إيمانُ "نيتْشَة" (! Nietzsches Glaube)


بقلم: ذ. مصطفى شقرون

يذكرني هــــــــــــروب المـــــلحدين نحو فرضية وجود كائنات فضاء متى ما واجهتهم باحتمال “روجر پنروز”  (Sir Roger Penrose) الفيزيائي والرياضي البريطاني الأشهر عالميا والذي لا يترك لإمكانية وجود الحياة بلا عقل مدبر شديد الذكاء والدقة إلا هباء منثورا: [(123^ (10^10)) / 1 ]…

يذكرني هروبهم وبحثهم الفطري عن “غيب ما…” بهروب “نيتشه” (Friedrich Nietzsche) إلى فرضية “إنسان خارق” (über-mensh) خلقه في خياله بعدما ارتطم بضرورة فطرية تدفعه لإيجاد هدف “منطقي” لوجوده… فتبعه من تبعه…

كلما قرأت لنيتشه تتملكني دهشة ممن يعتمدون عليه لتبرير إلحادهم… كيف لشباب في مقتبل العمر أولا… وشباب درسوا في بلدان من أفقر البلاد من الناحية التعليمية ثانيا، وفي بلاد القمع أساس بنائها الأسري والتعليمي والوظيفي… كيف لهؤلاء الفتية أن يفهموا “نيتشه” في السنة الأولى من “تحررهم” بالجامعة؟ وهم لم يقرؤوا “لاو تسو” ولا “كونفوشيوس” ولا “والدو إمرسون” ولا لأعلام الصوفية الذين ألهموا “إمرسون” -وبالتالي “نيتشه”- هم ورهبان الهندوسية والطاوية وكذلك نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام عبر “كارلايل” وغيره… وفلاسفة اليونان ومعاصريه فلاسفة ومؤرخين وفيزيائين وأدباء…

طبيعي أن ينبهر شبابنا بما يكتبه الألماني بالرغم من أن أسلوبه في آخر ما كتب يشبه خليطا جانسه بملكته الأدبية فجمع بين أسلوب كونفوشيوس وأمثلته وتشبيهاته وأسلوب الإنجيل والتوراة حيث يقنع قراءه بجمل من قبيل “صدقوني يا إخواني” … و”… الحق أقول لكم..” وأسلوب يشبه شذرات لاو تسو في “عمقها” النسبي الظاهر وفي إبهامها وجملها القصيرة التي تحتمل تأويلات بعدد قارئيها… وعلى الرغم من أن فكرة “الخلود المعاد” (Ewige Wiederkunft) نابعة من أفكار الطاوية (Taoïsm) المعروفة، فقد أضاف لها فيلسوفنا بعض المكياج أحيانا… وبعض الإضافات أحيانا… فقد كتب “لاو تسو” -قبل “نيتشة” ب 2400 سنة- أن عودة الأشياء إلى أصولها تمثل حركة “الطاو” الدائمة، ولذا كان يرى أن الأشياء تعود إلى أصولها بعد أن تبلغ غايتها القصوى… قصوى في نظره… في نظرهما… و (ذلك مبلغهم من العلم)..

ذكرت هذه المقارنة حتى يوضع نيتشه -القارئ النّهم لما جاد به ذكاء من قبله ومن عاصره- في حدود نسبيته… لكن العبرة الأهمّ هي أن “نيتشه” الذي يقول بعدم وجود إله وبعدم وجود دار خلود… لا يمكنه مقاومة فكرة الخلود… فيخترع فكرة “الخلود المعاد”..!!

ليس هذا فقط… ففكرة “الإنسان الخارق” هي التجسيد الفطري الطبيعي لضرورة وجود إله… لقد نفى “نيتشه” وجود إله كامل… لكنه اخترع صنما كاملا… ينتظره “الناس الأعلون” غير الرعاع العاديين ويعملون بجد ليهيئوا له ظروف مجيئه… وحتى تقسيم الناس هذا معروف لدى كونفوشيوس (الإنسان الأعلى “جنزي”(君子) والرجل الدني “غزياورن” (小人))..

ولكن أكثر الناس لا يبهرهم إلا الأوروبي المستعمر القوي العنيف… سابقا… اللبق المثقف المتقدم والغني والقوي… حاليا… نحلة مغلوب لغالب غلبه.

لم يستطع نيتشه إلغاء البحث عن الكمال -وهو حاجة فطرية- ولا إمكانية وجود كائن كامل خالق… لم يستطع إلغاء هذه النداءات الفطرية من داخله تماما… فتخيل كائنا خالقا… فنراه يقول بأن الانسان الكامل هو “من يخلق” وهو “معنى الوجود في الأرض” لم يعط نيتشه وصفا دقيقا لـ “سوبرمانه” المثالي ولم يذكر زمن حلوله بل تركه “غيبا” مُبهَما… مسيحا منتظرا… مهديّا منتظرا…

هكذا هو الغيب في فكر نيتشه… الغيب الذي طالما سخر منه!!

غيب؟ لا.. بل مجرد خيال.. أساطير..

لم يسلم أحد من الفلاسفة تقريبا من انتقاد “نيتشه” اللاذع … فهو يتهمهم أنهم لا يبحثون عن الأفكار الجديدة أو عن الحقيقة بشكل منطقي حيادي موضوعي لكنهم “يمنطقون” أفكارا سبقت في حدسهم أو يحبذونها… أقول “هوى”… يظهر هذا الانتقاد جميلا لمن يبحث عن الحق… لكن في الواقع، لا يسلم “نيتشه” من الانتقاد نفسه… فيما يخص أمهات أفكاره وأركان فكره:

– ثالث الأركان أن القيم يحددها القوي بحسب “نيتشه” وأن الضعيف يتخذ بعض القيم “الضعيفة” كذريعة لتبرير ضعفه… أجد هذا المنطق متسرعا جدا ولا ينطبق إلا على تاريخ أوروبي دموي عنيف يعرفه “نيتشه”… لأن هناك أمثلة مضادة لم تخطر له ببال: كيف يفسر فيلسوفنا أن السلم القيمي لمجتمع الصحابة، حواريي النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لم يتغير في حالتي الضعف والقوة؟ حالة ضعف دامت 13 سنة ثم تلتها 40 سنين من القوة الراشدة… نفس قيم الخير والرفق والتسامح (وهي قيم الضعفاء حسب “نيتشه”) سادت تحت حكم الأقوياء.

للإشارة، فإنه يصعب التفريق بين القوة والعنف في تعريف “نيتشة” للقوة… وهذا الفكر التفريقي الانتقائي بين أنواع الناس بمعيار القوة هو ما استهوى هتلر النازي.

– ثانيها “الإنسان الخارق” أو الأعلى… ذلك أن ضرورة وجوده “حدس” فقط (أستعمل تعبير “نيتشه”) خصوصا من طرف من ينفي وجود شيء آخر غير “الجسم” و”الأرض”… شيء عُجاب.

أقول “فطرة” عوض حدس.

– أول الأركان في فكر “نيتشه” هو نفي الإله… وهو تمرد نفسي فقط… فليس من المنطق في شيء أن تلغي وجود خالق فوق البشر ثم تعوضه بكائن خلاق فوق البشر.

تمرد يظهر جليا في آخر ما كتب… فنفي وجود إله عند “نيتشه” -ابن وحفيد رهبان نصارى- يعني، من جهة، نفي “الواجبات والأوامر”… نوع من التحرر ممن يفهمون الدين مجموعة تعليمات وزواجر… “حلال” و”حرام”… (وعندنا نحن المسلمين كذلك منفِّرون – بنص الحديث الشريف – يلخّصون الدين في الزجر والأوامر والتخويف والغلو والتضييق على الناس..) في حين أن الدّين مرماه ومعناه أن يبلغ بالمرء مرتبة الإحسان والكمال…

كمال لا حاجة معه لاختراع “سوبرمان” خيالي…

ولا لإلهاء الناس بـ “ذكاء اصطناعي” محدود لمحدودية صانعه…

ولا حاجة معه إلى تخيل “خلود معاد” افتراضي… أسطوري… منقول..

إن نفور “نيتشه” من الدّين مردّه -من جهة- طقوس النصرانية المحرفة وما يظهره الرهبان من التكلف أو كما أسماه هو “الثقل” و”المهابة” و”الجدية” الزائدة…

ولكم أن تتخيلوا كيف يكون النفور لدى الناس سليمي الفطرة من الدّين الكنسيّ إذا ما أضفنا الفضائح والانتهاكات التي نتجت وتنتج عن الرهبانية التي ابتدعها الذين قالوا إنا نصارى ثم ما رعوها حق رعايتها.

آه لو قرأ نيتشه للعارفين بالله لوجد أن “الإنسان الكامل” هو من لا تكلّف فيه… لكن ما قدر الله فعل…

وهذا درس لدعاة الإسلام… حتى لا ينفّر أحد منهم الناس باستعلاء أو بأستاذية أو بتكلف طهرانية زائدة أو بإظهار تقوى مصطنعة أو خنوع انهزامي أمام سلطة غير عادلة.

إن “نيتشه” حين قال “مسلمته” (« Gott ist tot » مات الإله) – بالإضافة إلى أنها “فرضية فقط”! لا يأخذ وقتا لـ “منطقتها” – فهو لم يأت بشيء جديد… فمن قبله “قتل” بعض الرهبان النصارى المسيح بن مريم على صليب في زعمهم… وحتى هم افترضوا واختلفوا… لسبب بسيط… أنهم ما صلبوه و (ما قتلوه يقينا).

وهنا يكمن إيمان “نيتشه” المكبوت…

لقد آمن بواقعة التضحية على الصليب الخيالية وبسفك دم بريء محبّ للخير… فبنى عليها… فَكرِه الدين وكرِهَ قيم الخير “الضعيفة”..

تمرّد ضدّ “إله” صوّروه له ضعيفا…

فعادى “الدين”… أي النصرانية… لهذا الضعف أساسا.. وكردّة فعل عاطفية نفسية… مجّد القوة وأرادها… فنظّر لـ “إرادة القوة”… (Wille zur Macht)..

لقد “آمن” نيتشه فعلا، لكن آمن بدين محرف فعاداه.

أقرأ هذا بشكل واضح في تمرّده على قيم الضعفاء حين يكتب واصفا “مقامات” الإنسان الخارق… يقول “نيتشه”:

“حين تتساءل: وما معنى شفقتي؟ أليست الشفقة صليبا يعلق عليه ذاك الذي يحب الناس؟ إن شفقتي ليست صلبا”(٣)..

إنه تمرد ضد دين محرف غير عادل وخانع…

لقد كبر “نيتشه” وسط رهبان يلوكون أسطورة صلب “إله” على صليب التثليث غير الموجود أصلا في الأصل المعتمد لطبع التوراة  فتمرد ضد هذا الضعف واتجاه حمل نبي (إله حسب ما تعلم “نيتشه”) لأخطاء غيره وتخليه بل تفضيله الموت دون محاولة للدفاع… وحق “لنيتشه” أن يرفض هذه الأساطير التي لا تمت للعدل الفطري بصلة… والتي اعتبرها -ومعاصروه وأولهم ماركس- دينا… فاستهانوا به..

لكن هل من المنطقي أن تتمرد أنت…؟

يا من وصلته كلمات مبعثرة عن “نيتشه” حول “دين” لا يشبه الإسلام…

–       ففي دينك لا يحمل أحد خطايا أحد ولا تزر وازرة وزر أخرى [سورة الزمر آية 7]

–       وفي دينك لم يقتل المسيح عليه السلام أصلا…

–       وفي دينك ليس المسيح إلها… فبربك لم تردّد “مات الإله!”

–       ودينك غير دينه…

–       وظروفك غير ظروف “نيتشه” التي دفعته للإيمان بهذه الأسطورة “الدينية”؟

إن حاولنا تفسير “تحرر” نيتشه من دين محرف فيه “خطيئة أصلية”(original sin) وقتل للأنبياء… و”دم غفران” (sacramental blood) وما تبعها على أرض الواقع من “صكوك غفران” و”محاكم تفتيش” و”حروب صليببة”… فكيف نفسر محاولة “تحررك” أنت من دين متحرر أصلا؟:

–       الرسول فيه غير مسيطر على أحد لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ [سورة الغاشية آية 22].

–       ولا إكراه في الدين [سوة البقرة آية 37].

–       ولا صلب فيه.

–       ولا دم غفران يمحو خطيئة أصلية مغفورة أصلا فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرحيم [سورة البقرة آية 256].

نقرأ كذلك تمرّد نيتشه وإيمانه الضمني بالله – بل و”حبه” له… الذي يحاول كبته فتخونه الكلمات… وتخونه كثرة ذكره له في كتبه… – كتب “نيتشه” في أحسن كتبه: “أحب الرجل الذي يسب إلهه، لأنه يحب إلهه: لأنه بهذا سيغضب ربه فيهلكه”

“لأنه يحب إلهه”…

“زلة” نفسيّة هي…؟ (lapsus)

بعد كل هذا… اسأل نفسك أخي الملحد…

_       “ما غرّك بربك الكريم؟”…

–       ما سبب تمردك؟

إن كان أغضبك “متدينون” منفّرون… فهناك متديّنون حقيقيون سيماهم الرفق… لا تلعب بمصيرك من أجل بعض الغالين أو بعض المتفيهقين باسم الدين

–       إن كان خذلك أحد باسم الدين، فليس الدين من خذلك.

–       إن كانت ظروفك قاسية أو أحسست بسلطة تخنقك، فابذل الجهد لتغيير وضعك وكسب حريتك واستقلالك، وادع الله ليعينك.

–       إن كان هناك سبب آخر فابحث في أعماق نفسك.

لكن بالله عليك لا تتقمص أسباب “نيتشه” أو أحد آخر.

لا تكتري تمرّد غيرك.

أسبابه غير اسبابك، وظروفه غير ظروفك.

أنت حر في إلحادك، فـ {لا إكراه في الدين}.

لكن كن أنت.

كن قائدا.

كن “إنسانا كاملا” بمعنى الكلمة عقلا وروحا.

كن كالحكماء والأنبياء والعلماء.

لم يلغوا فرضية الخلق لهوى في أنفسهم.

كن أنت… وتمرد إن رأيت في تمرّدك حلا.

وإلا ففكر في حلّ بعد نضجك.

بعد أن يمرّ تمرّد الطفل الذي بداخلك.

كن أنت.

اعتمد على عقلك وذكائك وقلبك أنت.

استمع لما تقوله لك فطرتك التي تهرب منها.

كن أنت.

لقد ألغى نيتشه 50% من الفرضيات بهوى وبعامل نفسي وليس بالمنطق الفلسفي…
اعتمد على عقله بل على هواه فضلّ، لقد ضلّ “الرجل الخارق” كما رأى نفسه… غرور تبعه ضلال..

بل إنه قد أصاب الجنون “نيتشه” الذكي الذي لا يحتاج لإله…

جنون لمدة 10 عشر سنين… ثم مات.

لقد جنّ المفكر العقلاني “الأرضي جدا”.

بعد أن بحث عن “روحانية” لكن بلا إله، فوجد ضالته في عقائد الشرق الأدنى.

وبعد أن نظّر لخلود على مقاسه ومن قبلُ كان قد أنكر الحياة الأبدية.

وبعد أن صنع إلها على مقاسه… ومن قبلُ كان قد أنكر وجود الله.

وبعد أن كتب كتابا أراده أن يكون “كتابا مقدسا” بلا إله يعوض وحي السماء..

بل إنه جعل نفسه إلها، إلها أرضيا خارقا… صنما من تراب.

تماما كما فعل من قبله اليونان والرومان وعرب الجاهلية…

ثم مات.

“مات نيتشه!”. “! Nietzsche ist tot”

“لقد مات نيتشه!”.

وربما أدرك -حيث هو الآن أو قبل موته-… أن الله حيّ لا يموت..

وإن لم يدرك…

فليس على المجنون حرج.

لكنك أنت لست مجنونا.

وهنا الحرج…

فكن أنت.

لا تكن إمّعة… تابعا.


[1] Roger Penrose, The Emperor’s New Mind, 1989; Michael Denton, Nature’s Destiny, The New York: The Free Press, 1998, p. 9 : “This now tells how precise the Creator’s aim must have been, namely to an accuracy of one part in 10 to the 10^123rd power. This is an extraordinary figure. One could not possibly even write the number down in full in the ordinary denary notation: it would be 1 followed by 10^123 successive 0’s.” 
Even if we were to write a 0 on each separate proton and on each separate neutron in the entire universe- and we could throw in all the other particles for good measure- we would fall far short of writing down the figure needed. (Teleological Argument and Entropy – www.allaboutphilosophy.org)

[2] F. Nietzsche : “Also sprach Zarathustra. Ein Buch für Alle und Keinen” p. 37 (Ed. Symphonie Classique)
[3] F. Nietzsche : “Also sprach Zarathustra. Ein Buch für Alle und Keinen” p. 60 (Ed. Symphonie Classique)
[4] Lao Tseu فيلسوف صيني يعتبر أحد “الأنقياء الثلاثة” في الطاوية – القرن السادس قبل ميلاد المسيح عليه السلام
[5] F. Nietzsche : “Also sprach Zarathustra. Ein Buch für Alle und Keinen” p. 11 (Ed. Symphonie Classique)
[6] l رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم l
[7] F. Nietzsche : “Der Antichrist. Fluch auf das Christentum”: (L’Antéchrist, Imprécation contre le christianisme, p. 17 – Édition Arvensa – édition augmentée – Citation : “Qu’est-ce qui est plus nuisible que n’importe quel vice ? — La pitié qu’éprouve l’action pour les déclassés et les faibles : — le christianisme…”)
[8] Codex Vaticanus – 1john 15:7-8
[9] l رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم l
[10] F. Nietzsche : “Also sprach Zarathustra. Ein Buch für Alle und Keinen” p. 13 (Ed. Symphonie Classique)
[11] تَفَيْهَقَ في كلامه: توسَّع وتنطَّع.
[12] اقتبستها من عنوان كتاب “الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل” لمؤلفه عبدالكريم الجيلي.
تاريخ الخبر: 2022-09-25 00:20:12
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية