رد المفوض الأوروبي لشؤون العدالة، ديدييه رايندرز، على طلب من عضو البرلمان الأوروبي، مانو بينيدا، بشأن انتهاك حقوق السكان الناطقين بالروسية في لاتفيا.

وكان البرلماني قد سأل عما إذا كانت المفوضية الأوروبية تخطط للتحقيق في عدد من الحالات التي تتعارض مع قيم الاتحاد الأوروبي، وقد اطلعت RT على بيان المفوض الأوروبي بهذا الشأن.

وسأل بينيدا المفوضية الأوروبية عما إذا كانت السلطات الأوروبية ستحقق في تصرفات لاتفيا، والتي "تبدو وكأنها انتهاك لميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية"، مشيرا إلى وضع المدون اللاتفي، كيريل فيدوروف، رهن الاحتجاز بسبب إبداء رأيه حول العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي لم تتطابق مع الموقف الرسمي للاتفيا، ويمكن أن يواجه ما يصل إلى 5 سنوات في السجن.

كما اعتقلت السلطات في لاتفيا النائبة، تاتيانا جدانوك، لتكريم ذكرى الجنود السوفييت الذين حرروا ريغا، وأشار بينيدا إلى أنه في الوقت نفسه، سمح لفيلق قوات الأمن الخاصة في لاتفيا بإقامة مسيرات سنوية في البلاد، إضافة إلى قائمة سوداء للمواطنين "الداعمين لروسيا" في لاتفيا.

وتساءل النائب ما إذا كانت المفوضية "ستسمح للاتفيا بمواصلة تقييد الحقوق والتحريض على الكراهية تجاه السكان الناطقين بالروسية في البلاد، وبالتالي تقويض قيم الاتحاد الأوروبي؟"

ردا على ذلك قال المفوض الأوروبي، راينديرز، إن الأمر متروك للسلطات الوطنية للتعامل مع مثل هذه الحالات، حيث كتب في رده: "يظل من اختصاص السلطات الوطنية التحقيق في القضايا الفردية لخطاب الكراهية والجرائم المزعومة ومقاضاة مرتكبيها ومقاضاتهم، وفقا للقانون الوطني، وإنفاذ الحقوق الأساسية وفقا للدساتير الوطنية، والالتزامات القانونية الدولية"، مضيفا أن احترام حقوق الأقليات هو أحد القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، يجوز للدول الأعضاء أن تتخذ عقوبات أو حتى تدابير وقائية ضد أشكال التعبير "التي تهدف إلى نشر الكراهية غير المتسامحة أو التحريض عليها أو تشجيعها أو تبريرها".

في الوقت نفسه، لم يذكر المفوض الأوروبي في رده الحالات المشار إليها في السؤال مطلقا، ولم يقترح إجراءات محددة فيما يتعلق بريغا.

من جانبها، قالت نائبة معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات التابعة لجامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا، وعضو المجلس السياسي للحرس الشاب لحزب روسيا الموحدة، فيكتوريا فيدوسوفا، إن لاتفيا تنتهج سياسة بناء دولة أحادية العرق، وفي هذا "البلد الديمقراطي الأوروبي"، لا يزال هناك وضع "غير المواطن"، الذي ينتهك الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطن.

وتابعت فيدوسوفا في مقابلة لها مع RT: "إن أوروبا التي توحدها القيم المشتركة، تعتبر مثل هذا الموقف مقبولا. وفي السنوات السابقة، لم يكن هناك اهتمام بهذا، أما الآن فقد أصبحت هذه السياسة شرسة، بينما يتغاضى الاتحاد الأوروبي عن كل ما يتعلق بالانتهاك والاضطهاد والمسموح به هنا".

وشددت فيدوسوفا على أن درجة "الروسوفوبيا" رهاب روسيا في الآونة الأخيرة قد ارتفعت بشدة في دول البلطيق وأوروبا الشرقية، حيث دعا الرئيس اللاتفي، إيغيلز ليفيتس، في أغسطس الماضي، إلى عزل السكان الناطقين بالروسية في الجمهورية، والذين لا يدعمون مسار ريغا المناهض لروسيا، بينما قرر البرلمان الاعتراف بروسيا كـ "دولة راعية للإرهاب". ذلك إضافة إلى أن سلطات البلاد تواصل تدمير ذكرى مآثر الجنود الذين قاتلوا ضد الفاشية، وتم هدم نصب تذكاري لجنود الجيش السوفيتي الذين حرروا لاتفيا في ريغا، في أغسطس.

كذلك يتم اتباع مسار مماثل في دول البلطيق الأخرى، ففي مدينة نارفا الإستونية، تم هدم نصب دبابة T-34، وفي العاصمة الليتوانية، فيلنوس، قرروا تفكيك المجمع التذكاري في موقع دفن الجنود السوفييت الذين سقطوا في الحرب الوطنية العظمى.

من جانبها صرحت وزارة الخارجية الروسية بأن ما يحدث في دول البلطيق غير مقبول، ووعدت بإجراءات مقابلة في المجالين السياسي والاقتصادي.

المصدر: RT