بعد أشهر على شغور المنصب، وتحفظات حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسمياً، الدبلوماسي السنغالي عبد الله باثيلي مبعوثا للمنظمة الدولية إلى ليبيا حيث تتنافس حكومتان على السلطة، بحسب ما أعلن مكتبه مساء أمس الجمعة.
وكانت مصادر العربية/الحدث أفادت يوم الخميس الماضي بأن غوتيريش، سلم الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، رسالة يوم الثلاثاء، بقراره تعيين باثيلي ممثلا خاصا له، ورئيسا للبعثة الأممية في ليبيا (انسمل).
أتى هذا التعيين بعد مضي أشهر عدة، على استقالة الموفد السلوفاكي يان كوبيش بشكل مفاجئ في نوفمبر الماضي. ومذاك ظل المنصب شاغرا، لأن مجلس الأمن الذي تعتبر موافقته ضرورية رفض اقترحات عدة لأسماء قدّمها الأمين العام سابقا.
تنافس كبير
يشار إلى أن باثيلي المولود عام 1947، انضم إلى المنظمة الأممية، في 2014، حيث تم تكليفه بمنصب المبعوث الأممي وسط إفريقيا.
وجاء توليه رئاسة البعثة الأممية، بعد تنافس كبير حتى الساعات الأخيرة، بينه وبين كل من وزير الخارجية التونسي الأسبق والرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في مالي المنجي الحامدي، ووزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم.
إلا أن حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها اعترضت على ترشيحه حينها، لعدة أسباب منها أن الملف الليبي حساس، ويحتاج إلى كفاءة خاصة، مؤكدة في الوقت عينه أنها تدعم "الخيار الإفريقي"، ومفضلة المرشح الجزائري.
يذكر أنه منذ مارس الماضي ( 2022) تتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان، واحدة مقرها طرابلس يقودها الدبيبة، وأخرى في سرت بقيادة فتحي باشاغا.
وكان مقررا أن تشهد البلاد انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021 تتويجا لعملية سلام رعتها الأمم المتحدة بعد أعمال عنف في 2020. لكن تلك الانتخابات أرجئت حتى إشعار آخر بسبب تباينات بين الخصوم السياسيين وتوترات ميدانية مع تسجيل مزيد من المواجهات المسلحة بين ميليشيات متنافسة في طرابلس.