__________________________

صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا القداس الإلهي اليوم الأحد الموافق 18 سبتمبر في كنيسة مار مينا في مدينة هاليفاكس عاصمة إقليم نوفا سكوتشا علي المحيط الأطلسي Saint Mina Coptic Church, Halifax, Nova Scotia. وذلك في إطار زيارة نيافته الرعوية لأقاليم شرق كندا علي المحيط الأطلسي، بعد زيارته أمس وأول أمس لإقليم نيو برونزويك، صلي نيافته القداس الإلهي اليوم في ثاني الأقاليم الأطلسية شرق كندا. وشارك في خدمة القداس كل من أبونا الحبيب والغالي القمص دانيال رزق وأبونا الحبيب والغالي أبونا توماس إسكاروس، كهنة الكنيسة، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسة. كما قام نيافته برسامة عدد من الشمامسة الجدد للكنيسة.

= يوحنا المعمدان: حياة الصلاة .. حياة “صلة” مع الله .. تحويل “الموت” إلي “حياة”

وقال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته عقب قراءة الإنجيل المقدس: كل سنة وأنتم طيبين يا أحبائي بمناسبة العام القبطي الجديد، عيد النيروز، عيد الشهداء. ومن المهم أن يكون كل واحدا منا من شهداء Witness السيد المسيح له المجد، حيث أعطي الشهداء المثال للمؤمنين. ونذكر من بين هؤلاء الشهداء القديس العظيم يوحنا المعمدان، الذي يعد بحق شخصية عظيمة، شهدت للسيد المسيح له المجد، وكانت ليوحنا المعمدان صفات عظيمة كثيرة، نذكر من هذه الصفات:

أولا أن يوحنا المعمدان كان محبا للصلاة والصوم. وتجسدت في ولادة يوحنا المعمدان، تغيير الموت إلي حياة، بفضل حياة الصلاة، إذ أننا عندما نصلي، لا يجب أن تكون صلاتنا فقط لكي نطلب من الله طلبات. من المحبذ أن نصلي ونتقرب إلي الله، لأن ملكوت السماوات يسكن في قلوبنا.

إن حياة الصلاة هي حياة “صلة” و”شركة” و”عشرة” مع الله. ولذا زكريا وإليصابات صدقا في أن الله سيعطيهم ولدا، ويحول موت إليصابات، بسبب عدم “خلفتها”، إلي حياة، متمثلة في ميلاد يوحنا المعمدان. وبذلك تغير موت إليصابات “تأخر الخلفة” إلي حياة “بميلاد يوحنا المعمدان”.

ونلقب يوحنا المعمدان، بأنه “طفل المعجزة”، “طفل الحياة”، “طفل الإيمان”، وكان رجل صوم وصلاة في علاقة مع الله.

= اعدوا الطريق .. علي الزوجين التشبه في علاقتهما بعلاقة الله بالإنسان

أضاف أبونا الأسقف الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: أن الصفة الثانية للقديس يوحنا المعمدان، أو اللقب الثاني أنه كان يعد الطريق للسيد المسيح، وكان يردد ” ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص”، قاصدا السيد المسيح له المجد. من المهم أن يتشبه كل منا بالقديس يوحنا المعمدان، بأن يعد الطريق للسيد المسيح في قلبه وفي حياته، بحيث يسكن ملكوت السموات قلب كل منا. ولا يجب أن يتوقف كل منها علي أن يعد الطريق لنفسه فقط للسيد المسيح له المجد. بل من المهم أن يعد كل منا الطريق للآخرين ليسكن السيد المسيح في قلوبهم وحياتهم، لزوجاتنا وأزواجنا، وأبنائنا وبناتنا، وكل من هم حولنا، لأن السيد المسيح له المجد هو “نور الحياة”، وهو الفادي والمخلص، ومن المهم أن نشهد له في كل وقت وكل مكان، لنكون في علاقة “صلة” مستمرة مع يسوع المسيح له المجد.

من المهم أن نعد هذا الطريق في مختلف سلوكياتنا وتفاصيل حياتنا، في كلماتنا، وحياتنا، وقلبنا، وعلاقاتنا مع الآخرين، لأن هذا هو الطريق الوحيد للحياة الأبدية.

كما أن العلاقة بين الزوجين، أشبه بالعلاقة بين الله والإنسان. الله يحب الإنسان، كما يحب الزوج زوجته، والإنسان عليه طاعة الله، كما علي المرأة الفاضلة طاعة زوجها. ولذا من المهم لكل زوجين أن يتشبها في حياتهما بعلاقة الله بالإنسان.

= من يدخلون ملكوت السموات .. هم من يؤمنون بالله ويعملون وصيته

أكد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا أن اللقب أو الصفة الثالثة للقديس العظيم يوحنا المعمدان، تتمثل في القدرة والقابلية لاستقبال نور الروح القدس. عندما رأي يوحنا المعمدان السيد المسيح له المجد، أحبه وشهد له. ولذا نحن كمسيحيين من المهم جدا أن نهتم باستمرار نور الروح القدس في كل تفاصيل حياتنا اليومية، وأن الله يسكن قلوبنا، لأنه للأسف ليس كل المسيحيين سيدخلون ملكوت السموات، بل من يؤمنون بالله ويعملون وصيته.

لقد رفض يوحنا المعمدان، أن يرتكب الخطية، ويرضخ لمطالب ملك أرضي زائل، مما أدي إلي استشهاده لأنه، لأنه رفض أن يخطأ وأن يرتكب الخطية. علينا أن نتشبه بهذا القديس العظيم يوحنا المعمدان في حياتنا. ربنا يعطينا قوة ونعمة أن نكون شهدا للسيد المسيح له المجد، ونعد لنا وللآخرين في العالم الطريق لكي يأتي السيد المسيح له المجد ويسكن في حياتنا وكل تفاصيلها.