حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، وهذه المواقف سيتناولها "الدستور" على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.

الحلقة الثالثة من مونديال إنجلترا 1966

تراوتمان الأسير الذي نال لقب فارس الإمبراطورية 

لعب الألماني بيرت تراوتمان دورا كبيرا في مساعدة المنتخب الألماني وإمداده بكثير من المعلومات قبل مونديال 1966 وكان تراوتمان صاحب قصة يمكن أن تتحول إلى فيلم سينمائي، حيث دخل إنجلترا كأحد جنود سلاح المظلات في الجيش الألماني وتعرض للأسر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وأثناء وجوده في معسكر الأسرى بدأ لعب الكرة، وأظهر قدراته الكبيرة كحارس مرمى مما دفع ناديى توتنهام ومانشستر سيتي لمحاولة التعاقد معه لكنه اختار مانشستر سيتي لسبين الأول أنهم أكدوا له أن الإنجليز في الجزء الشمالي أكثر ودا السبب الثاني أنه رأى أن التواجد مع فريق صغير يساعده على اللعب دون ضغوط، لكن الأمر لم يكن سهلًا فقد هدد 50 ألف شخص بمقاطعة النادي إذا تعاقد مع تراوتمان، لكن مسئولي مانشستر سيتي لم يهتموا بالتهديدات وتعاقدوا مع الحارس الذي نجح في إثبات وجوده وقلب الإهانة الموجهة له إلى إشادة وثناء.

وفي مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1956 أمام بيرمنجهام سيتي تألق تراوتمان رغم أن ابنه مات قبل المباراة بيومين في حادث سيارة، كما لعب تراوتمان الدقائق الأخيرة وهو يعاني من شرخ في إحدى فقرات العنق بعد اصطدامه بأحد لاعبي بيرمنجهام، وبسبب هذه الإصابة غاب عن الملاعب لمدة ستة شهور.

تراوتمان أصبح أول أجنبي يحصل على لقب لاعب العام في إنجلترا، وقامت الملكة اليزابيث بتقليده وسام فارس الإمبراطورية، ووقتها أكد أنه يشعر بأنه إنجليزي أكثر من شعوره بأنه ألماني. 

إشارات المرور تشعل خيال ستون 

في مباراة إنجلترا والأرجنتين في الدور ربع النهائي قام الحكم الألماني رودولفو كريتلين بطرد أنطونيو راتين لاعب الأرجنتين بسبب الخشونة، وقام راتين أثناء خروجه من الملعب بتوجيه إشارات خارجة للجماهير، ومع تقدم إنجلترا بهدف سجله جيفري هيرست في الدقيقة 78 لم تتوقف الخشونة حتى إن ألف رامزي مدرب المنتخب الإنجليزي وصف لاعبي الأرجنتين بالحيوانات بل وقام بإجبار لاعبه جورج كومين على عدم تبادل فانلته مع أوسكار لاعب الأرجنتين بعد المباراة.

لجنة العقوبات قررت إيقاف أنطونيو راتين 4 مباريات وروبرتو فيريرو ثلاث مباريات ومثلها لزميله أرميندو أوتيجو الذي بصق في وجه أحد موظفي الاتحاد الدولي، واقترحت لجنة العقوبات على الجنة المنظمة لمونديال 1970 رفض مشاركة منتخب الأرجنتين إلا بعد الحصول على ضمانات كافية بالتزام لاعبيه بالسلوك الرياضى.

وأحداث المباراة تسببت في إنشغال كين ستون الحكم السابق والمراقب بالاتحاد الدولي وأثناء عودته إلى منزله كان يقود سيارته عند تقاطعات شارع كينجستون، وشاهد إشارة المرور بألوانها الحمراء والخضراء والصفراء فراودته فكرة استخدام البطاقات الصفراء لإنذار اللاعبين والبطاقات الحمراء لطردهم، وهى الفكرة التي تم تنفيذها في مونيدال 1970.

سباق الكلاب 

قبل مباراة الأرجنتين وإنجلترا في الدور ربع النهائي أراد منتخب الأرجنتيني زيارة ملعب ويمبلي الذي ستقام عليه المباراة ومعاينة أرضيته، لكنه لم يتمكن من ذلك لسبب بسيط وهو أن الملعب كان مشغولا بسباق للكلاب.

رشوة الكافيار 

تحدثنا من قبل عن هدف إنجلترا الثالث في مرمى ألمانيا في المباراة النهائية الذي سجله جيف هيرست ولم يكن صحيحا؛ لأن الكرة التي سددها هيرست ارتدت من العارضة إلى داخل الملعب لكن الحكم السويسري جوتفرايد دينست تورط في احتسابه بإشارة من مساعده السوفييتي توفيك باخراموف.

الغريب أن باخراموف لم يكن من المرشحين للتواجد ضمن طاقم التحكيم الذي سيدير المباراة لكنه عقد اجتماعا مع أحد قيادات الاتحاد الدولي في ماليزيا وهو كوى أوى تيك وأهداه عبوتين من الكافيار مقابل التوسط له للتواجد ضمن طاقم تحكيم المباراة النهائية، ويبدو أن "تيك" قبل الرشوة وأقنع زملاءه في اللجنة المنظمة بضم باخراموف إلى طاقم التحكيم.