قالت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية، إن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقبلة، التي ستجرى أواخر العام الجاري، تمثل اختبارا مثيرا للاهتمام حول ما إذا كان بإمكان الديمقراطيين إحياء جاذبيتهم لدى الناخبين من الطبقة العاملة.
وبحسب مقال للكاتب «جون أوستن»، شهدت الدورات الانتخابية الأمريكية في السنوات الأخيرة التأثير السياسي الضخم الذي يمارسه الناخبون من الطبقة العاملة في قلب المناطق الصناعية، التي ترتكز عليها حفنة من الولايات المتأرجحة في الغرب الأوسط، ولا سيما أولئك الناخبين الذين يقيمون بالمجتمعات التي لا تزال تعاني من التدهور الاقتصادي.
ناخبو الطبقة العاملة
وأضاف: في عام 2016، كان ناخبو الطبقة العاملة في معاقل الديمقراطيين السابقين من ذوي الياقات الزرقاء المتعثرة اقتصاديا في الولايات الثلاث الرئيسية، ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، سببا في وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بصعوبة.
وتابع: بينما شهدت الانتخابات النصفية لعام 2018 في الولايات المتحدة تسبب مناطق الضواحي الأكثر ازدهارا وبلدات المصانع التي أعادت بناء اقتصاداتها في تحول بعض الولايات الديمقراطية إلى ولايات متأرجحة، كما صوت الناخبون في المناطق الاقتصادية المتدهورة لصالح ترامب أكثر.
واستطرد: حدث الشيء نفسه في انتخابات الرئاسة في 2020، حتى في الوقت الذي أدى فيه الإقبال القوي المناهض لترامب إلى فوز بايدن، واصل الناخبون من الطبقة العاملة في مجتمعات الغرب الأوسط المتدهورة دعم الحركة القومية والمناهضة للديمقراطية والمواطنة التي يقودها الرئيس السابق.
اختبار مثير للاهتمام
ومضى يقول: ستشكل انتخابات التجديد النصفي المقبلة في الولايات المتحدة اختبارا آخرا مثيرا للاهتمام حول ما إذا كان بإمكان الديمقراطيين إحياء جاذبيتهم لدى الناخبين من الطبقة العاملة.
وأشار إلى أنه بينما تركز رسائل الجمهوريين جزئيا على محاولة تحويل الانتباه بعيدا عن دونالد ترامب وانتخابات 2020 المسروقة، والتركيز على تشويه سمعة جميع الديمقراطيين كمتطرفين تقدميين في قضايا العرق والجنس والزواج، يواجه الديموقراطيون مشكلة حقيقية في التجاهل أو التحدث إلى ناخبي الطبقة العاملة.
وأوضح أن هذا الانفصال يعد مشكلة سياسية حقيقية للديمقراطيين الذين يحاولون استعادة قاعدة دعمهم التاريخية بين الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء، لافتا إلى أن الأمر يتجاوز مجرد الرسائل.
