بدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الآمال المعقودة على إحداث اختراق في الاتفاق النووي الإيراني خلال الاجتماعات رفيعة المستوى من الدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك، مستبعداً حتى الاجتماع مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي اجتمع صباح الثلاثاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها بوريل؛ الذي يضطلع بدور الوسيط في المحادثات بين إيران من جهة؛ والقوى الدولية بما فيها، ولكن بصورة غير مباشرة، الولايات المتحدة، بهدف عودة الطرفين إلى الامتثال التام لواجباتهما ضمن الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة» لعام 2015، والتي تنتهكها إيران بشكل متواصل بذريعة انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منها عام 2018.
ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال بوريل إنه «لا يوجد شيء جديد» يتعلق بالملف الإيراني، رغم أن «هذه واحدة من المشكلات الموجودة». وقال: «أنا وفريقي نريد التوقيع على (خطة العمل)»، موضحاً أنه «حتى منتصف أغسطس (آب) الماضي كانت العملية متقاربة» وكان يجري وضع اللمسات الأخيرة. واستدرك بأن المفاوضين الإيرانيين وضعوا «بعض المقترحات التي لم تكن بالتأكيد تساهم في البحث عن النتيجة النهائية». ولذلك «لم يحدث شيء. ولا أتوقع أن يحدث شيء» خلال الأسبوع رفيع المستوى من الدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وكرر أن «هناك بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن «هناك اقتراحات قدمها على الطاولة، وسيظل هذا الاقتراح على الطاولة». وأضاف: «لا أرى حلاً أفضل من الذي اقترحناه». وأفاد بأنه ينسق ذلك «مع الأشخاص الذين يمثلون المجتمع الدولي».
وبشكل منفصل، أكد بوريل أنه لا يتوقع أي تقدم كبير في القريب العاجل بخصوص المفاوضات مع إيران. وقال: «على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كان التفاعل وعملية متعددة الخطوات تتقارب. كان النشاط بين الطرفين يحسن النتيجة. لكن في الأسابيع الماضية، لم تكن هذه هي الحال. نحن الآن في طريق مسدودة. الآن توقفنا».
وكذلك أفاد بأن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني «تراجعت بشكل سريع». وقال في بروكسل: «أنا أقل ثقة اليوم من 28 ساعة مضت بشأن تقارب الطرفين في عملية التفاوض»، محذراً بأنه «إذا لم يحدث تقارب خلال عملية التفاوض، فإن الاتفاق بأكمله سيكون في خطر. إذا كان الهدف هو توقيع الاتفاق بسرعة، فهذا لن يحدث».
وتتفاوض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوى أخرى مع إيران منذ أكثر من عام لإحياء الاتفاق النووي الذي خفف العقوبات على طهران مقابل كبح نشاطاتها النووية. ويمكن أن يؤثر الاتفاق، الذي تعارضه إسرائيل بشدة والعديد من أعضاء الكونغرس الأميركي، بدرجة كبيرة على أسعار النفط، نظراً إلى أنه سيسمح لإيران بزيادة إنتاجها.
وجرى التفاوض على الصفقة في ظل إدارة الرئيس الأميركي سابقاً باراك أوباما، ضمن ما كانت تسمى «مجموعة 5+1» للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا، بتيسير من الاتحاد الأوروبي. ورفعت العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
عندما سألته «بوليتيكو» عما إذا كان مستعداً للقاء الرئيس الإيراني، الموجود أيضاً في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة، أشار بوريل إلى أنه سافر إلى طهران في يونيو (حزيران) لمحاولة حل العملية؛ و«وعدوني. ذهبوا إلى الدوحة. ذهبوا إلى فيينا»، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكن حل أي شيء أثناء لقاء رئيسي».
