“وطني” ترصد تفاصيل قمة التعليم التحويلية..على هامش الدورة 77 للأمم المتحدة


– الأغنياء يصلون لأفضل الموارد والمدارس والجامعات، وبالتالي أفضل الوظائف، بينما يواجه الفقراء – وخاصة الفتيات منهم – عقبات كبيرة تغير حياتهم.

– مراهقة افغانية تستغيث في القمة:” الفتيات الأفغانيات يستحققن التعليم فلا تسمحوا لبلدنا أن يكون مقبرة لأحلامنا وآمالنا.

– تمكين المتعلمين وتوفير الفرص لهم يساهم في السلام العالمي.

– اللاجئون الذين يفرون من بلادهم بسبب الحرب عملية التعليم بالنسبة لهم مستحيلة.

– طالبان حرمت الفتيات من التعليم في أفغانستان.

المساواة والشمول والجودة والملاءمة، أزمة غالبًا تكون بطيئة وغير مرئية، لكن آثارها تقفز فجأة الى المجتمعات، كما أن لها تأثير مدمر على مستقبل الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم. خاصة مع ما يعانيه الملايين من الاطفال في عدد من البلدان، من غياب التعليم فمثلاً عانى 57٪ من الأطفال في سن العاشرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من “فقر التعلم” ، وهذا يعني أنهم لم يتمكنوا من قراءة قصة بسيطة وفهمها.

ارتفع هذا الرقم الآن إلى 70٪ ، وفقًا لتقرير “حالة فقر التعلم العالمي: تحديث 2022” لهذا العام. بعد تفشي جائحة كورونا. وهو ما دفع الى تنظيم قمة من اجل الحد من خسائر التعليم، نظمتها هيئة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، على هامش اعمال الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، هذا الاسبوع، بمشاركة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يونيسف، يونسكو، “صندوق التعليم لا ينتظر” و”الشراكة العالمية للتعليم”. وذلك للتعامل مع خسائر التعلم. وإتاحة الفرصة للأجيال القادمة من الأطفال والشباب في التعلم، وممارسة مهنة والمساهمة في العالم الذي سيرثونه. باعتبار ذلك استثمارا في التعليم، الذي سيؤدي إلى تمكين المتعلمين من اتخاذ الإجراءات والمساهمة في السلام العالمي والتنمية المستدامة والتحول المجتمعي. إذا عمل الجميع معاً. وهو ما توفره القمة، إنها فرصة فريدة لرفع مستوى التعليم إلى قمة جدول الأعمال السياسي العالمي وحشد العمل والطموح والتضامن والحلول لاستعادة خسائر التعلم المرتبطة بالوباء وزرع البذور لتحويل التعليم في عالم سريع التغير.

في هذا الإطار اختتمت قمة التعليم التحويلية قمة التعليم التحويلية،اعمالها، مساء أمس الاثنين بتوقيت نيويورك، من اجل حركة عالمية نحو تحويل التعليم، وأهمية التضامن حول ذلك، كما تم الاحتفاء بأصوات الأطفال والشباب وعرض قصص نجاحهم. وانعقدت قمة التعليم استجابة للأزمة العالمية في التعليم، يأتي ذلك في وقت يشهد فيه العالم زيادة مقلقة في عدد الأشخاص المتأثرين بالنزاع المسلح والتهجير القسري (بما في ذلك نزوح اللاجئين على نطاق واسع) والكوارث البيئية/المناخية وغيرها من الأزمات مثل كوفيد-19.

وعلاوة على ذلك، تبرز مشكلة في نقص التمويل المخصص للتعليم. بحسب الأمم المتحدة، تلقت النداءات الإنسانية لقطاع التعليم 22 % فقط من الأموال المطلوبة في عام 2021، أي أقل بكثير من القطاعات الأخرى. في عام 2021، تم تخصيص 2.9 % فقط من التمويل الإنساني للتعليم، وهو أقل بكثير من هدف الأمم المتحدة البالغ 4 %، وبعد تفشي جائحة كـوفيد-19، تلقى التعليم 3 % فقط من إجمالي حزم التحفيز استجابة للأزمة الصحية و0.7 % فقط من الأموال المطلوبة بموجب خطة الاستجابة الإنسانية العالمية لكوفيد-19.

قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جويتريش:”أن التعليم بدلا من أن يكون عاملا تمكينيا عظيما، يصبح، وبصورة سريعة، حاجزا كبيرا، مشيرا إلى أن حوالي 70 % من الأطفال في سن العاشرة في البلدان الفقيرة لا يستطيعون قراءة نص بسيط، “إما أنهم خارج المدرسة أو في المدرسة ولكنهم بالكاد يتعلمون”. وحتى في البلدان المتقدمة، يبين الأمين العام أن أنظمة التعليم غالبا ما ترسخ اللامساواة بدلا من الحد منها، وتعيد إنتاجها عبر الأجيال. ومضى قائلا:”يتمتع الأغنياء بإمكانية الوصول إلى أفضل الموارد والمدارس والجامعات، مما يؤدي إلى حصولهم على أفضل الوظائف، بينما يواجه الفقراء – وخاصة الفتيات – عقبات كبيرة في اكتساب المؤهلات التي يمكن أن تغير حياتهم. يواجه النازحون والطلاب ذوو الإعاقة أكبر العقبات على الإطلاق”. مشيرا الى أن جائحة كـوفيد-19 ألقت بتأثير مدمر على التعلم في جميع أنحاء العالم، ووجهت ضربة قوية للتقدم في تحقيق الهدف الرابع من أهـداف التنمية المستدامة. “تعليم للجميع”.

ووفقاً لتقرير صادر عن اللجنة الدولية المعنية بمستقبل التعليم، تساهم أنظمة التعليم في إفشال الطلاب والمجتمعات لأنها تفضل التعلم عن ظهر قلب والمنافسة على الدرجات.، وفي كثير من الأحيان، تكون المناهج بالية ومحدودة ولا تأخذ في الحسبان التعلم مدى الحياة. المعلمون غير مدربين، ولا يحظون بالتقدير المناسب، ويتقاضون رواتب منخفضة أقل مما يستحقون. وتعاقب الفجوة الرقمية الطلاب الفقراء. وتتسع فجوة تمويل التعليم أكثر من أي وقت مضى”. وأكد الأمين العام قبل كل شيء، على أهمية أن يدعم التعليم الجيد تنمية الفرد المتعلم طوال حياته أو حياتها. ويجب أن يساعد الناس على تعلم كيفية التعلم، مع التركيز على حل المشكلات والتعاون.

وتابع قائلا: “يجب أن يوفر أسس التعلم، من القراءة والكتابة والرياضيات إلى المهارات العلمية والرقمية والاجتماعية والعاطفية. يجب أن يطور أيضا قدرة الطلاب على التكيف مع عالم العمل سريع التغير. يجب أن يكون في متناول الجميع من المراحل الأولى وطوال حياتهم. ويجب أن يساعدنا على تعلم العيش والعمل معا، وفهم أنفسنا ومسؤولياتنا تجاه بعضنا البعض وتجاه كوكبنا”.ولتطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع، سلط الأمين العام الضوء على خمسة مجالات:أولا، يجب علينا حماية الحق في التعليم الجيد للجميع، وخاصة الفتيات.

في كل مكان، يجب أن تكون المدارس مفتوحة للجميع دون تمييز. يجب أن نستعيد سنوات التعليم التي فقدناها حول العالم بسبب الجائحة، ثانيا، المعلمون هم شريان الحياة لأنظمة التعليم. لذلك نحن بحاجة إلى تركيز جديد على أدوارهم ومهاراتهم. يحتاج معلمو اليوم إلى أن يكونوا ميسرين في الفصل، يعززون التعلم بدلا من مجرد نقل الإجابات. نحتاج أيضا إلى معالجة النقص العالمي في المعلمين، والنظر في تعزيز جودتهم، من خلال رفع مكانتهم وضمان حصولهم على ظروف عمل لائقة وتدريب مستمر وفرص تعليمية، وتلقي رواتب مناسبة”. ، ثالثا، يجب أن تصبح المدارس أماكن آمنة وصحية، حيث لا مكان للعنف أو الوصم أو الترهيب.، رابعا، يجب أن تفيد الثورة الرقمية جميع المتعلمين.، خامسا، التمويل.

وفي مسألة التمويل أكد انطونيو قائلاً :”لن يكون أي من هذا ممكنا بدون زيادة تمويل التعليم والتضامن العالمي. خلال هذه الأوقات الصعبة، أحث جميع البلدان على حماية ميزانيات التعليم والتأكد من أن يترجم الإنفاق على التعليم إلى زيادات تدريجية في الموارد لكل طالب ونتائج تعليمية أفضل. يجب أن يكون تمويل التعليم الأولوية الأولى للحكومات. إنه أهم استثمار منفرد يمكن لأي بلد أن يقوم به في شعبه ومستقبله”،وحث الأمين العام المؤسسات المالية الدولية على الاعتماد على مرفق التمويل الدولي المعني بالتعليم، مشيرا إلى أن هذا المرفق هو أداة جديدة تهدف إلى حشد 10 مليارات دولار لمساعدة 700 مليون طفل في البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض للحصول على تعليم جيد.وقال الأمين العام إن قمة تحويل التعليم ستحقق أهدافها العالمية فقط من خلال تعبئة حركة عالمية تضم الحكومات والشباب والمجتمع المدني والمعلمين وقادة الأعمال والخيريين.

من جانبها قالت السفيرة لاشيزارا ستويفا رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة:” إن أزمة التعليم التي نواجهها هي أزمة “مساواة وشمول وجودة،وحذرت من أن الملايين من الأطفال وخاصة الفتيات يمكن أن يجبروا على وقف متابعة التعليم الذي يقود لمستقبل أفضل. “لا يمثل هذا الأمر ظلما فحسب، بل هو خسارة كبيرة للقدرات البشرية والابتكار والإبداع”.وأكدت أن تحويل التعليم ضروري في سبيل التقدم ومضت قائلة:”إذا أردنا أن نفي بتحقيق رؤية جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 علينا أن ندرك أن الهدف الرابع…. ليس هدفا وإنما وسيلة لتحقيق بقية الأهداف الـ 17″.

أما أودري أزولاي مديرة اليونسكو، فقد أكدت أن التعليم غير حياة أفراد ومجتمعات وأمما، مشددة على أنه لن يكون هناك تنمية أو سلام بدون تعليم. وقالت إن اليونسكو ومنذ إنشائها عملت مع الدول الأعضاء لضمان وتنفيذ هذا الحق.وشددت على ضرورة ألا يكون التعليم جامدا أو غير ملائم في سبيل تلبية متطلبات القرن الحادي والعشرين، وأشارت إلى أن التعليم ولكي يكون مناسبا فلا بد من أن يتم تكييفه مع عالمنا وقرننا بهدف تدريب مواطني الغد، مؤكدة أن هذا الأمر ظل في صميم عمل اليونسكو.

كما تحدثت فانيسا ناكاتي سفيرة للنوايا الحسنة باليونيسف، وناشطة المناخية، وسلطت الضوء على العقبات التي تحول دون تلقي الفتيات- خاصة في أفريقيا- التعليم.وقالت إن مهمة العديد من الفتيات في الفترة الصباحية هي جلب المياه لأمهاتهن، مشيرة إلى أنه مع تغير المناخ تضطر الفتيات إلى السير لمسافات أطول في سبيل جلب المياه، الأمر الذي يجبرهن في نهاية المطاف على ترك التعليم.وأكدت أن اتخاذ إجراءات مناخية يساعد الفتيات على البقاء في المدارس.

أما أليسيفياتا بيرسيفينيتش – تلميذة أوكرانية، قائلة إنه كلما تعلم عدد أكبر من الناس كانت هناك حروب ومشاكل أقل في العالم، وأضافت:غالبا ما يجد اللاجئون الذين يفرون من بلادهم بسبب الحرب أنفسهم في أوضاع مالية صعبة، وهذا يجعل عملية التعليم بالنسبة لهم مستحيلة. كل أصدقائي وأهلي لا يزالون في أوكرانيا وهم خائفون ومصدمون. ورغم اشتداد الحرب في بلدهم إلا أنهم ينوون مواصلة تعليمهم آملين في الحصول على تعليم أفضل”.

سمية فاروقي- طالبة أفغانية قائلة إنها كانت تجلس في الفصل الدراسي قبل عام وكانت متفائلة بالمستقبل، وكانت متحمسة لإنهاء سنتها الأخيرة في المدرسة الثانوية.وباعتبارها إحدى عضوات فريق (الحالمات الأفغانيات)- وهو فريق من الفتيات متخصص في صناعة الروبوتات- قالت سمية إنها كانت تقضي أيامها في صناعة الروبوتات والتعلم وعندما لا تكون في المدرسة فإنها تسافر إلى مناطق متفرقة من العالم مع فريقها للمنافسة في المسابقات العالمية المتعلقة بصناعة الروبوتات.ولكن سمية قالت إن كل هذا تغير مع تسلم طالبان زمام السلطة في أفغانستان وإغلاقها مدارس الفتيات في البلاد. بينما كان إخواننا في مقاعد الدراسة، أجبرت أنا والملايين من الفتيات الأفغانيات على تأجيل تعليمنا. تسعى طالبان إلى محو وجودنا في المجتمع. الآلاف من الفتيات ربما لن يعدن إلى مقاعد الدراسة”.ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على طالبان لإعادة فتح المدارس وحماية حقوقهن: لو أنكم تعتقدون بأن الفتيات الأفغانيات يستحْقِقن حقهن في التعلم، فعليكم ألا تسمحوا بأن نقع أنا وأخواتي الأفغانيات ضحايا للسياسة العالمية. لا تسمحوا لبلدنا أن تكون مقبرة لأحلامنا وآمالنا”.

من جانبها قالت ملالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورسولة الأمم المتحدة للسلام، التي عرفها العالم عقب نجاتها من محاولة اغتيال نفذتها حركة طالبان أثناء قيام الشابة بحملة لتعليم الفتيات في موطنها باكستان، حيث قالت:”قبل سبعة أعوام وقفت في هذه المنصة (منصة الجمعية العامة) آملة في أن يتم سماع صوت فتاة مراهقة تلقت رصاصة في سبيل الدفاع عن تعليمها. في ذلك الوقت تعهدنا جميعا بأن نرى كل طفل في مقاعد الدراسة بحلول 2023، ولكن في منتصف الطريق إلى الموعد المحدد نحن نواجه حالة طوارئ تعليمية”. وقالت إن طالبان حرمت الفتيات من تعليمهن وفي باكستان يعبث الجفاف والفيضانات بالمنازل. فيما يتسبب الصراع في إثيوبيا وأوكرانيا ودول أخرى في إبقاء الفتيات بعيدا عن مقاعد الدراسة. وأضافت:”معظمكم يدرك ما يتعين فعله بالضبط. لو أنكم جادون في خلق مستقبل آمن ومستدام للأطفال، فعليكم أن تكونوا جادين بشأن التعليم. لقد سمعتم بما يكفي حول الطريقة التي يحول بها التعليم الحيوات ويقوي الاقتصادات ويخلق مجتمعات أكثر أمنا”.وتابعت قائلة: “لو أنكم في شك بشأن ما يعنيه التعليم لفتاة، اسألوها وهي ستخبركم”.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي: “يضطر الناس الفارّون لترك منازلهم بسبب القتال، وبسبب الجوع، والآن يجبرون بشكل متزايد على ترك منازلهم بسبب تأثير تغير المناخ. والأهم من ذلك كل هذه العوامل مترابطة وينبغي النظر إليها بشكل كلي.”وأوضح أن مئات الملايين من الأطفال يعيشون في حالات الأزمات، وقال إنه يوجد “مائة مليون لاجئ ونازح على الأقل – منهم 50 مليون طفل”. مشيراً إلى أن الأزمات تعرقل التعليم، والإحصائيات بشأن “كيف أصبحت المدارس خطيرة؟”، مذهلة. فمنها ما يفيد أن تسعة آلاف طفل ومعلم اعتُقلوا وسُجنوا العام الماضي في حالات الأزمات.وبحسب جراندي:” هذه فضيحة، هذا أمر سيئ وينبغي أن يجعلنا نشحذ عقولنا.”، وحذّر جراندي من أن كل ذلك يوّلد ظاهرة الإقصاء لجميع الأشخاص الضعفاء. “هذا يشمل في كثير من الأحيان الفتيات. ويشمل الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين يتم تهميشهم بطرق أخرى مثل مجتمع الميم وغيرها من المجتمعات التي تعاني من الإقصاء. كذلك يتم إقصاء اللاجئين.”

وتابع جراندي الذي زار مؤخرا الأردن وسوريا، وكان في تنزانيا حيث زار لاجئين بورونديين وكونغوليين ليقول: “كان بإمكاني رؤية المكاسب الكبيرة التي حققناها ربما في الأعوام الستة أو السبعة الماضية، فيما يتعلق بالالتحاق بالتعليم وجودته. الآن نعود إلى الوراء على الرغم من كل الدعم الذي نحاول تقديمه للتعليم.، ومن أجل الوصول إلى الشمولية في التعليم، وضمان إدخال اللاجئين والنازحين والمهمّشين بنظام التعليم الوطني، دعا جراندي الدول التي تستضيف هؤلاء الأشخاص إلى تطبيق سياسات وقوانين شمولية “وهذا صعب أحيانا من الناحية السياسية.”

حان الوقت لمضاعفة العمل

من جانبها، قالت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الكثيرين لا يحصلون على أي شكل من أشكال التعليم، “لذلك حان الوقت لمضاعفة العمل للوصول إلى جميع الأطفال بتعليم ذي جودة.، وأوضحت أنه إذا تم القيام بذلك يمكن تحويل نظام التعليم وتسخير قوة التقنيات الناشئة والاستراتيجيات المبتكرة لضمان قدرة الأطفال على الاستمرار في التعلّم حتى في حالات الأزمات. وقالت راسيل: :”لتحقيق ذلك، نحتاج إليكم، كرؤساء دول ووزراء وقادة، نحتاج إليكم لتحقيق التمويل المحلي والإنساني والتنموي للتعليم، ونحتاج إليكم للمساعدة في منع ووقف الهجمات التي تستهدف التعليم ونحتاج التزامكم لبناء نظام تعليمي ذي قدرة على الصمود كي يتحمل صدمات المستقبل والتي نعلم بلا شك أنها قادمة.”وحثت على الحصول على التزام الدول لحماية التعليم لأكثر الأطفال ضعفا بما في ذلك الفتيات والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.ورحبت في ختام كلمتها بالالتزامات التي قطعتها الدول خلال هذه القمة، قائلة: “آمل في أن يتبع العمل تلك الالتزامات.”

أما ستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فأكدت على طرح دعوة ملموسة للعمل من خلال هذه القمة وغيرها، كما أنه يجري طرح خارطة طريق ملموسة يمكن أن تصنع الفرق في الأشهر والسنوات المقبلة.وأوضحت: “هذه الدعوة للعمل هي نتاج لمشاورات مكثفة مع أكثر من 45 دولة متأثرة بالأزمات من خمسة أقاليم حول العالم، أكثر من 100 منظمة غير حكومية وطنية ودولية، وأصحاب المصلحة الآخرين، بما في ذلك الشباب. دعوة العمل هذه تضع أهدافا ملموسة ويمكن قياسها، ومن أهم أهداف الدعوة للعمل هو التقليص إلى النصف عدد الأطفال والشباب الذين ليس لديهم إمكانية للوصول إلى التعليم في المناطق المتأثرة بالنزاعات بحلول عام 2030 والتأكد من حصولهم على التعليم.،وشددت ستيفانيا على أهمية حماية وتحسين التمويل الخارجي عبر الأدوات الإنسانية والتنموية.

من جانبها، قالت ياسمين شريف، مديرة “صندوق التعليم لا ينتظر”، إن عدد الأطفال والشباب في النزاعات المسلحة ارتفع من 75 مليونا إلى 222 مليونا “خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية فقط، لقد وصلنا إلى عدد تاريخي محزن من النازحين قسرا، وهو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.، وثمة صراعات مسلحة تبدو بدون نهاية ، كما نشهد زيادة هائلة في الكوارث التي يتسبب بها المناخ، والتمويل لم يواكب هذه الاحتياجات.”

“نعمل مع الشركاء”

قال جاكايا مريشو كيكويتي، رئيس مجلس إدارة الشراكة العالمية للتعليم رئيس جمهورية تنزانيا السابق، إنه يجري العمل مع الشركاء في الأمم المتحدة لدعم الأطفال المعرّضين لأن يتخلفوا عن الركب.في الوقت الحالي، تدعم الشراكة العالمية للتعليم حكومتي الصومال وإثيوبيا لتوسيع نطاق برامج التغذية المدرسية وغيرها من تدابير الطوارئ للأطفال المتأثرين بسبب الجفاف، وضمان أن يحصلوا على تعليم ذي جودة هو على الأرجح أكثر استثمار مهم يمكننا القيام به لبناء مستقبل أكثر سلما وازدهارا واستدامة. ولكن حقيقة أن 222 مليون طفل موجودين في حالات الأزمات ولا يحصلون على التعليم الذي هو من حقهم يبرهن على الحاجة إلى التحويل.”

من جانبها اشارت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية، بثينة بنت علي الجبر النعيمي، إلى الحاجة العميقة والأساسية لتوفير تعليم شامل وجيد للجميع وخاصة لأولئك الموجودين في حالات الأزمات.وأكدت أن التعليم “مكرّس باعتباره حقا أساسيا من حقوق الإنسان وأحد الركائز الأساسية للدستور الدائم لدولة قطر، وتقرّ بأهميته الحاسمة في النهوض بالتنوع والاقتصاد.” موضحة أن إنفاق قطر على التعليم هو من بين الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، “وهو ما يدل على مقدار تقديرنا للتعليم والبحث والابتكار.” وشددت على أن قطر كانت في طليعة الجهود الدولية للدفاع عن حماية التعليم في جميع أنحاء العالم.، مشيرة الى إنه بفضل قطر، مررت الجمعية العامة بالإجماع قرار 74/275 في 28 مايو 2020، وتم إعلان 9 سبتمبر يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات.وتابعت :” ذلك الى جانب شركائنا التنمويين، جمعنا أكثر من 2.3 مليار دولار من المساعدات التعليمية في العالم، لدعم أكثر من 60 دولة وأكثر من 14 مليون متعلم للحصول على التعليم الجيد.”

تجربة فلسطين ومبادرات محلية

ممثلا عن بلده، قال د. مروان عورتاني، وزير التربية والتعليم في فلسطين، إنه بسبب “الحظر التمويلي لدوافع سياسية لعدة سنوات” عانى نظام التعليم في فلسطين. “وقد فعلنا ما كان ينبغي فعله وهو العودة إلى مجتمعنا واستخدام الموارد المحلية.”، وأشار إلى أنه نتج عن ذلك عدة مبادرات حتى الآن، إحداها “التمويل الجماعي” وهي مبادرة تنضوي تحت مسمّى “برنامج تبني مدرسة” وقد تم الآن تبنّي ثلثي المدارس الفلسطينية في البلاد، وجُمعت موارد من الشتات.، مؤكداً أن منظمات المجتمع المدني تعمل في شراكة من أجل التعليم، إضافة إلى الشباب ونقابات الآباء والمعلمين والبلديات والشركاء الدوليين.، وفيما يتعلق بالوصول إلى التعليم، قال الوزير الفلسطيني: “أكبر تحدّ أمام فلسطين هو بكلمة بسيطة الاحتلال، نحن شعب يرزح تحت الاحتلال، والاحتلال واقع، يجعل الحياة صعبة جدا والوصول الآمن شبه مستحيل. كيف تكون آمنا والمستوطنون يعتدون (علينا) متى شاءوا، إضافة إلى الحواجز والمضايقة والاعتقال والاستهداف بالغاز المسيل للدموع وهدم المدارس، وتدابير تقيّد بناء المدارس وتوسيعها.” وأشار إلى أن المدارس في فلسطين نفذت إضرابا عاما يوم الاثنين وذلك احتجاجا على محاولات إسرائيل التدخل في منهاج التعليم، مؤكدا أن إسرائيل تحاول تغيير المنهاج وإلا فستسحب ترخيص المدرسة وتغلقها. “بدأوا ذلك في القدس، فتخيّلوا أن محتلينا يقررون ما الذي ينبغي لأبنائنا تعلمه، وبالطبع سيمحون الذاكرة والرواية ويقومون بتزييف وتغيير كل شيء.”

تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:21:51
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

بسبب الهلال.. لجنة الانضباط تعاقب فريق الاتحاد السعودي وحمد الله

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:10
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

بسبب الهلال.. لجنة الانضباط تعاقب فريق الاتحاد السعودي وحمد الله

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

طلبة الطب يعودون إلى الاحتجاج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

طلبة الطب يعودون إلى الاحتجاج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية