اتّهمت أوكرانيا اليوم الاثنين روسيا بقصف موقع محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية في جنوب البلاد، ما يثير الخشية مرة جديدة من أن تتسبب هذه الحرب بحادثة نووية كبرى.

وتعقيباً على القصف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تليغرام إن "روسيا تعرض العالم بأسره للخطر". وأضاف: "علينا وقفها قبل فوات الأوان" مرفقاً المنشور بفيديو مراقبة بالأسود والأبيض يظهر انفجاراً شديداً.

فيما أعلنت شركة "إنرغوأتوم" الحكومية المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية أنه "وقع انفجار قوي على مسافة 300 متر فقط من المفاعلات" في هذه المحطة، مشيرةً إلى أنها ضربة صاروخية روسية ليلية.

وتسبب القصف بتكسير نحو مئة شباك وقطع ثلاثة خطوط توتر عالي، في حين لا تزال المحطة تعمل بشكل طبيعي.

وهذه المنشأة النووية الأوكرانية الثالثة التي تتعرض للقصف أو الاحتلال، منذ إطلاق روسيا في 24 شباط/فبراير غزوها لأوكرانيا، رغم دعوات دولية كثيرة لإبقاء مثل هذه المنشآت بعيداً عن النزاع لعدم التسبب بكارثة على مستوى القارة الأوروبية.

استمرار المعارك وإخفاقات روسية

يأتي هذا القصف في وقت سجّلت القوات الروسية إخفاقات متتالية في سبتمبر/أيلول، مع انسحابها من منطقة كبرى في شمال شرق البلاد إثر هجوم مضاد خاطف شنّه الأوكرانيون على منطقة خاركيف. واستعادت قوات كييف أيضاً أراضي لكن ببطء أكبر في الجنوب.

منذ أيام، تباطأ التقدم الأوكراني. وشدد الرئيس زيلينسكي مساء الأحد على أن قواته لا تأخذ "استراحة" إنما "تحضّر للمراحل المقبلة"، إذ إن روسيا تسيطر على جزء كبير من دونباس (شرق) ومنطقتَي خيرسون وزابوريجيا (جنوب).

وتسببت ضربة أوكرانية على دونيتسك عاصمة المنطقة الانفصالية التي تحمل الاسم نفسه، بمقتل 13 مدنياً، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة الموالي لروسيا أليكسي كيمزولين.

وقال كيمزولين في بيان نُشر على تليغرام إن 13 مدنياً من بينهم طفلان قتلوا في القصف الذي أصاب حي كيوبيشفسكي في دونيتسك وأن عدد المصابين لم يُحدد بعد.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أنها شنّت ضربات في أنحاء البلاد، إحداها على زابوريجيا (جنوب) "دمّرت ورش عمل (...) حيث تجري صيانة منظومات (صواريخ) أمريكية من نوع هيمارس". ودارت مواجهات أيضاً في منطقة دونيتسك الانفصالية، وكذلك في لوغانسك المجاورة.

من جانبها، أكّدت الرئاسة الأوكرانية الاثنين أن "عشرة مدنيين قُتلوا وجُرح 22 آخرون إثر ضربات روسية الأحد".

تعذيب و"أكاذيب"

وفي منطقة خاركيف، تتواصل عمليات إخراج الجثث في إيزيوم بعد اكتشاف أكثر من 440 مقبرة قرب هذه المدينة المهمة التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها مؤخراً من الروس.

ورغم أن بعض الجثث التي عُثر عليها مكبلة الأيدي تحمل آثار تعذيب، نفى الكرملين مسؤوليته عن هذه الفظائع.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "إنها أكاذيب، سندافع بالطبع عن الحقيقة في هذه القضية". وقال: "إنه السيناريو ذاته كما في بوتشا".

ودعت جمهورية تشيكيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي السبت إلى إنشاء محكمة دولية خاصة.

TRT عربي - وكالات