بحث الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ورئيس اتحاد شركات كوبيلوزيس اليونانية للكهرباء، تنفيذ مشروع مشترك لإنتاج الكهرباء في مصر، ونقلها إلى أوروبا عبر اليونان، مع قرار خفض شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" بنسبة 20%، ما يهدد بعجز يصل إلى 75% في إمدادات الغاز في أوروبا خلال فصل الشتاء المقبل.

وتناولت المباحثات بين الرئيس السيسي ورئيس كوبيلوس اليونانية للكهرباء موقف تنفيذ مشروع الربط الشبكي الكهربائي بين البلدين، وتعزيز إمدادات الكهرباء من القدرات الكهربائية المصرية إلي الشبكة الكهربائية في اليونان، ومنها إلي الشبكة الكهربائية الأوروبية من خلال إنشاء كابل بحري للربط الكهربائي بين البلدين.

في الوقت نفسه، تفاقمت الأسبوع الماضي أزمة عجز إمدادات الطاقة في أوروبا، بعد أن أعلنت موسكو وقف إمداد الغاز لمدة 10 أيام، الأمر الذي يجعل كبرى الدول المستهلكة للغاز في تحد كبير من أجل تعزيز استراتيجيتها الطاقوية لمواجهة الوقف الروسي لإمداد الغاز.

وتستهلك ألمانيا إيطاليا الحصة الأكبر من الغاز الروسي، إذ تزيد عن الـ55%، فيما يستهلك باقي دول الاتحاد الأوروبي نحو 45% من الغاز الروسي، حسب آخر تقرير صادر عن مركز إدارة الطاقة الأمريكية، ففي العام 2021، استهلكت ألمانيا من الغاز الروسي نحو 48 مليار متر مكعب، فيما يبقي حجم العجز بعد قرار الإيقاف الأخير لغاز الروسي قرابة الـ75%.

استعدادات مصر للربط الشبكى الأوروبى

في بداية العام 2020 انضمت شبكة كهرباء مصر كعضو عامل في منظمة ناقلي شبكات الكهرباء لدول حوض البحر الأبيض المتوسط Med-Tso، وتضم 28 دولة عربية وأوروبية، وتختص بإعداد الدراسات الخاصة بمشروعات الربط الكهربائي الدولي بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعمل على تقديمها للاتحاد الأوروبي للعرض من أجل توفير التمويل اللازم لإقامتها، شرط أن يكون لهذه المشروعات جدوي اقتصادية- حسب قول المهندسة صباح مشالي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء لـ"الدستور" سابقًا-.

وتعد منظمة الـ Med-Tso هي الذراع الفنية للاتحاد الأوروبي في مشروعات الربط الكهربائي الدولي في منطقة البحر المتوسط.

تمويل الربط المصر الأوروبي

وتعد عضوية مصر في منظمة ناقلي شبكات الكهرباء لدول حوض البحر الأبيض المتوسط Med-Tso من الإجراءات المساهمة بشكل كبير في جاهزية شبكة كهرباء مصر للربط الكهربائي مع أوروبا، وتأكيدنا على جاهزية شبكة كهرباء مصر للربط الدولي، وجودة وكفاءة الشبكة، ما ساهم في توفير التمويل اللازم لمشروع الربط الكهربائي الدولي بين مصر وقبرص واليونان، وهو بمثابة نقطة الانطلاقة لربط شبكة كهرباء مصر مع الشبكة الأوروبية.

أول مشروع من نوعه عالميًا

تسير الدراسات الخاصة بمسار تنفيذ مشروع الربط الكهربائي الدولي بين مصر وقبرص واليونان بخطى ثابتة نحو بدء ربط الشبكة المصرية الإفريقية بالشبكة الأوروبية:

وكان قد أسند إلى شركة "Africa International Euro" الأوروبية الدراسات أعمال الدراسات الخاصة بالمشروع، وذلك نظرًا لأن إمداد كابلات الربط الكهربائي بين البلدين ستمر عبر عمق البحر المتوسط على عمق 2.5 كيلومتر تحت سطح البحر، وتزيد من أهمية المشروع حداثته غير المسبوقة في مد كابلات الربط على أكبر عمق لم يسجل دوليًا من قبل وهو 2.5 كيلو متر أسفل سطح البحر الأبيض المتوسط.

وكانت وقعت مصر مع قبرص واليونان مذكرات تفاهم بخصوص مشروعات الربط الكهربائي بين البلدين، في أكتوبر 2021، ويشير الاتفاق إلي أن الربط سينفذ على مرحلتين، الأولى بقدرة 1000 ميجاوات، ثم زيادة القدرات فى المرحلة الثانية إلى 3000 ميجاوات، وتقدر الاستثمارات الأولية للمشروع بالكامل بنحو مليارى يورو.

وينفذ الربط الكهربائى من خلال مد كابل بحرى يتجه من مصر عبر البحر الأبيض المتوسط إلى قبرص، ثم إلى اليونان، بطول 1650 كيلومترًا، تنفذها شركة «Africa International Euro» الأوروبية، وسيتم ربط مصر بقبرص بكابل يبلغ طوله 498 كيلومترًا، ثم توصيلها بجزيرة كريت اليونانية بكابل يبلغ طوله 898 كيلومترًا.