جلاد فرنسي قطع رؤوس نحو 3 آلاف فرنسي بـ6 سنوات


خلال فترة الثورة الفرنسية التي استمرت ما بين عامي 1789 و1799، اتجهت السلطات لتعويض طرق الإعدام التقليدية، التي اقتصرت أساسا على الشنق وتقطيع الأطراف، بالمقصلة. وفي خضم فترة الثورة، هوت شفرة المقصلة على أعناق عشرات الآلاف من الفرنسيين الذين اتهموا أساسا بالخيانة والعمل على إعادة الملكية والتخابر مع أطراف أجنبية.

لوحة تجسد واقعة اعدام لويس السادس عشر

وعلى حسب تقارير تلك الفترة، تكفل الجلاد الفرنسي الشهير، الملقب بجلاد الثورة، شارل هنري سانسون (Charles-Henri Sanson) بمهمة تنفيذ أغلب أحكام الإعدام بباريس ليصنف كواحد من أكثر الجلادين دموية على مر التاريخ.

مهنة عائلة سانسون

إلى ذلك، ينحدر شارل هنري سانسون، المولود يوم 15 شباط/فبراير 1739 بباريس، من عائلة سانسون التي اختصت بمجال تنفيذ أحكام الإعدام منذ أجيال حيث تحوّل جدّه شارل سانسون عام 1684 للجلاد الرسمي لدى الملك لويس الرابع عشر (Louis XIV). وفي بداياته، ترعرع شارل هنري سانسون بمدينة رووان (Rouen) قبل أن ينتقل فيما بعد للدراسة بجامعة لايدن (Leyde) أملا في التخصص بمجال الفيزياء.

لوحة تجسد يوم اعدام جورج دانتون المصنف كأهم وجوه الثورة الفرنسية

وأثناء فترة دراسته، أبدى سانسون كرهه وقرفه الشديد من المهنة التي امتهنتها عائلته منذ أجيال. وبسبب إصابة والده بالشلل، اضطر شارل هنري سانسون للعودة لباريس لتعويضه ومواصلة تقاليد العائلة بمجال تنفيذ أحكام الإعدام.

أثناء عملية اعدام روبرت فرانسوا داميان (Robert-François Damiens) 1757 بريمس (Reims)، أبهر شارل هنري سانسون الحاضرين عقب تدخله الناجح لتسهيل وفاة المتهم الذي عانى من آلام شديدة أثناء تنفيذ الحكم. وسنة 1766، نفذ سانسون حكم الإعدام بحق النبيل فرانسوا جان لوفيفر دي لا بار (François-Jean Lefebvre de La Barre) الذي اتهم بالهرطقة.

وقد تكفل هذا الجلاد الشاب بقطع عنق دي لا بار وإحراق جثته مثيرا بذلك انتباه المسؤولين بباريس الذين تفاجأوا من تنفيذه للحكم دون إبداء أية شفقة. وعام 1777، لم يتردد سانسون في إعدام أنطوان فرانسوا ديري (Antoine-François Desrues)، الذي اتهم بتسميم عدد من الأشخاص، اعتمادا على عجلة الكسر قبل أن يحرق بقايا جثته.

2918 ضحية بست سنوات

مع اعتزال والده شارل جان باتيست للمهنة المتوارثة بالعائلة بشكل رسمي، حصل شارل هنري سانسون على الرداء الأحمر، كلون الدم، الذي تحوّل بفضله للجلاد الأول لعائلة سانسون. وقد حافظ الأخير على هذا اللقب طيلة 38 عاما شهد خلالها أهوال الثورة الفرنسية التي راح ضحيتها عدد كبير من الفرنسيين بسبب المقصلة.

ما بين يومي 14 تموز/يوليو 1789، تاريخ قيام الثورة الفرنسية، و21 تشرين الأول/أكتوبر 1796، أعدم شارل هنري سانسون، حسب المصادر الفرنسية، 2918 شخصا. فضلا عن ذلك، كان هذا الجلاد أول من استخدم المقصلة أثناء تنفيذه لحكم الإعدام بحق نيقولا جاك بيليتييه (Nicolas Jacques Pelletier) خلال شهر نيسان/أبريل 1792.

أثناء فترة الثورة الفرنسية، أشرف شارل هنري سانسون على تنفيذ أحكام الإعدام بحق عدد هام من كبار الشخصيات الفرنسية حيث قطع الأخير رأسي ملك فرنسا لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت إضافة لعدد من قادة الثورة من أمثال جورج دانتون وكامي ديمولان وماكسيمليان روبسبيار وجاك رينيه هيبارت.

أثناء تنفيذ أحد أحكام الإعدام، فقد شارل هنري سانسون ابنه غابريال الذي انزلق وتعثر بسبب الدم على منصة الإعدام ليقع على رأسه ويفارق الحياة على عين المكان. مع نهاية مسيرة شارل رينيه سانسون كجلاد رسمي، خلفه ابنه هنري الذي تولى مواصلة المهنة العائلية لعائلة سانسون.

تاريخ الخبر: 2022-09-18 09:17:59
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 87%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 00:26:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 00:26:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية