ما الغاية من افتتاح قنصليات أجنبية في صحراء المملكة؟


منذ سنة 2019، بدأ المغرب تحركا دبلوماسيا في القارة الإفريقية، من أجل تشجيع الدول المتحالفة معه على فتح تمثيليات دبلوماسية في مدن الصحراء، الشيء الذي جعل عدد التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية، ترتفع، ممّا أثار غضب جبهة “البوليساريو” الانفصالية، التي وصفته بـ”الاستفزاز الجديد والخطير”، فيما دعت الجبهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف ما سمتها “الاستفزازات المغربية”.

 

بوركينا فاسو، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، وسيراليون، والسنغال ومنظمة “دول شرق البحر الكاريبي” وسورينام، والإمارات، والبحرين، والأردن..؛ دول كثيرة افتتحت قنصليات لها بقلب المملكة المغربية، استراتيجية دبلوماسية وتنموية انتهجتها الرباط، لتعزيز “سيادتها” على الإقليم، واكتساب دعم إقليمي ودولي يقوي طرحها للحكم الذاتي.

 

المغرب يفرض أمر الواقع

 

ويرى المصطفى بوكرين، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، أنه “لعل رؤية المغرب تقوم على أن تفعيل دبلوماسية القنصليات بالأقاليم الجنوبية وتنشيط شبكات التبادل التجاري الإقليمية عبر مسلك الصحراء، من شأنه تأكيد التجاوب مع مبادرة الحكم الذاتي واكتساب المبادرة أبعادا واقعية، خاصة بعد انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”.

 

وأوضح بوكرين، في حديثه لـ”الأيام 24″ أن “المغرب يسعى من وراء هذا النهج الدبلوماسي، إلى إقرار سيادته على الصحراء من خلال تعزيز التحالف مع دول المنطقة وكسب الدعم الدولي لطرح المغرب لمبادرة الحكم الذاتي إلى جانب فرض سياسة أمر الواقع بشأن سيادته على الأقاليم الجنوبية ثم خلق واقع سياسي واقعي دولي جديد يؤمن سيادة المغرب على صحراء، ويعطيها الأحقية الشرعية والسياسية بالارتكان غلى اتفاقية جنيف لسنة 1963 التي تقر بأن فتح قنصلية دولة ما في دولة أخرى هو إقرار صريح بسيادة الأخيرة عليها وفق مبادئ القانون الدولي”.

 

آفاق اقتصادية جديدة

 

وأشار بوكرين، مؤلف كتاب “السياسة الخارجية للمملكة المغربية وحدود التوازن بين المؤسسات السياسية في ضوء دستور 2011″، أن “هناك بعد اقتصادي آخر لهذا النهج الدبلوماسي، يسعى إلى فتح آفاق جديدة للاستثمارات الأجنبية بالمنطقة التي تمثل بوابة المغرب على إفريقيا في ظل استمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر”.

 

“كما يجسد هذا التوجه دعما للوحدة الترابية للمملكة، واعتراف الدول التي فتحت قنصليات لها بالمنطقة الصريح بمغربية الصحراء، وتعبيرا عن ثقتها عن الأمن والاستقرار لهذه المنطقة، وكذا التضامن مع الإجراءات السلمية التي اتخذها المغرب لفتح معبر الكركرات أمام الحركة المدنية والتجارية” يختم بوكرين حديثه لـ”الأيام 24″.

تاريخ الخبر: 2022-09-02 15:21:46
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 64%
الأهمية: 79%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 12:25:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية