أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، أن الغاز ليس جوهر زيارته إلى الجزائر، معلنا عن قرارات بخصوص تنقل الأشخاص بين البلدين.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين خلال زيارة ماكرون مقبرة “سانت أوجين” بمدينة بولوغين شمالي الجزائر، في ثاني أيام زيارته إلى البلاد، والتي تستمر 3 أيام.
وأفاد الرئيس الفرنسي: “اتخذنا قرارات بخصوص تنقل الأشخاص، نعمل سويا على مواضيع حساسة مرتبطة بالأمن، ونضع خططا جديدة لتنقل فنانينا، ورياضيينا ورجال الأعمال وشخصياتنا السياسية من أجل بناء الشراكة الأوسع التي نريد”.
وكانت فرنسا قد قلصت عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين بـ50 بالمئة، حيث شمل القرار مسؤولين جزائريين وذويهم، على خلفية ما أرجعته باريس إلى عدم تعاون الجزائر في ملف الهجرة غير النظامية.
وأضاف: “سنعمل أيضا على تخفيف إجراءات منح الفيزا خاصة للذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة. وقد تحدثنا أنا والرئيس تبون بهذا الخصوص إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس. واتفقنا على إعطاء إشارة الانطلاق لوزراء البلدين قصد الانطلاق في العمل عليها خلال الأسابيع أو الشهور المقبلة”.
وأفاد بأنه “قبل خمس سنوات كان عدد منح الفيزا كبيرا. لكن ذلك تسبب في ارتفاع عدد الهجرة غير الشرعية، ما ساهم في تعكير صفو النظام العام. ولهذا السبب وضعنا هذه الشروط لمحاربة الحرقة من جهة ولتخفيف الإجراءات على النساء والرجال. الذين سيعملون على تقوية العلاقات الثنائية من جهة أخرى”.
وأضاف ماكرون: “الهجرة غير النظامية، لديها تداعيات سلبية على الأمن العام في فرنسا، ما يستدعي العمل عليه، لكن في المقابل نقدم مقاربة لتسهيل تنقل الأشخاص المرتبطين بالبلدين لبناء التواصل والتعاون بين الضفتين”.
وأفاد بأن الغاز “لا يشكل جوهر زيارته الى الجزائر (..) نحن لسنا في وضعية بعض الدول حيث أن الغاز الجزائري شيء يمكنه قلب المعادلة”، في إشارة إلى حاجة دول أوروبية إلى مصادر غاز بديلة للغاز الروسي.
ونفى ماكرون أن تكون فرنسا قد جاءت “لتتسول” الغاز من الجزائر، كما جاء في بعض التعليقات الإعلامية، لأن فرنسا “تعتمد بنسبة قليلة على الغاز في احتياجاتها من الطاقة أي نحو 20 بالمئة وفي المجموع، تمثل الجزائر 8 إلى 9 بالمئة”.
وأضاف ماكرون أن “الغاز الجزائري لا يغير المعطيات الفرنسية”، مشيراً إلى أن فرنسا “ضمنت احتياجاتها لفصل الشتاء المقبل، حيث ملأت مخزوناتها بنسبة 90 بالمئة”، حسب قوله.
واستدرك: “سنحاول تحسين الأمور في المستقبل، لكن ليس صحيحا أن غاز الجزائر هو الموضوع الرئيسي للزيارة”.
