الحديث عن مكتبة الإسكندرية، وما تقدمه للمواطنين من ثقافة وعلوم وفن، لا يقتصر فقط على أعداد الكتب وأنواعها المختلفة التي تضمها المكتبة العريقة، وإنما تضم منارة العلم في الإسكندرية، العديد من الأماكن الأخرى الثرية بالتراث والعلوم والأنشطة المختلفة والمتعددة، من بينها المتاحف المتميزة التي تحتضنها المكتبة.

وأشار الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء الماضي، إلى أن المكتبة تحتاج إلى جهودٍ إعلامية، إذ أن المكتبة تكاد تكون مظلومة في صورتها لدى البعض الذي يتصور أنها مجرد مخزنًا للكتب، على الرغم من إمكانياتها الضخمة ماديًا ويشريًا.

وأوضح أن مكتبة الإسكندرية بها تسهيلات وخدمات كثيرة للغاية، بدءًا من القراءة، والبحث العلمي، والمتاحف، والمخطوطات، وحفظ المخطوطات المكتبة بها حوالي 6000 مخطوط بخط اليد، و120 ألف مخطوط مصور، 15 ألف كتاب من الكتب النادرة.

وفي هذا الإطار ترصد «الدستور» أبرز متاحف مكتبة الإسكندرية ومن أهمها: متحف السادات والمخصص لذكرى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومتحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم.

متحف السادات

متحف السادات هو أول متحف في الإسكندرية مخصص للرئيس الراحل أنور السادات، ويقع على مساحة 260 مترًا مربعًا، وهو جزء من مساعي مكتبة الإسكندرية لتوثيق تاريخ مصر الحديثة.

قبل دخول المتحف، يشاهد الزوار عرضًا ثقافيًا عن الرئيس السادات، يتوفر أيضًا للعرض 12 ساعة من محتوى الفيديو الذي تبرع به التليفزيون المصري، وتشمل هذه اللقطات عددًا من خطابات الرئيس السادات، التقارير التي قدمها المراسلون الأجانب؛ بالإضافة إلى فيلم «أكشن سيرة» وهو عن الرئيس السادات، عرض كافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، ومجموعة من التسجيلات التي لم تُذاع قط في مصر أو العالم العربي.

ويتميز المتحف بعددٍ من الأوسمة والتكريمات التي منحت للرئيس السادات في مصر ودول أخرى خلال مختلف مراحل حياته بالإضافة إلى عدد من اللوحات الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية التي تسلمها هو والسيدة جيهان السادات كهدايا.

ويعرض المتحف عددًا من الميداليات ومجموعة من البدلات المدنية والعسكرية للرئيس السادات، وأهمها البدلة العسكرية الملطخة بالدماء التي كان يرتديها يوم اغتياله في 6 أكتوبر 1981.

كما يعرض المتحف مجموعة من مقتنيات السادات الشخصية، مثل جهاز الراديو الخاص به، ومكتبه، ومكتبته الشخصية التي تحتوي على مجموعة من الكتب النادرة جدًا التي تم التبرع بها له، بالإضافة إلى ذلك، سيجد الزوار عددًا من صور السادات جنبًا إلى جنب مع مجموعة من السيوف العربية والدروع التذكارية وعكازته الشخصية وغليونه والعباءة التي كان يرتديها كلما زار مسقط رأسه، ميت أبو الكوم في شمال مصر.

ومن بين الأشياء الثمينة التي تبرعت بها السيدة جيهان السادات للمتحف ما يلي: ثلاثة فوانيس - إسلامية ومسيحية ويهودية - تم تسليمها للسادات أثناء زيارته للقدس، تسجيل القرآن بصوت السادات، بعض الأوراق الشخصية، بما في ذلك قصة قصيرة للسادات مكتوبة في الغالب بخط يده مع نسخ بعض الأجزاء من قبل زوجته؛ ومجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.

متحف المخطوطات

يُعد متحف المخطوطات قسمًا حيويًا تابعًا لقطاع التواصل الثقافي ويتميز بطابع تعليمي وثقافي وأكاديمي، يعمل من خلال أقسام مختلفة تطور منهجًا معرفيًا علميًا متقدمًا، تتعاون هذه الأقسام بشكل متناغم لتشكيل هذا النظام المتكامل الذي بدأ في عام 2001 بموجب القانون رقم 1 لسنة 2001 (المادة 2) بشأن مكتبة الإسكندرية وتم الانتهاء منه بموجب القرار الجمهوري رقم 269 بتاريخ 12 سبتمبر 2002 بشأن إنشاء قاعة متحف المخطوطات.

يمكن تلخيص رؤية المتحف في تركيز كل الجهود والموارد البشرية والمادية لخدمة الزوار والباحثين، يهدف إلى إدخال وحفظ وصيانة التراث والمخطوطات النادرة والكتب باتباع الأساليب العلمية السليمة لجميع الفئات العمرية في المجتمع، كما يهدف المتحف أيضًا إلى التعاون والتبادل العلمي في مجال المخطوطات مع المتاحف والمراكز المماثلة في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك ، يهدف المتحف إلى تطوير وتدريب الكوادر في مجالات حفظ وترميم المخطوطات. كما تهدف إلى نقل الخبرات في مجالات الترميم والحفاظ على البيئة إلى المرممين الشباب في المؤسسات الإقليمية والدولية من أجل خلق جيل من المرممين الجدد الذين يلعبون أدوارهم داخل مؤسساتهم من خلال الدورات التدريبية وورش العمل.

متحف الآثار

ولدت الفكرة الاستثنائية المتمثلة في إقامة متحف آثار في المجمع الثقافي لمكتبة الإسكندرية عندما تم اكتشاف العديد من القطع الرائعة التي تعود إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية أثناء أعمال التنقيب في موقع بناء المكتبة.

متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية هو أحد المتاحف القليلة في العالم التي تعرض قطعًا أثرية اكتُشفت في نفس الموقع بالمتحف.

تم افتتاح المتحف رسميًا في 16 أكتوبر 2002، وتم اختيار مجموعاته بعناية لتعكس التاريخ الغني والمتعدد الثقافات لمصر بتراثها الفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والإسلامي، ويتم التركيز بشكل خاص على الإسكندرية والفترة الهلنستية.

يضم المتحف 1133 قطعة ، تشمل مجموعتين فريدتين: 

• القطع الأثرية التي تم العثور عليها أثناء أعمال التنقيب في موقع البناء (1993-1995).

• آثار من قاع البحر الأبيض المتوسط ​​بالقرب من الميناء الشرقي وخليج أبوقير.

تم تصميم متحف الآثار بطريقة حديثة للغاية باستخدام أكثر التقنيات تطوراً، مثل أنظمة الإضاءة البصرية المناسبة للمعارض وأنظمة مكافحة السرقة ومكافحة الحرائق. في الآونة الأخيرة، تمت ترجمة ملصقات المتحف إلى الفرنسية، إلى جانب العربية والإنجليزية ، لتلبية احتياجات جميع الزوار الناطقين بالفرنسية.

يعد متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الذي يضم قاعدة بيانات تضم أكثر من 1000 أثر قديم، أول متحف في مصر يعرض معظم مقتنياته على الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

يمكن للمستخدمين التنقل عبر الأقسام المختلفة لعرض المقدمات التاريخية والفنية للعصر الذي تنتمي إليه الآثار، كما يمكن لزوار الموقع أيضًا القيام بجولة افتراضية في قاعات المتحف المختلفة ومشاهدة الصور البانورامية للأقسام المختلفة.

متحف تاريخ العلوم

معرض دائم يسلط الضوء على الجانب التاريخي للعلم في مصر خلال ثلاث فترات رئيسية: مصر القديمة، والإسكندرية الهلنستية، والعالم العربي الإسلامي.

يكرّم المتحف العلماء الذين أثروا المعرفة العلمية، يهدف المتحف إلى إحياء الاكتشافات العلمية والإنجازات العظيمة للعلماء القدماء ومترجميهم الذين لولاهم لما تجاوزت هذه الكتابات الزمان والمكان.

متحف تاريخ العلوم ليس متحفًا تقليديًا، يقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تستهدف أطفال المدارس بشكل خاص والجمهور بشكل عام، كما يقدم جولات تقليدية.