رسائل اطمئنان للدول العربية ومنها العراق، وأن مصر دائماً سباقة فى حماية العرب والأمة العربية».

وقال الدكتور ضومط كامل، رئيس حزب البيئة العالمى، إن الرئيس السيسى كان من أول قادة دول العالم الذين أدركوا خطورة التغير المناخى على كوكب الأرض، حيث كان ممثلاً للمجموعة الأفريقية فى اليوم الأول من مفاوضات تغير المناخ بباريس، وتحدث وقتها عن المسئولية المشتركة للحد من الانبعاثات ومن تأثيرات التغير المناخى.

وتابع «كامل» فى حديثه لـ«الوطن» أن «الرئيس السيسى يدرك جيداً الخطر الكبير على كوكب الأرض بسبب تغير المناخ، ومصر حال تبنيها مؤتمراً سنوياً لعلماء البيئة العرب سيكون ذلك حافزاً للدول العربية للاهتمام بملف المناخ.

تاريخ الخبر: 2022-08-25 00:20:28
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

أمطار رعدية على هذه المناطق.. اليوم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:47
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

كراهية وخطاب – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

اعتقال العشرات في معهد "شيكاغو" للفنون مع استمرار المظاهرات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

قوات الاحتلال تهدم منزلًا في دير الغصون بالضفة الغربية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية