شهدت مصر خلال السنوات الماضية اهتماما كبيرا بتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية للاعتماد عليها في الاستخدامات السلمية وتوفير الطاقة وذلك بتوجيهات من القيادة السياسية، وتكللت تلك الجهود ببدء إنشاء مفاعل الضبعة، ولكن لم تنتهي قصص النجاح وجاء الدور على العنصر البشري.

نجح الباحثان عبد الرحمن أبو العلا، ومصطفى موسى، في الحصول على ماجستير الهندسة النووية من معهد كيبيكو الدولي للدارسات العليا النووية (KINGS) بدولة كوريا الجنوبية، وحصلا على المركزين الأول والثاني في الماجستير في المجال الهندسة النووية.

وقال المهندس عبد الرحمن ابوالعلا الذي يعمل في المفاعل الثاني البحثي في أنشاص، إن بحثه كان عن كيفية توصيل المفاعل بالشبكة بشكل يستجيب من خلالها للتغييرات في الأحمال الكهربائية على الشبكة الموحدة.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الدستور»: لو طلب مني أي مساعدة في محطة الضبعة النووية فلن اتأخر وسوف أنفذ فورا .

وحول خطوته القادمة أشار عبدالرحمن إلى أنه يخطط للحصول علي الدكتوراة من أمريكا أو كندا أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي وذلك في العام القادم، خاصة أن هيئة الطاقة الذرية هيئة بحثية وتوفر لنا كل شيء، حيث أنهت لنا في رحلتنا لكوريا كل الأوراق اللازمة للسفر وتحملت تذاكر الطيران التي لا تتحملها المنحة المقدمة من الجامعة الكورية ولا أنسى دور الدكتور حسن عبدالرحيم نائب رئيس الهيئة السابق للمشروعات البحثية الذي ساعدنا كثيرا .

فيما قال المهندس مصطفى موسى، إن بحثه كان عن تطوير أنظمة غرفة التحكم لمساعدة مشغل المحطة في التشغيل الآمن للمحطة .

وأضاف موسي في تصريح خاص لـ «الدستور»، أنه يتمنى العمل في مشروع محطة الضبعة النووية وهذا شرف لأي باحث ولن اتأخر لو طلب مني أي مساعدة لخدمة بلدي.

وأشار إلى أنه خلال السنوات الأربع الماضية كان الطلاب المصريين هم الأوائل في تلك الجامعة بالرغم من وجود المئات من الباحثين من كل دول العالم وهو ما يؤكد أن التعليم المصري قوي وعندما تتوفر البيئة المتطورة نبدع.

وقال الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية، إن الهيئة تذخر بمجموعة متميزة من شباب العلماء وتسعى في الوقت الحالي لمناشدة الدولة لتعيين مجموعة شباب جديدة لضخ دماء جديدة خاصة في المجالات ذات الأهمية للحفاظ على استدامة وتواصل الأجيال للمدرسة العلمية الفنية في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

وأكد أن المهندس عبد الرحمن أبو العلا والمهندس مصطفى موسى من خيرة شباب المفاعل البحثي الثاني ويعدان نموذج مشرف لشباب العلماء الذين يشرفون مصر في المحافل الدولية والذي تقوم الهيئة بإعدادهم وتأهيلهم لتولي المسئولية في الجمهورية الجديدة.