حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، وهذه المواقف ترصدها "الدستور" على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.

الحلقة الأولى من مونديال شيلي 1962

عندما قرر الاتحاد الدولي منح شيلي شرف تنظيم كأس العالم 1962 أكد كارلوس ديتبورن، رئيس اللجنة المنظمة للمونديال، أن بلاده ستفعل أى شىء لأنها لا تملك أى شىء، وبالفعل قامت شيلي بمشاريع ضخمة مثل بناء الملاعب والفنادق وإنشاء أول محطة تليفزيون في البلاد، ورغم الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة كونسيسيون يوم 22 مايو 1960 وتسبب في وفاة 125 شخصا وإصابة المئات، نجحت شيلي في تنظيم البطولة بشكل جيد ولم يشاهد ديتبورن حلمه وهو يتحقق لأنه مات قبل انطلاق المونديال بشهر إثر تعرضه لسكتة قلبية.

دون ناتشو يقود المكسيك للفوز الأول 

شهد مونديال 1962 أول فوز للمكسيك في نهائيات كأس العالم وكان يوم 7 يونيو على تشيكوسلوفاكيا بنتيجة 3-1 بملعب ساوياليتو في مدينة بينيا ديل مار، وكان منتخب المكسيك قد شارك في المونديال أعوام 1930 و1950 و1954 و1958 دون أن يحقق أى فوز وتعادل مرة واحدة مع ويلز في مونديال 1958 ونال قبلها 9 هزائم متتالية .

الفوز على تشيكيلوفاكيا تحقق على يد المدرب أجناسيو تريليس الذي توفي عام 2020 عن عمر يناهز 103 أعوام وكان تريليس  الذي اشتهر بلقب "دون ناتشو" أنجح مدرب للأندية في المكسيك حيث حقق 15 لقبا كما قاد المنتخب المكسيكي  في 117 مباراة دولية وفي بطولتي كأس العالم 1962 و1966 .

ويمتلك تريليس ثاني أكبر رصيد بين المدربين في مباريات الدوري المكسيكي حيث قاد الفرق التي تولى تدريبها في 1081 مباراة بالدوري المكسيكي.

معركة سانتياجو

تسبب الصحفيان الإيطاليان كورادو بينسينلي وأنطونيو جيسيلي في أزمة كادت تتطور إلى نزاع دبلوماسي عندما هاجما شيلي ووصف عاصمتها سانتياجو بأنها مثالا حزينا لواحدة من عواصم الدول غير المتطورة والمبتلاة بكل أنواع الشرور مثل الفقر وسوء التغذية والدعارة والأمية وإدمان الكحوليات.

وقامت الصحف الشيلية بنشر هذه الكلمات وطالبت وزار الخارجية في شيلي باعتذار رسمي من إيطاليا واضطر الصحفيان لمغادرة سانتياجو، لكن ماقاما به تسبب في أزمة خلال مباراة إيطاليا وشيلي في الجولة الثانية للمجموعة الثانية، ورغم أن لاعبى المننتخب الإيطالي حاولوا تهدئة الجماهير بإلقاء الورود عليهم، إلا أن الجماهير رفضت هذه المبادرة وقامت برمي الورود وإطلاق صافرات الاستهجان مما دفع اللاعب أنريكي أوماسيبوري لعدم المشاركة في المباراة خوفا على حياته.

المباراة حفلت بالخشونة وتبادل اللاعبون الركلات واللكمات ونجح منتخب شيلي في الفوز بهدفين سجلهما خايمي راميريز وخورخي في الدقيقتين 73 و87 بعدما لعب المنتخب الإيطالي ناقصا إثر طرد جروجيو فيريني وماريو ديفيد في الدقيقتين 8 و41، حيث قام الحكم الإنجلبزي كين أستون بطرد فيريني لاعتدائه بالضرب على أونورنيولاندا، لكن اللاعب رفض الخروج من الملعب، فقامت قوات الشرطة بإخراجه بالقوة، وعندما تدخل ليونيل سانشيز بعنف على اللاعب الإيطالي ماريو ديفيد تجاهل الحكم طرده بل قام بطرد ديفيد الذي حاول رد الاعتداء.

 مدافع الأرجنتين يأكل خنزيرا بمفرده 

 خضع روبين مارين نافارو، مدافع الأرجنتين لآشعة على الكبد قبل ساعات قليلة من السفر إلى شيلي للتأكد من حالته الصحية بعد تعرضه لإسهال حام بعد أن تناول بمفرده خنزيرا مشويا كاملا وكان نافارو مشهورا بلقب "الفأس الشجاع" نظرا لفوته وعنفه ومراقبته الصارمة للمهاجمين.